توقع الصحفي الإسباني "بيدرو كناليس" تخلي العاهل المغربي الملك محمد السادس عن الحكم، وقال في حوار أجرته معه صحيفة "هسبريس" المغربية، أن الملك لم يكن يرغب في العودة إلى المغرب وأن شقيقه مولاي الرشيد وكذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بذلا جهودا كبيرة من أجل إقناعه بالعودة خلال وجوده في إقامته الخاصة بباريس. وحول المعطيات التي بنى عليها توقعه، قال كناليس: "بالنسبة لأولى المعطيات التي اعتمدت عليها، فهناك مواعيد لقاءات والتزامات دولية سبق للمغرب أن تعهد بحضورها، ومع ذلك لم يتم الوفاء بها، مثل اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني، والسفر إلى مصر، وباقي الالتزامات، وهو ما يدفعنا للقول أن هناك على الأقل بياتا شتويا للسلطة، كما أن كل الملفات المهمة يتم إبقاؤها في حالة الانتظار". وكشف كناليس استنادا إلى ما وصفه "معلومات موثوق بها،، عن تهريب مبالغ نقدية عينية، وأخرى عبارة عن قيم منقولة، من المغرب إلى الخارج منذ حوال عام، مؤكدا ان مجموع هذه المبالغ يقترب من ملياري دولار. واتهم الصحفي الاسباني أشخاص نافذين في الدولة بالتورط في تهريب الأموال إلى الخارج، مشيرا إلى أنهم بعيدين عن محيط الملك، لكنهم في المقابل مسؤولين كبار في الدولة. وأكد كناليس" أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي.أي.ايه" تدخلت على الخط واجتمعت بجنرالات المغرب لتدارس "الوضع المغربي المقلق". وبحسب ما أوردته الصحيفة المغربية نقلا عن الصحافي الإسباني الذي وصفته بالمعروف، فإن محمد السادس يواجه صعوبات شخصية في ممارسة الحكم وهو يفكر في التخلي عنه إما لصالح أخيه رشيد أو بوضع وصاية على الحكم من طرف مجلس العرش حتى يبلغ ابنه الحسن السن القانوني. وحول طبيعة هذه الصعوبات، أعرب الصحفي الإسباني عن اعتقاده بأن الملك غير واثق من نفسه، وقد يكون مفتقرا لدعم باقي أفراد الأسرة الملكية، ويخشى من ردود فعل غير طيبة من طرف أخيه الأمير رشيد وابن عمه الأمير هشام. يقول الصحفي الإسباني، وهو خبير في الشؤون المغربية، أن المصادر التي زودته بالخبر أكدت له أن مصالح الاستخبارات الأمريكية قلقة جدا من هذه التطورات، حيث أن أي زعزعة يتعرض لها النظام المغربي سيكون لها تأثير كبير في المنطقة، فضلا عن المدخل الغربي الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، الذي يعتبر نقطة إستراتيجية مهمة بالنسبة للغرب. وكان الغياب الطويل للملك في الخارج وبالتحديد في آسيا وفرنسا أثار علامات استفهام لدى المغاربة، وخاصة في ظل استحواذ الملك على كل الصلاحيات، حيث أن غيابه تسبب في وجود فراغ حقيقي في السلطة.. ونتيجة لذلك الغياب جرى تجميد زيارة رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس زباتيرو إلى المغرب، وتأجلت زيارة كان سيقوم بها الملك إلى كل من موريتانيا ومصر.