ذكرت تقارير صحفية أن الوفد الفلسطيني المفاوض رفض خرائط إسرائيلية تقضي بإعطاء الفلسطينيين السيطرة على 64% من أراضي الضفة الغربية، فيما دعا أحد أعضاء الوفد إلى إعلان نهاية العملية السياسية. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر قريبة من الوفد المفاوض أن الخرائط التي سلمتها تسيبي ليفني، رئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض، للجانب الفلسطيني، وتعكس وجهة النظر الإسرائيلية تعطي الفلسطينيين فعليًا حوالي 64% من السيطرة على الأرض من مساحة الضفة الغربية الحقيقية، إضافة إلى 27% أخرى، ورغم أنها ستسلم للسلطة، إلا أن إسرائيل تعتبرها مناطق أمنية (أي محميات) يمنع فيها البناء والانتشار الأمني لكنها ستحظى بحراسة أمنية اسرائيلية. وبحسب المصادر، فإن أحمد قريع (أبو علاء) رئيس الوفد الفلسطيني الذي تسلم هذه الخرائط في إبريل/ نيسان في اجتماع في فندق "كينغ ديفيد" في القدس، رفض الخرائط. إلا أن أيَّ تعديل في الموقف الإسرائيلي لم يطرأ حتى الآن. وكان أبو علاء أكد قبل ذلك أن الخرائط الإسرائيلية لم تكن مقبولة، وقد رفضت، بدون أن يشير إلى ما تم عرضه. وفي الوقت الذي كان فيه بعض وفد التفاوض الفلسطيني للمفاوضات، يطير إلى واشنطن تلبية لدعوة من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، لمراجعة ملف المفاوضات، اعتبر ياسر عبد ربه عضو الوفد الذي لم يدع، أنه جاء الوقت الذي يجب فيه الإعلان عن نهاية العملية السياسية. وقال "إنه مع هذه الحكومة الاسرائيلية، وفي هذا العام لن يكون هناك اتفاق سلام، لأن اسرائيل تغلق تمامًا الطريق أمام أي اتفاق". وردًا على تصريحات أولمرت الأخيرة، التي قال فيها "إننا أقرب ما نكون إلى الاتفاق" قال عبد ربه: " إنا استغرب، وكل المؤشرات لا تدل على ذلك سواء في المفاوضات أو الممارسات الإسرائيلية على الأرض " ، معتبرًا أن التصريحات الإسرائيلية عن الاتفاق والسلام موجهة "للاستهلاك العالمي وتهدئة مواقف أوساط بأوروبا والولايات المتحدة تريد أن ترى تقدمًا في العملية السياسية ". ووصل أمس، أبو علاء وصائب عريقات، رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى واشنطن للقاء رايس، لإحاطة الوزيرة الأمريكية بتطورات الأوضاع على الأرض. وقال عريقات "سيتم عقد عدة لقاءات لمراجعة ملف عملية السلام بشكل مفصل، ووضع الوزيرة والإدارة الأمريكية في صورة المفاوضات والمعيقات التي تعترض التوصل إلى اتفاق حتى الآن". واضاف "الوفد سيركز على قضايا الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، باعتبارها أهمَّ القضايا التي تعيق المفاوضات". وذهب الوفد الفلسطيني منفردا بدون الإسرائيلي، بعد ان رفضت ليفني التفاوض مع ابو علاء في واشنطن، وإجراء مفاوضات هناك، بعد طلب بهذا الشأن من رايس. وذكرت "الشرق الأوسط" أن أولمرت يحاول إقناع الفلسطينيين باتفاق مبادئ، تؤجل فيه بعض القضايا من 3 الى 10 سنوات. ولكن عبد ربه علق على هذا بالقول "إن شعبنا لن يقبل هذا المصير وسوف يعمل من أجل تقرير مصيره بنفسه، ولن يقبل الخداع الذي تمارسه إسرائيل". وأعرب عبد ربه عن اعتقاده بأنه "يجب ان نقول للعالم ولشعبنا ان العملية السياسية هي عملية بلا أفق، ومن الأفضل الإعلان عن نهايتها".