القاهرة: حذر المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان من استمرار موجات ارتفاع الأسعار وشبح الركود والتضخم والكساد في بعض الدول العربية حيث يواجه العمال وضعية بالغة الصعوبة اقتصاديا واجتماعيا بسبب زيادة نفقات المعيشة وتناقص الدخول النقدية والحقيقية. وقال أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية أن الاقتصاد العالمي يشهد موجة من معدلات النمو المرتفعة، في الوقت الذي تواجه فيه الدول العربية تحديات كبيرة في مجالات التنمية الاقتصادية مشدداً على ضرورة التركيز على دعم فرص التنمية الإقتصادية في الدول العربية وتعزيز مشاركة النقابات في الجهود التنموية والتأكيد على الأدوار الفعالة للتنظيمات النقابية العربية في تحقيق التنمية الاقتصادية والإجتماعية المتوازنة. من جانبه أكد مدير إدارة التنمية البشرية والتشغيل بمنظمة العمل العربية محمد شريف في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن منظمتي العمل العربية والدولية ستنظمان بالتنسيق مع الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بدمشق ورشة عمل في الفترة من 28 حتى 30 يوليو بمشاركة وفود عمالية من مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق وفلسطين والكويت وتونس لمناقشة واقع الحركة النقابية في ظل المتغيرات الإقتصادية في المنطقة العربية ووضع تصورات مستقبلية للتنظيمات النقابية في ضوء سياسات التنمية في المنطقة وإبراز دور النقابات العمالية في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وقد وصف تقرير حديث لمنظمة العمل العربية الوضع الحالي للبطالة في المنطقة بأنه الأسوأ بين جميع مناطق العالم من دون منازع وأنه في طريقه لتجاوز كل الخطوط الحمراء. وأشار التقرير إلى أن أبرز خصائص البطالة فى البلدان العربية تدني المستويات التعليمية للعاطلين عن العمل بجانب انتشارها بين الشباب وضعف الخبرة المهنية المتوفرة لدى العاطلين عن العمل وغياب التدريب المهني الموجه لسوق العمل بالإضافة إلى غياب التخطيط وارتفاع نسبة الإناث العاطلات عن العمل. ومن واقع التقرير، فقد احتفظت المنطقة العربية بأعلى معدلات نسب البطالة بين الشباب على مستوى العالم بنسبة فاقت ال 25%، على الرغم من تحقيق الدول العربية المصدرة للنفط فوائض مالية تقوم بضخها في مشاريع إنمائية للحد من تنامي معدلات البطالة. فقد تصدرت المنطقة العربية قائمة أكثر المناطق بطالة بين مناطق العالم بسبب تجاوز معدل البطالة فيها 14%، وذلك من واقع بيانات التقرير الأول للتشغيل الصادر عن منظمة العمل العربية الذي سيتم الكشف عنها يوم الخميس القادم. ويشدد التقرير على ضرورة مواجهة التحديات التي تفرضها البطالة على البلاد العربية وهي التحدي السكاني والبطالة وضعف التأهيل والحاجة إلى نقلة استراتيجية في الموارد البشرية وتراجع العائدات النفطية في بعض الدول العربية إضافة إلى التحديات الاقتصادية الخاصة بضعف التصدير وتخلف القطاعات الإنتاجية وتراجع معدلات النمو الاقتصادى في الدول النامية. ويوصي التقرير بضرورة العمل على رفع كفاءة القوى العاملة وتحسين أوضاع العاملين بالقطاع غير المنظم وتيسير تحويل العاملين من القطاع غير المنظم إلى القطاعات المنظمة وتشجيع تلك القطاعات للاندماج في القطاعات المنظمة لحماية حقوق العاملين بها.