في كثير من الأحيان لا يجد المرء تفسيرا مقنعا للدلال المبالغ فيه الذي يمارسه قادة الأحزاب الكردية العميلة على حكومة بغداد. بالرغم من أن جميع فرقاء المنطقة الخضراء ينضوون تحت خيمة الاحتلال الأمريكي وينعمون بخيراته التي هي فضلات تسقط من موائده الباذخة. لكن يبدو إن ثمن الخيانة والعمالة الذي قدّمته أمريكا لعميلي الصهيونية مسعود البرزاني وجلال الطلباني لم يرتقِ في نظرهما الى مستوى الفعل الخياني"الرائع" الذي سبقا غيرهما من العملاء في تأددته بشكل فريد. وأننا كعراقيين سوف نتذكّرالى يوم القيامة إن هذين العميلين ساهما بكل ما ملكت قلوبهم ونفوسهم من حقد أسود وكراهية بغيضة في إحتلال وتدميرالعراق وتشريدالملايين من أبنائه والاستحواذ, بمشاركة لصوص محترفين دوليا صاروا فيما بعد حكاما للعراق, على خيرات ومقدرت هذا البلدالعظيم. ولم يتوقّف دلال الأكراد على الهيمنة والانفراد بجزء عزيز وعال من وطننا الحبيب وإستعبادهم لاخوتنا الأكراد في شمال الوطن, والذي تحوّل الى إمارة عائلية لكل من مسعود وجلال. بل مارسوا أبشع أساليب الابتزاز والغطرسة حتى مع شركائهم فيما يُسمى بالعملية السياسية. فاصبحت قائمة مطالبهم تزداد يوما بعدآخر رغم ما فيها من إجحاف وأنانية وظلم. فهم على سبيل المثال يرفضون تقاسم السلطة مع الآخرين في مدينة كركوك العراقية ولكنهم في الوقت نفسه إستولوا على أكثرمن نصف السلطات في مؤسسات الدولة والحكومة العراقية في بغداد ويشغلون مواقع حساسا في ما يُسمى بالعراق الجديد. .وتصرفعهم هذا في الحقيقة غريب من نوعه ولا يوجد له مثيل في أية دولة فدرالية في العالم. ولا يوجد مواطن واحد, باستثناء أكراد العراق, يتمتع بازدواجية الحقوق. فهم يطالبون بحقوقهم مرّة كأكراد وأخرى كعراقيين. وهم الرابحون في كلا الحالتين. طبعا دون أن تكون عليهم واجبات تذكر. وكما يقول المثل الشعبي"نِزِل ويدبّج عالسطح". ولو سأل أحدنا ماهي واجبات الأكراد في الشمال نحو العراق كوطن والعراقيين كشعب؟ لوجدها صفرعلى صفر. فلا هم يدافعون عن حدود العراق ولا عن حدود إقليمهم المزعوم من المخاطر والتدخلات الأجنبية, وما أكثرها,.بدليل إن المدفعية التركية والايرانية لا تتوقف أبدا عن قصف القرى والبلدات الكردية الاّ لتستريح أو لتغيّرأطقمها وعتادها. وعندما تكون لدى القيادات الكردية العميلة مشكلة مع العراقيين والحكومة المركزية, مهما كان نوع النظام السياسي في بغداد, فهم أشرس ما يكون ويكشّرون عن أنيابهم مهدّدين متوعّدين, ويستقوون بالأجنبي ضد من يُفترض أنهم إخوتهم في الوطن. ولا هم يدفعون الضرائب والرسوم للدولة العراقية, والتي يسمونها فدرالية إتحادية, ولا هم يساهمون بدولار واحد في ميزانية الدولة المركزية مع أنهم حصلوا دون مقابل على 17 بالمئة من تلك الميزانية. والأنكى من ذلك إن كل ما في إقليم الشمال الكردي من موارد وخيرات وضرائب ورسوم وإستثمارت ونهب وسلب يدخل في جيوبهم فقط, أكرر, يدخل في جيوبهم فقط. اما الشعب الكردي المسكين فلم يبق له الاّ الله سبحانه وتعالى. وهم مع ذلك يزاحمون العراقي على لقمة الخبزالتي يحصل عليها بشق النفس بفضل الفساد الاداري والمالي وهيمنة اللصوص والسراق, من أمثالهم,على الأموال العامة وبقية خيرات البلاد والعباد. وفي رأيي المتواضع إن التعامل مع القيادات الكردية العميلة يعتمد بشكل كلّي على الاجابة على السؤال التالي. هل الأكراد مواطنون عراقييون أم لا؟ فاذا كان الجواب بالايجاب, فهذا يعني أن حالهم كما يُقال حال أي عراقي, في السرّاء والضرّاء. متساوون أمام القانون ولهم حقوق وعليهم واجبات كبقية البشر.لا تمييز ولا خصوصيات لهذا السبب أو ذاك ولا هم يحزنون. وإذا كان الجواب نفيا, أي أنهم أكراد فقط ويسكنون في كوكب آخر, فعلينا والحالة هذه أن نعدّ العدّ!ة لأي طاريء. وما حصل في مدينة كركوك العراقية في الأيام الأخيرة ومحاولة البرزاني والطلباني ليّ ذراع العراقيين سعيا وراء تحقيق حلمهما الكابوسي في إخضاع مدينة كل العراقيين كركوك الى هيمنتهما وبالتالي هيمنة إسرائيل وأمريكا, جعلنا أكثرحذرا وأشدّ يقظة من ذي قبل. فمسعود البرزاني كما يُبيّن تاريخه الأسود مثل الحيّة "تقرص وتضم راسها". [email protected] المصدر بريد الفجرنيوز