الجزائر /علجية عيش الفجرنيوز:مع دخول الصيف و خروج التلاميذ عطلتهم السنوية تتحول تونس إلى قِبْلَة لسكان قسنطينة ، تستقبل الوفود الكبيرة من السواح حتى المنتخبين يفضلون شواطئ تونس على شواطئ البلد الأم.. وإن كانت قسنطينة تفتقر إلى شواطئ و مواقع استجمام فيوجد في الجزائر ولايات تتمتع بهذا الكنز السياحي من شواطئ و شلالات و غير ذلك، و هو السؤال الذي لم نجد له إجابة حول السِرُّ الذي تخفيه تونس، و ما هي الميزة التي تتمتع بها سواحلها، لدرجة تجعل قلوب الجزائريين تخفق لهذا البلد، و لماذا تبرمج وكالاتنا السياحية رحلاتها إلى تونس دون البلدان الأخرى، قد تكون الأرقام خير دليل على ذلك ، فالإحصائيات الأخيرة تؤكد أن عدد المسافرين من قسنطينة إلى تونس وصل ما يفوق عن 33 ألف مسافرا عن طريق الوكالات السياحية دون إحصاء المسافرين "برًّا" بواسطة سيارات الأجرة و عبر ولاية عنابة و الطارف.. هذه "الهجرة السياحية" لها أسباب عديدة، قد تعود إلى نقص التحسيس بأهمية السياحة الداخلية و ما تزخر به بلادنا من مواقع سياحية، أم أنها تعود إلى غياب برامج خاصة بالسياحة الاستكشافية، سواء من طرف السلطات المحلية و على رأسها مديرية السياحة أو مديرية الثقافة باعتبار السياحة فن و ثقافة، أو الجمعيات الثقافية التي كان من المفروض أن تلعب هي هذا الدور الحيوي.. السياحة في الجزائر أصبحت تهم طبقة معينة و هم أصحاب المال و الأعمال و ذوي النفوذ، و لم تعد من حق الطبقات الأخرى أو كما يسمونهم عندنا في الجزائر " المْشُومْرِينْ" ( أي الفقراء) حتى و لو كانوا موظفين.. في الصيف لا نرى إلا هؤلاء يجوبون الشوارع و هم يبحثون عن مكان فيه ظل و هواء بارد، يعدّون الأيام عدًّا و هم ينتظرون متى يخرج الصيف و ينقشع ذلك الإحساس بالنقص.. قسنطينة و إن كانت تفتقر إلى شواطئ فهي ليست تلك المدينة الفقيرة المهجورة التي تجبر أبناءها على هجرها، سيما وهي تتوفر على غابات جميلة ( غابة جبل الوحش، غابة المريج، و غابة البعراوية و غيرها.. ) إلا أن هذه الغابات أصبحت عرضة للشبهات و مظاهر الانحراف و الرذيلة، و حرمت على العائلات المُحَافِظَة من زيارتها و الاستمتاع بهوائها و أخذ وقتا كافيا من الهدوء، هكذا هي قسنطينة في الصيف تحن و تشتاق إلى أبائها الذي هجروها و استكبروا عنها و تبحث عن عاشق ينفض الغبار عنها و يعيد لها مكانتها التي ضاعت..