توزر.. يوم مفتوح احتفاء باليوم العالمي للكتاب    التضامن.. الإحتفاظ بشخص من أجل " خيانة مؤتمن "    الليلة: أمطار متفرقة والحرارة تتراجع إلى 8 درجات    حنان قداس.. قرار منع التداول الإعلامي في قضية التآمر مازال ساريا    النادي الصفاقسي : تربّص تحضيري بالحمامات استعدادا للقاء الترجّي الرياضي    عاجل/ أحداث عنف بالعامرة وجبناينة: هذا ما تقرّر في حق المتورطين    عاجل/ منها الFCR وتذاكر منخفضة السعر: قرارات تخص عودة التونسيين بالخارج    أي تداعيات لاستقالة المبعوث الأممي على المشهد الليبي ؟    إكتشاف مُرعب.. بكتيريا جديدة قادرة على محو البشرية جمعاء!    ازدحام و حركية كبيرة بمعبر ذهيبة-وازن الحدودي    عاجل/ إنتشال 7 جثث من شواطئ مختلفة في قابس    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميلته بآلة حادة داخل القسم    المهدية: محامو الجهة يُنفّذون إضرابًا حضوريًّا بيوميْن    ليبيا: ضبط 4 أشخاص حاولوا التسلل إلى تونس    يراكم السموم ويؤثر على القلب: تحذيرات من الباراسيتامول    المنتدى العالمي للطب البيطري يعقد في تونس ...و هذا موعده    طبرقة: فلاحو المنطقة السقوية طبرقة يوجهون نداء استغاثة    عاجل : الإفراج عن لاعب الاتحاد الرياضي المنستيري لكرة القدم عامر بلغيث    مدير إعدادية أمام القضاء..التفاصيل    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 8 أشخاص في حادثي مرور    عاجل/ أمطار رعدية خلال الساعات القادمة بهذه المناطق    هيئة الانتخابات:" التحديد الرسمي لموعد الانتخابات الرئاسية يكون بصدور امر لدعوة الناخبين"    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب    طلاق بالتراضي بين النادي الصفاقسي واللاعب الايفواري ستيفان قانالي    هذه الشركة العالمية للأغذية مُتّهمة بتدمير صحة الأطفال في افريقيا وآسيا.. احذروا!    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    جربة: إحتراق ''حافلة'' تابعة لجمعية لينا بن مهنّى    عاجل : مبروك كرشيد يخرج بهذا التصريح بعد مغادرته تونس    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    وزير الدفاع الايطالي في تونس    ر م ع الشركة الحديدية السريعة يكشف موعد إنطلاق استغلال الخطّ برشلونة-القبّاعة    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    جرايات في حدود 950 مليون دينار تُصرف شهريا.. مدير الضمان الإجتماعي يوضح    صور : وزير الدفاع الايطالي يصل إلى تونس    الفيفا يكشف عن فرضيات تأهل الترجي الرياضي لكأس العالم للأندية    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    بسبب فضيحة جنسية: استقالة هذا الاعلامي المشهور..!!    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    بطولة إفريقيا للأندية للكرة الطائرة: مولودية بوسالم يواجه الأهلي المصري من الحفاظ أجل اللقب    لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 بالمائة    صادم: كلغ لحم "العلوش" يصل الى 58 دينارا..!!    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الخامسة    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام العربي:ورسالة التيه والضياع :محمد أسعد بيوض التميمي


الإعلام العربي
ورسالة التيه والضياع والهتك والفتك والنخر وحربه المعلنة على الأمة
ولماذا تزداد كثافة في رمضان
إن الاعلام سلاح ذوحدين حد سلبي وحد إيجابي,وإذا ما تم إستخدام هذا السلاح بطريقة صحيحة وإيجابية,وسُخر لخدمة الشعب والأمة بشحذ الهمم ورفع المعنويات والإستنهاض,مترافقا ذلك مع إعداد خطة شاملة حقيقية تستهدف النهوض بالأمة على جميع المستويات,واستعدادا وفعلا حقيقيا على الارض فإنه يكون الوسيلة السحريةالتي تنهض بالشعب والأمة,وتحشدها على كلمة رجل واحد لتحقيق الأهداف المطلوب تحقيقها مهما كانت هذه الأهداف عظيمة وعصية,ولتحقيق ذلك يجب ان يكون الإعلام بإيدي كفؤة وجنوداًمخلصين لعقيدة الامة وأمناء على ديارها ومستقبلها,ولديهم شعوربإنسانيتهم وكرامتهم الشخصية,فلا يتكسبون بهما وعندهم إنتماء حقيقي لأمتهم ,لأن الذي لاكرامة شخصية لديه لايمكن ان يشعر بكرامة الامة فيدافع عنهاوالذي ليس له إنتماء حقيقي لأمتنا فكيف سيدعو لنهضتها ,ففاقد الشيء لايعطيه,وهذه مصيبة الإعلام في العالم العربي,فمعظم المسيطرون عليه يتاجرون بكرامة الامة وكرامتهم الشخصية وليس لديهم إي إنتماء حقيقي لهذه الأمة وإنما إنتماؤهم ألى أولياء نعمتهم ومكتسباتهم الشخصية التي يعملون على الحفاظ عليها مهما كان الثمن باهظا التي تدفعه الامة ,ومبدأهم الذي يؤمنون به(((اللي بتزوج امي بقوله يا عمي ))) .
أماإذاماإستخدم الإعلام بطريقة سلبية فإنه يكون أشد فتكاً في الأمم والشعوب من أسلحة الدمارالشامل,فللإعلام سطوة سحريةعلى عقول الجماهير,فهو قد يفعل بها فعل السحر,فيستولي عليها بسحرسحرة فرعون , ففراعنة هذا الزمان هم المسيطرون على الاعلام والمتحكمين به,ولشدة تأثيرسحره على الجماهيرفإنه يُحدث تغييراً في كيمياء عقولها( فيسلبها ارادتها وقدرتها على تمييزالحقيقة من الاوهام ويجعلها تتحرك لاإراديا كقطعان الاغنام)فتتخيل من سحره بأن السراب ماءاً,وبأن مواسير المجاري ما هي إلا صواريخ القاهر والظافر,والهزيمة والانكسارعزة ونصراً,والخزي والعارشرفا ومجدا,والذل والهوان كرامة,وهذا الاعلام جعل من الزعماء والقادةالمهزمون الفاشلون الخائبون الخائنون المتأمرون وأبطال الإنقلابات العسكرية الذين أذاقوا الأمة وبال أمرهاسريعوا الإنكسارأبطالاوثوارا منقذين ومحررين وأصحاب إنجازات تاريخية عملاقة والحكام العاجزون عن التفكير والتعبير والذين يتهتهون بالكلام كالجمال أمراء الفصاحة والبيان والحكمة,وهم والله في معظمهم من صناعة المخابرات الأمريكية أومن مخلفات المخابرات البريطانية(الإستعمارالقديم),فليس لهم إنجازات إلاالخزي والعاروالذل والهوان والهزائم والكوارث والجوع والفقروالتخلف والرذيلة والعبث والهتك والفتك والنخر في الامة,
فأناس هذا حالهم أيها الناس كيف سيقودونكم الى طريق العزة والنصروالنجاة والسلامةوالتقدم والنهوض؟؟؟
فهم والله وأحلف وأنا صائم إنهم جزءمن الحرب عليكم.
فبالاعلام وحده مُمكن أن تجعل من الفأرقطة,ومن القطة أسدا هصورا,أومن الغبي والجاهل والعاجزوالفاشل داهية وحاد الذكاء وعالما وحكيما,وبالإعلام تستطيع ان تغيب العقول وتخدرها وتفتك بها وتدمرها,وهذا ما حصل لجماهيرأمتنا في ما قبل عام 1967 ,فمن منا ينسى(((صوت العرب واحمد سعيد والأغاني الحماسية المفعمة بالإنتصارات والإنجازات والمعارك الوهمية والقسم بالمكنة وبالمصنع بأن فلسطين ستتحرر وملايين الشعب بدق الكعب وبتقول كلنا جاهزين التي خدرت وعي الجماهيروأدخلت الامة في حالة من الهستيريا النفسيةوالتيه والضياع وفقدان للوعي وللعقل وللذات والهوية وفي غيبوبة فكرية))),مما سهل التلاعب بها وخداعها وتضليلها وقيادتها كالأنعام إلى المذبح في صباح ذلك اليوم المشؤوم في خمسة حزيران من عام 1967 وهي ترقص وتغني على انغام الإعلام المضلل منتظرة ساعة التحريرحيث ضرب لها بوق الزعيم احمد سعيد وماادرك ماأحمد سعيد موعداً كاذباًمع النصر في تل ابيب,فصدقت الجماهيرالإعلام القائم على الكذب والخداع والتضليل المُسخر في خدمة الزعيم لصناعة امجاد زائفة له,فنامت نوما عميقا وهي مطمئنة أن ساعة التحرير قد أزفت ,فإذا هي تستيقظ على هزيمة اغرب من الخيال لم ترويها الكتب ولم تتحدث عنها الأيام,فخلال دقائق كانت المعركة قد حُسمت لصالح العدولأنه لم يكن يتوافق على الأرض مع هذا الإعلام استعداداًً وإعداداً حقيقيا للمعركة والتحرير من قبل اصحاب هذا الإعلام بل كذب وخداع بصري وتضليل,فهيأ هذا الإعلام الأمة إلى أن يكسرها العدو بدون حرب,فكل إعلام حماسي لا يتوافق معه إعداد حقيقي على الارض إنما يهدف إلى تخدير وعي الأمة حتى يتم تسهيل الهزيمة والانكسارأمام العدو وللتغطية على الخيانة والتأمر,وهذا ما فعله بنا الإعلام في ما قبل عام 1967,وهذا يُفسرلماذا أهدى الزعيم الخالد الكيان اليهودي أعظم إنتصاراته تحت ستار كثيف من التضليل الإعلامي بإتخاذه للقرار الخياني بتلقي الضربة الأولى,فهل هناك زعيم ملهم يأخذ قرارا يدمر به بلده وجيشه إلا أن يكون خائناًأو متأمراً أوغبيا,ومن شدة مفعول سحرهذا الإعلام على عقول الجماهير قبل الكارثة حيث قد أدخلها في غيبوبة عميقة ونوّمها مغناطيسيا وأفقدها ألاحساس بأدميتها وكرامتها وجعلها كالأنعام بل أضل سبيلا فهي رغم حجم الكارثة وبشاعة الجريمة وغرابتها فإن هذه الجماهيرالتي مرغ الزعيم رأسها بالوحل,وجلب لها الخزي والعار,وجعلهاأضحوكة الأمم لم تصاب بالدهشة والصدمة فتستيقظ على الحقيقة,بل خرجت الى الشوارع تهتف بحياة قاتلها وذابحها والمطالبة ببقائه بالسلطة ليُجهزعلى بقيتها مكافئة له على ما جناه بحقها,حتى انه استقبل في بعض العواصم العربية بأكاليل الغاربدلا من ان تقوم هذه الجماهير التي فعل بها الزعيم الأفاعيل بالفتك به وبزمرته وسحلهم في الشوارع انتقاما لما جنته أيديهم بحق الامة من جريمة لا تغتفر يجب أن تسجل بموسوعة غينيس كأسرع هزيمة وأغربها في التاريخ, وبدلا من ان يبطل حجم الكارثة التي صنعها الزعيم مفعول السحرعلى العقول ولو بعد حين إلا أن اثره على كثير من الناس لازال موجودا ورغم طول الزمن, فيعتبرون تلك الفترة التي ساد فيها الكذب والخداع والتضليل فترة نهوض,ويعتبرون ذلك الزعيم سيد تلك المرحلة الذي هو من أفشل الزعماء والقادة في التاريخ صاحب القرارالشهير الذي قدم جيش مصر العظيمة على طبق من ذهب لطيران العدو ليفتك به في صحراء سيناء بطلا خالدا وزعيما ملهما,ويقولون ماأحوجنا الى مثله في هذه الأيام,أي انهم والله بحاجة الى خزي وعار مثل الذي صنعه في عام 1967 والى قرار مثل قراره بتلقي الضربة الأولى الذي منح جيش العدو لقب الجيش الذي لا يقهر زورا وبهتانا,وإذاما قال أحد مثلي الحقيقة وكشف الخداع والكذب والدجل من أجل أن تستعيد الأمة عقلها ووعيها فلا تبقى تهرول وراء السراب تجد كثيراًمن هؤلاء يُستفزون ويُستنفرون ويثورون وينبرون للدفاع عن هذا الزعيم الذي لا زلنا نعيش اثار تداعيات جريمته التي ارتكبها بحق الامة الى الان مستخدمين احط واقذر واخس التهمبحق من يكشف الحقيقةلانهم يريدون أن يبقوا في غيبوبة ..
نعم إلى هذا الحد يُغير الإعلام كيمياء العقول ويسحرها,فإذا كارثة وهزيمة وخزي وعار بهذا الحجم لم تبطل السحر,ولم تجعل هؤلاء يشعرون بكرامتهم وإنسانيتهم التي لطخها هذا الزعيم بالوحل ولم توقظهم من غيبوبتهم فمتى سيشعرون ومتى سيستيقظون,بل ان كثير من هؤلاء المُغيبين يفتخرون بوصف انفسهم بإسم زعيم تلك المرحلة المظلمة.
اننا اردنا بهذا المثل عن إعلام ما قبل كارثة 1967 لنتعرف على خطورة هذا السلاح وقدرته على الهتك والفتك والنخر اذا ما استخدم في الحرب على الأمة.
وإذا ما نظرنا الى وسائل الإعلام في عالمنا العربي الإسلامي العامة والخاصة إلا من رحم ربي اليوم في وقتنا الحاضرفأننا سنجد أن هذا الإعلام هو امتداد لإعلام تلك المرحلةبل انه قد ازداد تطورا بأساليب الفتك والهتك والنخروازداد إنتشارا,فتعززت رسالة العبث والرذيلة والتيه والضياع ونشرالخراب الفكري والثقافي بين الأمة,ودفعها الى متاهات التيه والضياع وهتك سترالامة والفتك بها وبقيمها وبأخلاقها وبمقومات وجودها ونخركيانها من أساساته ليُصبح أيلاً للسقوط,فلقد ساهم مساهمة محورية في تحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات مهتوكة ومنهوكة ومنخورة فاقدة لهويتها وموغلة في الظلام والتخلف وتائهة ضائعة فاقدة لذاكرتها,وجعلها نتنة موحلة ملوثة خربة خاوية على عروشها جدباء موغلة في التصحرالثقافي والجدب الفكري والحضاري والعلمي,فلقد أثبت هذا الإعلام قدرة هائلة على تحطيم القيم والموازين وتزييف الحقائق وتزويرالوقائع وقلب واطيها عاليها وجعل الرويبضة فرسان المنابر تنطق بإسم الأمة وتسوسها,وجعل الرذيلة سيدة الأخلاق تكرم وتحترم وتعطى الأوسمة والنياشين والجوائز وتقام لها المهرجانات والاحتفالات, فأنشئت لهاالفضائيات السرطانية ووسائل الإعلام المختلفة التي ينفق عليها المليارات من أموال الأمة المنهوبة والمسلوبة من قبل فراعنة هذا الزمان المسؤولين في عالمنا العربي وأبنائهم وأنسباؤهم وقوادينهم,وبالمقابل نجد الملايين من المسلمين في بلاد المسلمين يموتون جوعا ولايوجد عندهم قوت يومهم ولاما يسُدون به رمقهم,فها هو الشعب الفلسطيني المجاهد الصامد البطل في داخل فلسطين وخارجهافي الضفة والقطاع والذي يقف في الخندق الأول للدفاع عن الأمة يستغيث فيه الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والعجائز والأرامل وأمهات الشهداء وأبناء الشهداء ولامغيث ((فلو ناديت لأسمعت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي))
تموت الأُسدُ في الغاب جوعاً .. ولحم الضأن تأكله الكلاب
فأصحاب إعلام الفتك والهتك والنخر((( في غيهم يعمهون وفي رذيلتهم غارقون ,وعلى اشلاء الامة يرقصون وفي جهالتهم هانئون,وفي ضلالهم البعيد سادرون,وفي عبثهم لاهون وفي غبائهم وسفاهتهم يتطاولون,والعالم يستخف ويستهزء بهم ويحتقرهم ويتطاول عليهم وهم بذلك فرحون وسعيدون,فتراهم دائما على خيبتهم وعجزهم وفشلهم يبتسمون ويضحكون ولا يغضبون ولا يستفزون مهما لحق بهم من ذل وهوان وخزي وعار,ومهما بصق عليهم أعداء الآمة,ومهما صفعوهم على وجوههم وركلوهم على أدبارهم ومهما عروهم امام شعوبهم , فالسعادة كل السعادة لديهم أن يبقى الأعداء عنهم وعن تصرفاتهم راضون وعن تنفيذ ما يطلبوه منهم مهما فعلوا بهم الأفاعيل)))
فمن شدة فتك هذا الإعلام بمفاهيم وقيم وأخلاق الامة واحاسيسها ومشاعرها وجسدها جعلها كالجثة المهتوكة,فهاهو الشعب الفلسطيني يُذبح على ايدي العصابات اليهودية المستجلبة من جميع اصقاع الارض على مرأى ومسمع شعوب الأمة ومع ذلك فلا تجد لهم فعل أوإنفعال أوإعتراض وكأن الامرلايعنيهم,فالإعلام خدروعيهم وإحساسهم,وبلّد مشاعرهم,ونوّمهم نومة اهل الكهف,وقتل روح التحدي فيهم الى درجة ان اهتمامهم وتفاعلهم مع احداث مسلسل مستورد من مسلسلات العبث والرذيلة والهتك والفتك والنخرجعل هذه الجماهيرتتوحد في ساعة عرض هذا المسلسل فتخلي الشوارع في تلك الساعة لتتمسمرامام شاشة التلفازصغارا وكبارا نساءاً ورجالاً لتتابع أحداثه الوهمية وكأن مصير العالم متوقف على أحداث هذا المسلسل التافه , وهم عن مايراد بهم وما يخطط لهم وعن مصيرهم يعمهون وغافلون ولا يدرون, وكم من بيت ومن أسرة وخطبة دُمرت وخُربت وهُدمت بسبب هذا المسلسل,فهذا هو هدف إعلام العبث والرذيلة و الهتك والفتك والنخر إنها عملية تتفيه وتخريب مدروسة لمجتمعاتنا .
نعم الى هذا الحد وصلت درجةالنخر في جسد الأمة الواحدة والفتك به وهتكه,فتحول هذا الجسد بفعل هذا الإعلام الى اوصال متقطعة لا يحس ولا يشعر بعضها ببعض.
فوالله ان هذه المليارات التي تنفق على رسالة الرذيلة والعبث والفتك والهتك والنخر التي يقوم بها الإعلام في عالمنا العربي الإسلامي وخصوصا في رمضان والمُسخر له امكانيات الأمة المنهوبة تكفي لتحرير فلسطين والعراق وافغانستان وكل ديارالمسلمين المغتصبة والقضاء على الفقروالبطالة والجوع وإستصلاح ملايين الكيلومترات من الأراضي, حيث أشد ما تكون المنافسة بينهم على إنتاج الرذيلة القائمة على الهتك والفتك والنخروتسويقها في شهر الفضيلة شهر رمضان المبارك شهرالقرأن شهر الله,وكأنهم يريدون أن ينتقموا من المسلمين في هذا الشهر المبارك, فهوشهر شحذ الهمم والجهاد و البطولات والفتوحات والآنتصارات التاريخية في تاريخ المسلمين,لذلك تجدهم يعملون بكل جد وإخلاص من رمضان الى رمضان لإنتاج ما يُفسد على الناس عبادتهم وصيامهم بتحويله شهرا للعبث والتسلية والتيه والضياع والتخريب الفكري,فجعلواهذا الشهر شهراًيتسابق فيه منتجوا الرذيلة والفساد والخراب على انتاج مسلسلات الهتك والفتك والنخروالمهرجانات والمقابلات مع هذه الرموزالفاسدة المفسدة وإختيارالساقطين والساقطات والمنفخين والمنفخات المغيرين لخلق الله الذين افقدوا الجمال معناه وقيمته بتزيف جمالهن وتزويره بعشرات العمليات التجميلية (وماهي إلا عمليات تشويهية مقززة )لتسويق انفسهن في سوق النخاسة المتمثلة بالفضائيات العبثية الداعرة التي تقوم بدور القواده وتسويقهن كأنهن جواري وبمنتهى الإمتهان لإنسانيتهن ولتقديمهن كقدوة لأبنائنا,فهذه النوعية من البشرمزيفة شكلا ومضمونا والذي ينفق وينتج ويشجع على هذا التزييف هم الذين يسيطرون على سوق النخاسة القوادون تجارالرقيق الأبيض أصحاب وسائل الإعلام وهم مافيات تتكون من بعض الحكومات العربية وكثيرمن الزعماء العرب السابقين والحاليين وأبنائهم اللصوص والذين يُهدرون اموال الأمة على كل انواع العبث وإذا ما ما تبرعوا بالفتات لبعض بلدان الآمة اوالشعب الفلسطيني وبما لا يساوي ما ينفقونه في ليلة حمراء على إحدى الساقطات او على إحدى كباريهات الفضائية الطائرة في ساعة من الزمن فتجدهم يُمنون ويطبل اعلامهم بذلك ويُزمر,وكأن الامة وإمكانياتها ملك شخصي لهم قد ورثوها عن ابائهم واجدادهم الذين كثير منهم مجاهيل ،فلا تجد وسيلة إعلام سواء تلفزيونية أو مقروءة أو مسموعة والممولة من هؤلاء تخلو ولو للحظة من مقابلة مع هذه النوعية من البشر الساقطة وخصوصا في رمضان والتي تقدم بغلاف ثقافي وحضاري,وكل مقابلة تقبض وزنها فلوس,ولقد زيف هذا الإعلام مفهوم وقيمة ومعنى البطولة,فجعل هذه النوعية من البشر رموزا للبطولة والتضحية والفداء,فأنتج عن حياتهم المسلسلات والأفلام والبرامج التي تصبغ عليهم صبغة البطولة والكفاح في الحياة فجعل منهم زعماء لحركات تحرر وطنية وهمية قد حاربوا الآستعماروأنتصرواعليه وهم الذين حرروا الاوطان,ولقد اصبغ عليهم هالة من المجد,حتى أن بعض وسائل الإعلام في مصرأطلقت على بعض أشهر من هززن البطون والأرداف في عصرنا الحالي ب(الهرم الرابع) و(سمت العصر بعصر الراقصة الفلانية)وكأن مصر كنانة الله في أرضه وحبة العقد في هذه الأمة قاحلة مجدبة ليس فيها إلا مثل هؤلاء اصحاب هز يا وز.
إن هذا الإعلام المدمر يتعامل مع امتنا وكأنهاامة طارئة على الوجود ولا يوجد لها في الوجود وجود وأنها أمة عبثية ومن الجهلاء والأغبياء,لايوجد فيهامفكرين ومثقفين وعلماء وقادة حقيقيون يُشارإليهم,فلا يوجد عندها ما تعتز به وتفتخروتزهو به امام الدنيا إلاهزالوسط والأرداف وليس لها تاريخا مفعما بالعزة والكبرياء والمجد وسلسلة طويلة من الآبطال,فقصص البطولة الحقيقية والتحدي التي صنعها كثير من شباب الأمة المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها عبرتاريخها الطويل والذين نسل من اصلابهم الذين يدافعون اليوم عن دين الأمة وعقيدتها ووجودها وديارها ويعملون على إعادة مجدها,فهذه البطولة الحقيقة ممنوعة في هذا الإعلام بل محاربة وخصوصا قصص البطولة التي صنعها شباب فلسطين والتي لامثيل لها في التاريخ,بل إن هذا الإعلام يتهم الشعب الفلسطيني الأعزل بالإرهاب ،والذي يُجابه وحيدا منذ مائة عام بإمكانيات صفر جميع قوى الشر بكل امكانياتها وفي مقدمتها الكيان اليهودي الذي يمتلك أشرس وأجرم وأبطش آلة عسكرية في التاريخ بصدورعارية وأكف متحدية وبالحجارة وبالروح الاستشهادية، وما ينطبق على فلسطين في وسائل الإعلام ينطبق على ما يجري في العراق وفي أفغانستان،حيث ينعت هذا الإعلام المجاهدين في أرض الرافدين وافغانستان والذين يحطمون غطرسة وعنجهية أمريكا ويمرغون أنفها بالتراب وضيعوا هيبتها بالإرهابيين وبالقتلة وبالتخلف وما هم بالحقيقة إلامجاهدون أنار الله عقولهم وصدورهم وقلوبهم بنورالقرأن يعملون على رفع راية الإسلام من جديد وتحريرأرض الرافدين وأفغانستان من دنس أمريكا وعملائها نيابة عن الامة,فهم يمثلون ذروة الوعي والثقافة والبطولة فيها,وهم الذين يعملون على ايقاف مسيرة التيه والضياع للآمة .
فوسائل الإعلام في عالمنا العربي الإسلامي تفهت أجيالا بكاملها وفرغتهم من كل القيم والمفاهيم والمبادئ الإسلامية النبيلة,ووضعتهم على طريق التيه والضياع فهي قد جعلت من 300 مليون عربي 300 مليون تائه وضائع لا يدرون من هم؟؟ ولا من أين هم؟؟؟ ولا الى اين يسيرون؟؟؟ ولا من هو العدو؟؟؟ ولا من هو الصديق؟؟؟ فارغين من اي مضمون،فهم لا يعرفون إلاثقافة العبث و الهتك والفتك والنخر,فتجدهم يتابعون أخبارومشاكل المغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات والطبالين ويتابعونها بشكل حثيث ماذا يأكلون وماذا يشربون وماذا يلبسون وكيف يقصون شعورهم وما هي أخر إنتاجاتهم التافهة المزيفة وممن تزوجوا وممن تطلقوا واخر عمليات النفخ والقطش والبتك التي اجريت لهم،وفي نفس الوقت إذا ما سألت هذه الآجيال الضائعة التائهةعن البديهيات التاريخية للأمة التي ينتمي اليها او البديهيات الثقافية والسياسية المكونة لواقع امتهم الحالي الذي يعيشونه وما يجري فيه من أحداث يومية تهزالجبال وتجعل الولدان شيباً,وما يحيق بأمتهم من أخطار داهمة والقضايا الساخنة الملتهبة في هذا الواقع وفي مقدمتها قضية فلسطين محور قضايا الآمة وإحتلال العراق وأفغانستان فأنك ستجدهم لا يعرفون عنها شيئا وكأنهم يعيشون في عالم أخر وبإنفصال تام عن هذا الواقع
فمما تقدم نجد أن وسائل الإعلام هي أخطرسلاح استخدمه أعداء الأمة من أجل الاجهاز عليها ومنع نهوضها وابقاءها في حالة خدر وغيبوبة فكرية وتزييف للوعي ،حتى لا تقوى على الخروج من المأزق التاريخي الذي تعيش فيه منذ عقود طويلة،لذلك ما تنتجه وسائل الإعلام في عالمنا الإسلامي والشغل الشاغل لها وخصوصا الفضائيات العبثية التي ما هي الا بيوت دعارة وكباريهات طائرة و التي أخذت في العقد الأخير تنتشر في الفضاء كالنبت الشيطاني الخبيث هي القيام بحرب معلنة على عقيدة الأمة وحضارتها وثقافتها والنخر بكل مقومات وجودها،فهذه الحرب في النهاية تستهدف ازالة أمتنا من الوجود وهذا الإعلام ماض دون هوادة على تكريس حالة الذل والهوان في ابناء الأمة وتحويلهم الى جنس ثالث بهتك فطرتهم والفتك بإنسانيتهم ونخرروح التحدي فيهم حتى يبقوا مجهضين لايقون على النهوض وتغيرهذا الواقع إلى واقع أفضل تستحقه امتنا,وحتى يبقى الكيان اليهودي في المنطقة , فأصحاب الإعلام السلبي لا يزدادون إلا خزيا وعارا ولن يكون عملهم إلا هباءا منثوراً( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) فرغم سطوة إعلامهم الا ان الامة بدأت تستيقظ من غيبوبتها وبدأ مفعول الخدران والسحر يتلاشى وامتنا دائما تنهض بطريقة الإنبعاث وهي على وشك ان تبعث من جديد على يد المجاهدين الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى فكل الإرهاصات تؤكد على ذلك والله اعلم( فعسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) فسيندم هؤلاء الذين انفقوا اموال الأمة المنهوبة على الفتك والهتك والنخر الذي قاموا به ضد الآمة فهل هناك حرب تشن على الآمة اشرس من حرب هذا الإعلام ( أما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )
الكاتب والباحث الإسلامي
محمد أسعد بيوض التميمي
المصدر بريد الفجرنيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.