قررت مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر، نهاية الأسبوع الماضي، غلق مسجد كتشاوة الكائن بالقصبة ببلدية باب الوادي بالعاصمة مؤقتا قصد ترميم أجزاء منه. وقد خلّف القرار حالة استياء وسط مواطني الأحياء المجاورة للمسجد كونه يحرمهم من أداء صلاة التراويح في وقت يعرف فيه المسجد الكبير اكتظاظا كبيرا. يشير القرار الذي سلمته مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر للقائمين على تسيير مسجد كتشاوة إلى أنه ''يغلق مسجد كتشاوة، ساحة بن باديس، ببلدية القصبة اعتبارا من 1 رمضان بصفة مؤقتة إلى غاية إتمام أشغال ترميمه'' وبناء على ذلك، يضيف القرار، فإن كل الأنشطة الدينية والتعليمية بالمسجد تتوقف. وما وقفنا عليه بمسجد كتشاوة أن القرار دخل حيز التنفيذ بعد أن أدى فيه مواطنو القصبة صلاة تراويح اليومين الأولين من شهر رمضان ولن يفتح في وجوههم إلى غاية إكمال أشغال الترميم التي حددتها مديرية الشؤون الدينية. ويشير القائمون على تسيير المسجد إلى أن القرار جاء بعد أيام عن المعاينة التي قام بها خبراء مهندسون للمسجد وأقروا بضرورة غلقه قصد ترميم أجزاء منه. والزائر للمكان الذي تقام فيه الصلاة بوسعه ملاحظة كسور وتشققات لحقت بسقف المسجد من شأنها إلحاق أضرار كبيرة بالمصلين، إذ يروي أحد عمال المسجد بأنه سبق وأن سقطت كتلة إسمنتية من إحدى قبب المسجد وأخرى مما يسمونها صومعة الواجهة المطلة على ساحة بن باديس، وهي الواجهة المعنية بالترميم حسب ما يشير إليه قرار الغلق. ولكن ما لم يستسغه مواطنو الأحياء المجاورة لكتشاوة، هو لماذا يأتي قرار الغلق في بداية شهر رمضان ولماذا لا يتخذ القرار قبل حلول هذا الشهر، حيث يشير أحد المسنين الذي يقدم نفسه على أنه أحد المتطوعين للمسجد، بأن القرار يتحدث بشكل صريح عن ترميم الواجهة المطلة على ساحة بن باديس وليس المكان الذي تقام فيه الصلاة، فلماذا يتم غلق المسجد برمته. ويطرح مواطن آخر صعوبة إيجاد مسجد آخر لأداء صلاة التراويح كون المسجد الكبير القريب منه وحتى مسجد التقوى، يعرفان اكتظاظا لا مثيل له في رمضان. ومع ذلك يلتقي الجميع في قناعة واحدة مفادها أن مسجد كتشاوة شهد إهمالا لا نظير له من قبل السلطات الولائية على الرغم من قيمته التراثية ولا يلتفتون إليه إلا وقت المناسبات. يذكر أن حسن باشا داي الجزائر قام في سنة 1795 بتجديد بناية المسجد وتوسيعه، ثم عاش محاولات تحويله إلى كاتدرائية من قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1830 ثم أعيد إلى أصله كمسجد جامع سنة .1962