أثينا - حظيت إحدى السفينتين اللتين اخترقتا الحصار المفروض على غزة خلال رسوها في مرفأ بيريه اليوناني يوم الجمعة، باستقبال رسمي وشعبي.وبينما رأى نشطاء أن إصرارهم على تنفيذ الرحلة ثم رغبة الدول المعنية في عدم حصول كارثة إنسانية أدت للسماح بعبور السفينتين، كشف مالكهما للجزيرة نت عن سلسلة أخطاء إسرائيلية قابلتها قرارات ناجحة من الناشطين ساهمت في إنجاح المهمة. وقد ألقى سياسيون يونانيون من اليسار خلال حفل الاستقبال كلمات حيوا فيها النشطاء على جرأتهم وشجاعتهم، كما ألقيت كلمة باسم الرئاسة والسفارة الفلسطينية في العاصمة اليونانية أثينا أشادت بالمحاولة ودعت إلى تكرارها. أخطاء إسرائيلية وقال مالك السفينتين فاجيليس بيساياس إن إسرائيل ارتكبت أخطاء ساهمت في نجاح المهمة الشهر الماضي، أولها كان التقليل من أهمية المحاولة منذ البداية إذ لم يصدقوا أن تصل الحملة إلى هذه الدرجة من الجدية والاستعداد، واعتبروا أنها ستتوقف في قبرص وتنحصر هناك بالاحتجاجات ليتفرق النشطاء بعدها ويعودوا من حيث جاؤوا. وأضاف أن هذا الأمر سمح للنشطاء بالاستعداد وإصلاح السفينتين اللتين كانتا مهجورتين من فترة، دون التعرض لضغوط من جهات إسرائيلية أو أميركية حتى لحظة الظهور الرسمي في مرفأ خانيا في كريت، حيث صار من الصعب التعرض للنشطاء أو المساس بسلامتهم. أما الخطأ الإسرائيلي الثاني -حسب بيساياس- فكان إرسال رسالة غير رسمية عبر جهاز الفاكس إلى ميناء لارنكا بقبرص تفيد بقيام البحرية الإسرائيلية بتدريبات عسكرية قبالة شواطئ غزة، في محاولة من تل أبيب على ما يبدو لإرهاب النشطاء دون أن تتحمل التبعية الرسمية لذلك حيث إنها تدعي عدم احتلالها لغزة، وحيث إن الناشطين في رحلة مدنية مشروعة ومرخص لها من الدول التي انطلقت منها وعبرها. وأكد بيساياس أن إسرائيل أرادت في البداية إيقاف الرحلة بأي ثمن، لكنها مع الوقت تخلت عن هذا القرار لأنها رأت أن تبعاته ستضر كثيرا بها. وأضاف أنه في المقابل استغل النشطاء أخطاء تل أبيب حيث كانت لديهم سياسة اتصالات جيدة مع السلطات المعنية باليونان وقبرص وغزة، ومع وسائل الإعلام حيث حظيت الرحلة بتغطية إعلامية غير مسبوقة.
وأوضح أن النشطاء أرسلوا أكثر من رسالة إلى كل الرسميين باليونان أحرجت الجانب الرسمي، ويبدو أن الحكومة أرسلت إشارات إلى السفارة الإسرائيلية في أثينا أن التعرض لسفينتين يونانيتين سيكون مضرا لكلتا الحكومتين خاصة أنها تأتي بعد قيام البلدين بتدريبات عسكرية مشتركة منذ أشهر قالت جهات يونانية معارضة إنها استعدادات لضربة محتملة لإيران. تسهيلات وقال مالك السفينتين إن الرحلة لاقت تشجيعا غير رسمي من بعض الرسميين اليونانيين خاصة من بعض محافظي الجزر ورؤساء المرافئ اليونانيين الذين مرت الرحلة عبر جزرهم. وأشار إلى أنه في قبرص كان هناك اهتمام خاص حيث تولت سلطات مرفأ لارنكا حماية السفينتين عبر ضفادع بشرية وكاميرات مراقبة، وقد عزا بيساياس هذا الاهتمام القبرصي إلى وجود الكثير من القبارصة الرسميين وغير الرسميين المعارضين لسياسات تل أبيب وواشنطن. وأضاف بيساياس أنه ركز في خطابه على البعد المتوسطي للرحلة حيث ذكر أن إسرائيل تعتبر بتصرفاتها الإرهابية غريبة عن الحضارة المتوسطية التي جعلت من المتوسط بحرا مفتوحا لكل الحضارات والشعوب، كما خاطب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صاحب المبادرة المتوسطية مذكرا إياه بمعاني مبادرته وتعارض سياسات إسرائيل الاحتلالية معها.