باريس – استثمرت منظمة "أيادٍ مسلمة" الفرنسية مناسبة عيد الفطر المبارك لتشرع في حملة أسمتها "الهدايا الخيرية" تهدف إلى حث الأقلية المسلمة على تقديم "هدايا جارية" بمناسبة العيد، فيما خرجت الكثير من الأسر المسلمة . إلى المنتزهات والبراري صبيحة أول أيام العيد الأربعاء 1-10-2008 ويدعو مشروع "الهدايا الخيرية"، بحسب كمال الزين المسئول الإعلامي بمنظمة "أيادٍ مسلمة"، إلى "جعل التهادي عادة في الأعياد لمساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم الإسلامي، وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة". ويضرب الزين في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أمثلة على نوعية الهدايا التي يدعون إليها بالقول: "يمكنك مثلا أن تهدي أدوات زراعة للفلاح الفلسطيني، أو تهدي بقرة تدر على صاحبها الحليب أو دجاجة تمنحه بيضا طيلة العام، وبالتالي فإن المهدى إليه يتحصل على هدية تدوم فائدتها، بخلاف الهدايا الأخرى التي سرعان ما تستهلك أو تبقى مجرد ذكرى عابرة".
كما أنه "يمكنك أن ترسل مع الهدية كارتا تعبر فيه عن تمنياتك إلى المهدى إليه، وهذا شكل جديد من تقليد الهدايا ينطلق من المفهوم الإسلامي للصدقة الجارية". ونشرت "أيادٍ مسلمة" إعلانات دعائية لحملة "الهدايا الخيرية" في كل وسائل الإعلام التابعة للأقلية المسلمة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك. احتفالات خضراء وبدأت غالبية الأقلية المسلمة، المقدرة بنحو ستة ملايين مسلم من أصل أزيد من 64 مليون نسمة، الاحتفال بعيد الفطر أمس الأربعاء مطلع أكتوبر الجاري، استجابة لإعلان المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية. أما البقية فاحتفلت ببداية العيد يوم الثلاثاء الماضي بعد إعلان عدة جمعيات إسلامية في المنطقة 95 من ضواحي العاصمة باريس أن غزة شهر شوال (عيد الفطر) توافق هذا اليوم. وقال ممثلون عن هذه الجمعيات في بيان أعقب اجتماع لهم إنه بناء "على الاتفاق السابق مع مجلس التمثيل الإسلامي بشأن اعتماد الرؤية (لهلال شوال) إذا ثبتت في دولتين إسلاميتين، وبناء على ثبوت الرؤية في عدة دول إسلامية؛ فإن الجمع المذكور قرر دخول شهر شوال يوم الثلاثاء". ودعا المجتمعون في بيانهم مسلمي فرنسا إلى "تجنب الخلاف والفرقة، والتماس الأعذار لمن خالف في رأي". وفضلا عن مشروع "الهدايا الخيرية"، الذي ميز عيد فرنسا هذه السنة، خرجت الأسر المسلمة في الكثير من المدن إلى المنتزهات والبراري للاحتفال بعيد الفطر، وهي خروجات صارت معتادة في الأعياد وأحيانا تنظمها المؤسسات الإسلامية. وعرفت المنتزهات المحيطة بالعاصمة، مثل "فانسان" و"بوادي كولومب" وحدائق وسط باريس، إقبالا من المسلمين الحريصين على التزاور فيما بينهم والخروج سويا لتقاسم فرحة العيد. وفي مدينة مرسيليا بالجنوب اعتادت جمعية "العيد في الحي" في السنوات الأخيرة، جمع العائلات المسلمة وغير المسلمة في مكان عام، عادة ما يكون حديقة، من أجل الاحتفال سويا بالعيد، وتعريف غير المسلمين بمعاني العيد لدى المسلمين. وبرغم عدم وجود عطلة مدرسية في عيد الفطر، فإن الإدارة التعليمية تبدي تسامحا مع غياب الطلاب المسلمين، وخاصة أن منشورا صدر أوائل العام الماضي أوصى مديري المدارس والمعاهد الثانوية والكليات بمراعاة الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى بالنسبة للمسلمين وعيد الفصح بالنسبة لليهود. هادي يحمد