((...قم يا عبدي لأقوم معك. اللهم أهدنا الصراط المستقيم وحدنا كما أنت واحد. وحدة الصف ، التضامن ، هو حجر الزاوية هو الأساس هو المنطلق هو السلاح الفتاك لما إليه نصبو من تحرير وتحرر. كل بيت ينقسم على نفسه يخرب. أن الانقسام العميق القائم حاليا بين أخوة البارحة وأعداء اليوم يدمي فؤادي. أنه سبب الضعف والضياع الذي منه نعاني حاليا... ولا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم،، لذا باسم الله الواحد الأحد ، بدم شهدائنا الأبرار بدموع اليتامى والأرامل والثكالى وبعذابات إخوتنا المساجين الأبطال أستحلف الجميع ان يضعوا حدا لخلافاتهم أن يوحدوا صفوفهم أن يتحاوروا ولا يتقاتلوا كي نحقق ما إليه نصبو من حرية وعزة وكرامة... 1/10/ 2008 )) انتهى الاقتباس. هذا اقتباس مما جاء في رسالة المطران المناضل هيلاريون كابوتشى من رسالته الموجهة للشعب الفلسطيني من منفاه القسرى في روما بمناسبة عيد الفطر .
من هو هذا المناضل المسيحي ؟ المستمر بعطائه ونضاله المشرف لنا جميعا انه سوري الجنسية ولد بمدينة حلب عام 1922 وفى عام 1965 أصبح مطرانا لمدينة القدس لكنيسة الروم الكاثوليك، لم يستكين لترف الحياة والمنصب وهو يرى المقدسات وفلسطين تئن تحت وطأة المحتل الصهيونى ، فانضم للثورة الفلسطينية المظفرة بإذن الله واستطاع إدخال معدات قتالية عالية الجودة بسيارته المرسيدس السوداء وقام بإخفاء كثير منها استخدمت كمخازن سرية وقواعد لوجستية للفدائيين فترة الستينيات والسبعينيات حتى تمكن الاحتلال من اعتقاله بسيارته التى كانت محملة بأسلحة ومتفجرات مهربة ومتطورة آنذاك في 8/8/ 1974 وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً، أفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان، وطرد من فلسطين في نوفمبر 1977الى منفاه في روما حتى الآن .
لقد كان لي شرف اللقاء به أكثر من مرة في مكتب منظمة التحرير في روما الذي كان برعاية سفيرنا هناك الأخ / نمر حماد حيث كان المطران يباشر بعض المهام والمسئوليات المكلف بها من الأخ / نمر حينها ومرة ثالثة في شمال ايطاليا في احد المهرجانات التضامنية الكبيرة لصالح شعبنا وقضيته فلم يكن يدخر جهدا في التحرك الفوري والسريع نصرة لقضيتنا العادلة. فهل نعى مضمون الرسالة يا أولى الأمر منا ؟.
وعلى هامش الحديث لابد من ذكر احد الاقتراحات في السينما العربية والتي تبناها المخرج الكبير العقاد / رحمه الله لعمل فيلم ناطق باللغة الانجليزية وبطولة عمر الشريف ليكون ذا رسائل قوية موجهة للغرب خاصة ولكن العمل لم ير النور نتيجة لكبر وضخامة النفقات كما أفاد احد المنتجين !!! فلماذا لم يجد جهات تمويلية ؟ ومن وراء إجهاض عمل كبير ذو فائدة عالية في نشر الحقائق في مجتمعاتنا المتآخية ؟ والتي يشوهها الصهاينة في العالم العربي. إلى اللقاء. المصدر بريد الفجرنيوز