يساهم في الاستغناء عن 53 ألف مركبة وحافلة حج 1431ه.. ب "قطار المشاعر"
مصطفى أبو عمشة جدة - مسارات معلقة لتفادي عرقلة حركة المشاة والمركبات.. سرعة وحمولة ركاب فائقة.. محطات تربط بين عرفات ومزدلفة ومنى والجمرات.. تلك أبرز سمات "قطار المشاعر المقدسة" الذي سيكون جاهزا للعمل في موسم الحج للعام المقبل - 2010م - 1431ه- ليساهم بشكل كبير في تخفيف أزمة الزحام التي تتكرر كل عام في منطقة المشاعر خلال موسم الحج. العمل في هذا المشروع الضخم بدأ في العشرين من فبراير 2009، إثر توقيع المملكة العربية السعودية على اتفاقية مع الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية بتكلفة تزيد عن ستة مليارات ونصف المليار ريال سعودي (الدولار يعادل 3.75 ريال)، بحضور كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الصيني هو جينتاو. وذكر تقرير حديث صادر عن لجنة الحج العليا أن المناطق المقدسة تشهد منذ انطلاق المشروع عملا دءوبا على مدار الساعة، حيث تم الانتهاء من عمليات صبّ القواعد والأساسات للجسر المعلق والذي سيتم إنشاء جميع مسارات القطار عليه. وأضاف التقرير، الذي نشرت بعض تفاصيله صحيفة الرياض السعودية الإثنين 12-10-2009، أن الشركة الصينية المنفذة أنجزت حوالي 80% من البنية التحية للمشروع وأن القطار سيكون جاهزا للاستخدام بنسبة 35% من طاقته الاستيعابية في موسم الحج العام القادم 2010، وبكامل طاقته الاستيعابية في حج عام 2011. تخفيف الزحام ويعتبر مشروع "قطار المشاعر" أفضل الخيارات التي تمّ إقرارها مؤخرا لتفادي أزمات السير التي تتكرر كل عام في منطقة المشاعر خلال موسم الحج، لاسيما عندما يتجمع نحو 3 ملايين حاج في بقعة واحدة. ويأتي دور القطار في تحقيق هذا الهدف من خلال عدة أوجه؛ فهو، وفقا لتقرير لجنة الحج العليا، يساهم في الاستغناء عن 53 ألف مركبة وحافلة تعود أغلبها لملكية حجاج الداخل ودول الخليج القادمين عبر البر، فضلا عن أن حمولته تصل إلى 72 ألف راكب بالاتجاه الواحد كل ساعة. وأوضح التقرير أن القطار سيمر بكل من عرفات ومزدلفة ومنى والجمرات، بينما لا زالت الدراسات جارية حول إمكانية امتداد المشروع إلى محطة قريبة من الحرم المكي، ومنها إلى محطة القطار السريع، ثم إلى جدة والمدينة المنورة. وروعي في تصميم مسارات القطار أن تكون معلقة بهدف نقل الحجاج بصورة آمنة وفي وقت قياسي، ودون عرقلة حركة المشاة والمركبات في المناطق التي يمر بها. وحول ذلك أشار المهندس جمال برهان، المشرف على أعمال مشاريع الخطوط الحديدية إلى أن ارتفاع "قطار المشاعر" عن سطح الأرض في بعض المناطق سيبلغ نحو 8 أمتار، وفي مناطق أخرى يمكن أن يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وذلك لتجنب عرقلة حركة المشاة أو السيارات التي تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة. وأضاف برهان في تصريحات صحفية أن" القطار يتميّز بالسرعة في التنقل.. إضافة إلى أن مساره يتفادى تأثيره على مخيمات الحجيج، كما تمت مراعاة عدم تكدس الحجاج في القطار". يذكر أن العمل في مشروع قطار المشاعر حمل بعض الأنباء السعيدة للمسلمين؛ حيث أعلن 660 صينيا من أصل 5000 شخص يعملون في الشركة المنفذة للمشروع إسلامهم في شهر رمضان الماضي