بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين السادة و السيدات القائمين على المنتدى التربوي العالمي - فلسطين WEF-PALESTINE و المشاركين فيه، -المنعقد من 28 إلى 31 أكتوبر2010 بالتوازي في غزة،رام الله، حيفا، القدس و لبنان- السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، تونس في 30 أكتوبر 2010-22 ذو القعدة 1431، أنا هند الهاروني، تونسية، أستاذة في اللغة الانقليزية و ناشطة حقوقية ، أسعد كثيرا في التواصل مع كل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة و تفعيلها خصوصا بمعانة الإخوة و الأخوات في قطاع غزة العزة لما تعرضوا له و ما يزالون من عدوان صهيوني أشهره محرقته الفسفورية واضعا نصب أعينه قتل المدنيين من رضع و أطفال و رجال و نساء من مختلف الأعمار مثلما وثقت جهات حقوقية عديدة فلسطينية و دولية و إعلامية حكومية و غير حكومية متابعة لهذه القضية . و بما أن حديثنا في هذه المناسبة يدور حول التربية و التعليم في فلسطين. لا شكّ بأن العلم نور و قوة و بالعلم تتحرر الشعوب كما الدول و تزدهر و تتفوق على بعضها البعض غير أن ذلك يتعارض مع سياسة الاحتلال العنصري الإسرائيلي الصهيوني و مصالحه في فلسطين و في المنطقة عموما ألا و هي السعي إلى السيطرة على العباد و البلاد و خيراتها في فلسطين و حتى في غيرها من بلدان العالم العربي و الإسلامي على وجه الخصوص لتبقى ضعيفة و متخلفة عن ركب الحضارة و التطور و يسهل التحكم فيها و في ثرواتها. العلم سلاح الوعي بالحقوق و الواجبات و التفوق و طرد المحتل و استرجاع البلاد و بالأحرى افتكاكها من أيدي المغتصب. كما علينا أن نفهم بأن سياسة هذا المحتل التي انكشفت خصوصا جريمته ضد الإنسانية المراد من ورائها إبادة شعب غزة بأكمله بهدم المدارس و البيوت و قتل الأطفال الأبرياء و حتى الرضع لها تداعيات عديدة و مختلفة تصب جميعها في خانة الدمار فضلا عن إعاقة جهود الإعمار للدمار الهائل الذي خلفه على مستوى البنية التحتية و المنشآت التربوية و غيرها من المؤسسات المدنية و الحكومية و أماكن التواجد البشري الحيواني و الطبيعي و من بين هذه التداعيات اذكر ما يلي : 1. إضعاف النسبة الديمغرافية، لإضعاف قدرة الأجيال الحالية و القادمة، أي إضعاف مقاومة الاحتلال 2. هدم المدارس ينتج عنه اكتظاظ متعمد في عدد التلاميذ و طلاب العلم مما يؤثر سلبا على مردوهم التعليمي من ناحية و يجعل من الصعب على إدارة المدارس و المعاهد و الجامعات توسيع الأنشطة التعليمية في ظروف تعليم جد محدودة و هنا تجدر بنا الإشارة إلى الجهود التي تقوم بها حكومة حماس و شعب غزة نفسه لما يتحلون به من عزيمة فولاذية ما شاء الله في إيلاء التعليم الاهتمام اللازم رغم ظروف الحصار بعد الحرب و في ظل التهديد الصهيوني المتواصل بالحرب. 3. إضعاف شريحة الشباب بالذات لأنها هي من يبني الدول بالعلم و العمل 4. الاحتلال و ما يتسبب فيه مع الحصار من فقر و حرمان يؤثر على طلاب العلم لأن طلب العلم يتطلب توفير عوامل مادية و تجهيزات كافية إلى جانب الراحة النفسية و ظروف طبيعية لا كالتي يفرضها الاحتلال من شعور بالتهديد الدائم و الترويع و الترهيب. 5. البرامج التعليمية : يسعى العدو الإسرائيلي إلى التدخل في محتوى برامج تعليم الفلسطينيين هو يريد تزييف التاريخ وفق مصالحه التوسعية و طمس معالم الهوية الفلسطينية و محاربة حق الفلسطيني في المقاومة و الحرية و تقرير المصير كما عمل و يعمل دائما على فرض شبه استحالة المصالحة بين الفلسطينيين و تقوية انقسامهم إلى ضفة غربية و قطاع غزة لضمان إضعافهم في نظره. أرى أنه من البديهي التركيز على أهمية تظافر الجهود لبناء المدارس و إعمارها بدأ بقطاع غزة و الأخذ في الحسبان بالمعادلة التالية : و إن قام المحتل الغاشم بهدمها يعاد بناؤها حتى التحرر و قبل ذلك كله على الجميع التأكيد على الحاجة الماسة لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة لأنها أولوية قصوى و العمل على تحقيق ذلك. كما أن التلاميذ و الطلبة الفلسطينيين و بخاصة الغزاويين المحاصرين يحتاجون إلى معدات و لوازم تعليمية تتطلب مساعدات و إمدادات تفي بالغرض و لجميع فعاليات المجتمع الدولي بما فيها المجتمع المدني الحث على ذلك. من بين التسهيلات الأخرى أيضا أرى بأن التعليم عن بعد أيضا هو حل جذري و يستوجب تجهيز قطاع غزة بأعداد وفيرة من جهاز الكمبيوتر من جهة و الحراك لضمان توفر الإمداد بالكهرباء دون انقطاع. فتح المبادرة أمام الأساتذة المتطوعين كل حسب اختصاصه للذهاب إلى غزة و تقديم دروس و محاضرات بالمجان و نقل العلوم التكنولوجية المتطورة إليهم فضلا عن اللغات الأجنبية مع العمل على استدعاء الطلبة ليقوموا بتربصات في مؤسسات دولهم التربوية في ظل سياسة التبادل التربوي فبالتعليم نستفيد و نفيد و ليس للعلم حدودا جغرافية خصوصا مع تطور تكنولوجيا المعلومات منها الانترنت و هذا يدخل ضمن حق الغزاويين في التعليم و كسر الحصار معا. كما لا يجب علينا أن نتجاهل العلاج النفسي الذي يحتاجه التلاميذ و الطلبة من جراء ما لحق بهم و بأهاليهم و بإخوانهم و أصدقائهم و بلدهم بسبب العدوان الإسرائيلي الصهيوني عليهم و عدد لا بأس به منهم أصبحوا أيتاما بعد استشهاد والدتهم أو والدهم أو الإثنين معا رحمهم الله و أدخلهم فراديس جنانه-اللهم آمين أو جميع من كان يعوله من أهل من جراء القصف الإسرائيلي المتوحش. الجرحى أيضا يجب توفير الرعاية الصحية التي يحتاجونها إلى جانب الذين أصيبوا بإعاقات دائمة. التلاميذ و الطلبة و حتى الأطفال في السن المبكرة قبل الدخول إلى المدرسة الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية طبية معقدة من واجب الجميع توفير المساعدة و الدعم لهم حتى يتمكنوا من العلاج خارج فلسطين و العودة بسلامة و عددهم و لا شك مرتفع في صفوف الإخوة الغزاويين نسأل الله لهم السلامة و الشفاء اللهم آمين. في صفوف التلاميذ و الطلبة أيضا من هم معتقلون في سجون الاحتلال و على المجتمع الدولي أن يهتم بشأنهم أكثر فأكثر، حتى يحرروا قريبا إن شاء الله و يعودوا إلى مقاعد التدريس و الاهتمام نفسه بأولياء التلاميذ و الطلبة الذين يعانون من بعد أهاليهم في الأسر و ما يلاقونه من تعذيب داخل معتقلات جيش الاحتلال الصهيوني فضلا عن أولياء آخرون في سجون الضفة الغربية. من بين الأضرار التي تسبب فيها هذا المحتل هو ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفلسطينيين. الحمد لله أن قوة الإرادة هم يستمدونها من إيمانهم بالله و بعزيمتهم القوية و صبرهم و روح التآخي و التآزر و الإصرار و المقاومة لديهم غير أن هذا لا يعني إلغاء توفير أخصائيين في علم النفس ليساعدوهم على تخطي عقبات نفسية كثيرة سببها الحرب المقيتة. و عليه وجب التذكير بضرورة تفعيل القرارات الدولية التي تنصف الجانب الفلسطيني و قطاع غزة بالخصوص و على رأسها تقرير قولدستون و إعادة إعمار قطاع غزة لأن الحصار غير قانوني و غير إنساني و الصمت تجاهه و المماطلة أو المساهمة في تكريسه جرائم في حد ذاتها ضد الإنسانية بأسرها. أرجو من خلال هذه المشاركة أن أكون قد ساهمت في فعاليات هذا المنتدى و لو بصفة متواضعة في تقديم المساندة المعنوية في الدفاع عن حق الفلسطنيين و أهالي قطاع غزة بالأساس المشروع في العلم و التعلم و التعليم. و في الختام أوجه تحياتي إلى منظمي هذا المنتدى و إلى المساهمين فيه كل حسب إمكانياته و أفكاره و في كل مكان و أدعو للجميع بالتوفيق لما فيه تقدم القضية الفلسطينية و خيرها في المجال التربوي العلمي و في جميع المجالات الأخرى فالعزيمة موجودة بفضل الله و لن تنقطع و على قاعدة لا للتطبيع مع إسرائيل. و لن يفوتني أن أذكر حقيقة أن كثيرا من الفلسطينيين هم علماء و مبدعون سواء داخل فلسطين أو خارجها و قد استفادت من علمهم دولا كثيرة عديدة ففلسطين ما شاء الله ولادة، نسأل الله أن يبارك في ترابها و عبادها. اللهم آمين يا رب العالمين. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.