اتهم المفكر الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي العرب بيع فلسطين والعراق للأمريكان دون مقابل ، مؤكدًا " أنه على مدى نحو 35 عاما كانت الولاياتالمتحدة منحازة بالكامل إلى (إسرائيل)". وأوضح تشومسكي في حديث مع الشروق التونسية:: " العرب للأسف لم يغيبوا عن العراق فقط بل إنهم ابتعدوا عن معظم قضاياهم وبدل أن يفكروا في الاقتراب من بعضهم أكثر لمواجهة مشاكلهم فإنهم زادوا في الاقتراب من أمريكا أكثر رغم أن أمريكا هي المتسبب الرئيسي في مشاكلهم هذه". وتابع " هذا في الحقيقة أمر مخجل والمشكل هنا ليس في اقترابهم من الإدارة الأمريكية... فهم بإمكانهم إذا شاؤوا أن يوظفوا هذا التقارب في خدمة قضاياهم... لكن أصل المشكل أن العرب يخدمون أمريكا بلا مقابل." واتهم واشنطن بأنها "ساعدت حليفها الأزلي (إسرائيل) في تعطيل التسوية وفي تجاهل تطبيق كل الاتفاقيات والقرارات الدولية وفي الوصول إلى هذا الوضع المأساوي." وبشأن عملية السلام، قال تشومسكي: "مسار السلام هذا صار له نحو 20 عاما... 20 عاما كاملة سمعنا خلالها حديثا كبيرا عن السلام... ورأينا فيها كل شيء القتل والدمار والحصار والاعتقال والمناورات لكننا في المقابل لم نر سلاما... بل وأكثر من ذلك أقول انه على مدى نحو 35 عاما كانت الولاياتالمتحدة منحازة بالكامل إلى (إسرائيل)". وكان الاحتلال قد منع تشومسكي من دخول الضفة الغربية لإلقاء محاضرة في جامعة بير زيت بسبب رفضه للصهيونية ومشاركته في الاحتجاجات على الحرب الأخيرة على غزة. ويعد تشومسكي مفكر سياسي يساري بامتياز مناهض للنظام السياسي الحاكم في أمريكا فكرياً وأيدلوجيا منذ حرب فيتنام، ولم يجد حرجاً في الوقوف علناً أمام ما اعتبره هيستريا عسكرية وحربية وإعلامية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، كذلك كان من أبرز من نادوا بأنه على أمريكا أن تفكر لماذا يكرهها العالم وتبحث في جذور الخلل
