أحزاب المعارضة تُغري الشباب التونسي يرى البعض أن الشباب التونسي ينضم للأحزاب السياسية لضخ دم جديد في الساحة السياسية بالبلاد، في حين يرى آخرون أن ذلك مجرد سعي وراء مصالح شخصية. هدى الطرابلسي من تونس لمغاربية– 25/11/10
[أرشيف] الشباب التونسي يدخل عالم السياسة لأسباب براغماتية حسب بعض المحللين. يفضل التونسيون أكثر فأكثر أحزاب المعارضة على الكتلة الحاكمة. في حين يرى البعض ذلك مجرد فرصة لإرضاء طموحاتهم والوصول إلى مناصب قيادية وليس دفاعا عن انتماءاتهم السياسية. ماهر الميساوي قال "ربما مفهوم النضال من أجل المبادئ قد فقد معناه داخل بعض الأحزاب وطغت فيها فكرة النضال الشخصي لتحقيق المصلحة الخاصة لا المصلحة العامة، وفقاً للقول أن الغاية تبرر الوسيلة. فهذا ما جعلني غير واثق من عمل الأحزاب ومترددا في الالتحاق بها". وأضاف "التحاق أكثر من مليوني شاب بالحزب الحاكم في تونس، جعل العديد من الشبان يفضلون الانتماء إلى الأحزاب المعارضة لاحتمال الفوز بمناصب قيادية داخل الحزب أو خارجه في أسرع وقت ممكن". أما عضو المجلس الوطني بحزب الاتحاد الوحدوي المعارض عبد السلام بوعائشة، فقال "إن الانتماء للأحزاب لغايات شخصية ممارسة شائعة، خاصة أن العقلية النفعية أصبحت طاغية في المجتمع التونسي". وأضاف "فالمصلحة الخاصة أصبحت تغلب على المصلحة العامة". وختم بوعائشة "إن الساحة السياسية في تونس وخاصة أحزاب المعارضة بحاجة لمن يقدم لها وليس لمن ينتظر منها منافع شخصية ضيقة، كي لا تتحوّل إلى مجرّد جسر عبور لضمان مصالح شخصية ". محمد سفينة عضو المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية قال لمغاربية "إن طول صف الانتظار إلى تحقيق الطموح الشخصي داخل الحزب الحاكم، نظرا لعدد مناضليه، جعل بعض الشبان يتحولون إلى أحزاب المعارضة قصد ضمان إمكانية الحصول على مراكز مهمة في نظرة براغماتية تعتبر سلبية تفتك بسلامة العمل السياسي الرشيد". وليد، شاب من أحد أحزاب المعارضة في تونس يتصدى لهذا الطرح زاعما "أن النظرة النفعية للشباب ليست دائما سلبية بل قد تكون أحيانا إيجابية". وأكد "من الطبيعي لأي شاب أن يتّبع هذا المنظور ليبرز داخل حزبه وبالتالي يحقق طموحه السياسي". وأضاف "إن ما يشهده الحزب الحاكم من ضغط على مستوى الكم يعتبر نقطة إيجابية لصالح الأحزاب الأخرى ولذلك علينا أن نشجع الطموح لا الطمع فذلك من حق أي شاب منخرط في الأحزاب السياسية وخاصة المعارضة". أيمن الرزقي من حركة التجديد يرى أن الشباب لن يجني شيئا بانضمامه لكتل المعارضة. وقال "فالمشهد السياسي في تونس معروف أنه مصبوغ بسيطرة شبه كلية للحزب الحاكم على جميع مؤسسات الدولة. فمن يدخل السياسة من باب البحث عن المنفعة لن يجدها داخل أحزاب المعارضة. وكما هو معلوم فظاهرة الأثرياء الجدد الذين قفزوا فجأة لأعلى الهرم الاقتصادي منخرطون في الحزب الحاكم أو مقربون من دوائر النفوذ، وهو ما شوه صورة السياسة وطبع عند الشاب غير المسيس فرضية دخول عالم السياسة لغايات منفعية مادية". وأضاف أيمن "أما الطموح السياسي فهو مشروع لكل مواطن وكل شاب يحمل وعيا سياسيا وإيديولوجية بناءة يحاول إيجاد الإطار السياسي الذي سيحتضن أفكاره وطرح مشاريعه وتوجيهها للرأي العام. ولكن العمل يبقى صعبا في هذه الظرفية التي تتميز بعزوف الشباب عن اتّباع العمل السياسي والاهتمام بالشأن العام ولما أصاب المشهد السياسي من تلوث جراء انتشار المحسوبية والتقرب من دوائر النفوذ على حساب القيم والنضال السياسي".