قدمت أسرة الصيدلانية المصرية مروة الشربيني طلبا للمحكمة العليا بمدينة دريسدن الألمانية، لفتح تحقيقات جديدة حول وقائع وملابسات مقتل ابنتها على يد متطرف ألماني من أصل روسي داخل قاعة محكمة دريسدن الابتدائية مطلع يوليو/ تموز 2009. وطالب محاميا أسرة الشربيني، الألماني إيبرهارد شولتس والمصري خالد أبو بكر، محكمة دريسدن العليا بالتحقيق من جديد مع قاضي ورئيس المحكمة الابتدائية -التي قتلت الصيدلانية الشابة داخلها- بتهمة التهاون في اتخاذ إجراءات أمنية رغم معرفتهما المسبقة بخطورة القاتل.
كما دعا المحاميان في طلبهما الموجه للمحكمة باسم والدة وشقيق مروة الشربيني، بمحاكمة القاتل إليكيس فينر -الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة- بتهمتين جديدتين هما التحريض العرقي وإهانة جماعة دينية. مسوغات جديدة وكانت مروة الشربيني قد لقيت مصرعها أمام طفلها وزوجها بعد أن سدد إليها الجاني 18 طعنة نافدة، خلال محاكمته لأول مرة بتهمة إهانة الصيدلانية المصرية وتوجيه شتائم عنصرية إليها. ورفع زوج القتيلة الشابة بعد أشهر من وقوع الجريمة دعوى جنائية اتهم فيها قاضي المحكمة الابتدائية بالإهمال المفضي إلى الموت وعدم مساعدة الضحية، غير أن النيابة العامة أغلقت ملف هذه الدعوى بسبب قلة القرائن الدالة على إهمال القاضي. وقال المحاميان شولتس وأبو بكر في بيان صحفي مشترك –تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن أسرة الراحلة لم تستشكل ضد قرار النيابة العامة أواخر أبريل/ نيسان الماضي بإغلاق ملف القضية نهائيا، لأن محاميها السابق لم يبلغها بإمكانية الطعن في هذا القرار خلال شهر من صدوره. وأرجع المحاميان طلبهما بالتحقيق مجددا مع قاضيي المحكمة الابتدائية والقاتل إلى وجود حقائق جنائية ومسوغات قانونية جديدة تتعلق بجريمة القتل، وأوضحا أن تحقيقات النيابة العامة لم تتطرق بشكل مفصل لمسؤولية قاضيي المحكمة الابتدائية خلال الجلسة التي وقعت أثناءها الجريمة، وعدم تشديدهما للإجراءات الأمنية مما سهل دخول القاتل بالسكين الطويلة التي ارتكب بها جريمته. وذكر شولتس وأبو بكر أن القاضيين "لم يوفرا حماية لمروة الشربيني رغم توافر أدلة مسبقة لديهما على عنصرية الجاني، وتوجيهه إهانات عنصرية لضحيته مثل وصفه لها بالإسلامية المتطرفة وأنها لا تستحق الحياة". ولفتا إلى أن القاضيين "كانا علي علم كذلك بعدوانية فينر مع الصيدلانية المصرية خلال لعبها مع طفلها في حديقة عامة" وأن رجال الشرطة الذين حضروا حينذاك للمكان "لم يتمكنوا من إبعاد الجاني" عن مروة الشربيني "إلا بصعوبة". تجاهل تحذير وقال المحاميان إن قاتل مروة الشربيني وجه -قبل ارتكابه جريمة القتل- خطابا لقضاة محكمة دريسدن عبر فيه عن كراهيته الشديدة للإسلام والمنتمين إليه، وأشارا إلى أن القاضيين لم يتعاملا مع هذا الخطاب كعلامة خطر ولم يفكرا في تحذير الضحية من الخطر المحدق بها أو في تشديد الحراسة عليها، واعتبرا أن خطاب فينر -حينذاك- كان كافيا في حد ذاته كدليل لمعاقبة الأخير بتهمة التحريض العرقي وإهانة جماعة دينية. وأوضح شولتس و أبو بكر أن "أسرة الشربيني المكلومة، لا تريد أن تتعرض أي امرأة مسلمة بأوروبا لمثل ما وقع لابنتهم، وتتمنى عدم مرور أي إنسان بمعاناة تشابه ما عانوا منه". وطالب المحاميان الرأي العام والمهتمين بحقوق الإنسان بألمانيا بدعم دعوى أسرة الشربيني الهادفة لتحقيق العدالة ومكافحة العنصرية حسبما قالوا.