عهد الناس كلما بادر موهوب إلى فعل خير ولمع اسمه إلى تحركت عصائب الغربان الآدمية صوب نبزه والنبش في عرضه والسعي لهتكه والمكر ليلا ونهارا كي لا يصير أمره كبارا وهو سلوك دأب عليه ثلة من من الغوغاء والعاطلين فكريا وممن تلبسهم مس الهزيمة النفسية فقعدوا مع الخوالف لايدرون ما يصنعون سوى الإتكاء على الحيطان في أزقة خارج التاريخ فالناس تسير نحو المجد وهم يصعدون نزولا نحو هاوية لاقرار لها ولعمري هم إلى القواعد من النساء أقرب. وقد قابلت أصحاب مواهب وتخصصات جعلوا همهم خدمة دينهم وأوطانهم لكن خفافيش الليل وحيات الظهيرة تأبى عليهم نزوعهم نحو العلى فك صاحب مشروع صحافي حورب أو صاحب مبادرة وطنية اتهم في ولائه أو صاحب مشروع دعوي تربوي طعن في عقيدته او مبادرا خيريا جرحت ذمته دوافع السلوك حسد متأصل في نفوس المجرمين وهم عبر التاريخ أعداء الحق ورجالاته ولذلك كلما قابلت مبدعا إلا وشددنا على يديه ودعوناه أن ينظر إلى الأعلى بشموخ وأن يكون سحابا لايوقفه عواء الضواري أو نبح الكلاب وتلكم مسيرة الخالدين وضريبة التميز وغسيل رباني للمتقدمين والرياديين من ذنوب علقت بهم فيبعث إليهم من يكون عونا لهم على تبين مواطن الحق فكل الشكر موصول لقبائل الحساد والماكرين فهم يزيدون المحسود تألقا ويرفعون شأنه فتوقد أنوارهم ويحترق بالمقابل حطب الماكرين ولله في أمرهم شؤون. أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيضٌ إِلىَّ الجاهل المتعاقِل منشأ القول ودوافعه زيارتي الثانية لإسبانيا عبر بوابة برشلونة مدينة فريق الأحلام الكروي والتاريخ المشترك بين المغاربة والإسبان .. فبالنظر لطبيعة مكونات المهاجرين المسلمين بها وحداثة هجرتهم وغلبة العمال عليهم... غير أني وجدتني أعجب بغزارة الأطر ونوعيتها رجالا ونساء مع غياب شبه تام للدعم.. لكني وقد قابلت المبدع ورئيس تحرير جريدة أندلس برس الأستاذ القدير بوعزى عسام والصحفي العمري ورئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية بكطالونيا ومغربيات ومغاربة يحضرون جميعهم رسائل الدراسات العليا والدكتوراة زادني الأمر فخرا وشعرت بي أدعوهم للتركيز على البحث العلمي للتمكين للمهاجرين في واقع لا يعترف بالجهالة والغثائية والفيصل فيه ما تضمه جنباتك من التحصيل والكفاءة فقد رأيت ترجمة فورية بلغة رصينة عربية وإسبانية وحضورا ثريا وأناقة حضارية في تدخلات القائمين على المؤتمر وحين تتصفح جريدة أندلس برس واعتمادها على صناعة الحدث ونقل الخبر وابتعاده عن استيراد الأخبار وفتحها الباب أمام خيرة الأقلام وتجنبها للغبارية وثقافة الإثارة الرخيصة وإغلاق الباب أمام ركام ونفايات التعليقات لمرضى القلوب أقف إجلالا وتعظيما لهؤلاء العمالقة والقمم السامقة وأسأل الله لهم التوفيق والثبات وقد شرفنا بالمقام بينكم وسنكون لكم عونا على الخير ولقد علمت من بين احتراق التجربة والدربة أن المحن في طيها منح وأنها تصنع التمايز والتفاصل وخلالها تظهر معادن القوم .. وعليه فمقالتي لزملائي وإخوتي في درب البناء الطويل أن الشدائد نعم ربانية وبها سيقوى عودهم فنحن كالذهب لانلمع إلا بالنار جزى الله الشدائد كل خير*** وإن كانت تغصصني بريقي وما شكري لها إلا لأني ***عرفت بها عدوي من صديقي ملاحظة:أرجو ألا يعتبر حديثي غزلا وتشبيبا لكني بصدق غالبت دموعي في المؤتمر وفي مسجد تراسا حين رأيت تلك الحشود الضخمة بالمسجد تتعانق بعد الدرس وأشد اللحظات تأثرا أن تجد تنوعا بين أمازيغ وعرب يجمعهم حب الدين وحب وطنهم وقد ترفعوا على تراث الشقاق السالف وأبدعوا دولة جديدة في قلوبهم , حين أنهينا الدرس وتسابق الناس ليضن بعضهم بعضا ويعلن كثير منهم تصالحهم وأفاجأ صباحا أني سأطعم أكلتنا المغربية المحببة البيصارة في مطعم لمغاربة الشمال بحي تكاد تحسب نفسك بوجدة أو طنجة والناظور عجبا لكم أيها المغاربة عصي على الدنيا والتاريخ والناس أجمعين أن يسلخوكم عن هويتهم وكأنكم تقولون بلسان الحال التاريخ منا يبدأ وإلينا ينتهي تتحدون بها فوكوياما ...كانت لحظات لاتنسى ولن أخفيكم أنني احببتكم أيها الرائعون لكم مني أنا عبد الحق محمد الحبيب حفيد المرابطين خالص المحبة والتقدير سلام عليكم في الخالدين فلنعم السبيل ونعم العقبى. ورحم الله المعري إذ يقول: ولو أني حبيت الخلد فردا *** مارضيت بالخلد انفرادا وتلكم كانت شهادة لله وللتاريخ... لاتنسوا أقدامنا في الأرض وقلوبنا في السماء.. شرف الكلمة قبل حريتها.. يرموننا بالحجارة نرميهم رطب الخير . ذ.عبد الحق محمد الحبيب إكوديان الجمعة 17-12-2010 مدينة بيزارو الإيطالية