للنضال ثمن يا استاذ عبد البارى قرأت الحوار الصحفى الذى اجرته معك "الشروق اون لين " وكم شعرت بالاسى والحزن بعد قراءته .. ليس فقط حزنا على ما تعرضت له من هجوم سخيف وحملة شعواء من قبل اللوبى الصهيونى او المنظمات الصهيونية ، ولا من اجل تخلى زملاءك فى المهنة عنك فى شدتك ومحنتك ، ولكن حزنى الاكبر كان بسبب شعورك الداخلى بأنك بحاجة لمن يقف الى جانبك ضد هؤلاء الاوغاد وانت المناضل القوى الجرىء الذى نتعلم منه مفردات الشجاعة والمواجهة بصلابة ورجولة ، وانت عطوان الذى يمثل لنا رمز التحدى وعدم الخنوع او الخضوع ، كل صاحب قلم حر وجرىء لو سألته من معلمك ؟ لابد ان ينطق بحروف اسمك دون اى تردد .. انت المناضل الحر الذى تغرس كلماته فى ذاكرة العقل العربى ولا تبارحها ، بصماتك فى وجدان الشعوب ، علمتنا ان المبادىء لاتموت ، والحق مهما طال غيابه فى غياهب الظلم لابد ان يعود .. توشحنا بوشاح فلسطين وعلمها رغم اختلاف جنسيتنا وعاشت فينا قضيتها وحروفها .. بفضلك وبفضل المناضلين أمثالك عاشت فينا فلسطين وستبقى فينا حتى نعيش فيها ونلمس ترابها ونتنسم عبير هواءها .. ألا يكفيك كل هذا فخرا لك وثمنا خالصا وصادقا لنضالك ؟ كلنا نعرف ليس اليوم فقط ان اللوبى الصهيونى يطارد كل فلسطينى حر ومناضل شريف وتلك هى ضريبة النضال التى لابد ان يدفعها الاحرار الشرفاء ، وكلنا نعرف ان كل مناضل اختار طريق الحرية عليه الا يتوقع من العالم الظالم ( الذى اختار الباطل طرفا ينحاز له ) ان يرحب بنضاله وافكاره ، ونعرف أيضا ان المناضلين هم الاقوى لا يستجدون عطفا ولا دعما ولا مساندة احد لهم ، لانهم أقوى من كل البؤساء والاقزام وشهود الزور الذين اعترفوا بلص حاكما يحكم العالم ويتحكم فيه وفى مؤسساته الاعلامية ومفاصل الحياة الاقتصادية ، فكيف بك انت أيها المناضل الحر تستجدى دعما ممن اخضع نفسه للصوص ؟ وكيف بك انت عبد البارى عطوان تحزن وتتآسى على اناس اتبعوا هوى الصهاينة وخافوا على أنفسهم وحياتهم ونفوذهم ومراكزهم ولقمة عيشهم من رد فعل صهيونى اجرامى يطالهم ان دعموك او ساندوك ولو بالكلمة ؟ يا سيدى ومعلمى انت أكبر منا جميعا واقدر منا جميعا على مواجهة الظلم ، فكيف تنتظر من الصغار ان يكونوا بطول قامات الكبار ؟ ومنذ متى انتظر الاحرار ثمن نضالهم ؟ ألا يكفيك فخرا ان كلماتك التى تعلمناها منك سيحفرها التاريخ بماء الطهر والعفاف بينما كل من تخلوا عنك سيكون مألهم الى زوال ؟ كلماتك التى قلت فيها ( ما يؤلمني أن الصحف الخليجية والمصرية لم تكتب عني ولو خبر صغير من باب مهني أو حق المواطن في معرفة ما أعانيه بصفتي مواطنا عربيا مسلما أعيش في المهجر.. حتى الصحف التي يقال إنها عريقة ومحترمة، صار يهمها خلاف لاعب كرة مع لاعب آخر أو غيرة راقصة بأخرى ولا يهمهم الإرهاب المنظم الذي يتعرض له زميل لهم في المهنة، لأنه دافع عن وطنه وعقيدته ) رغم شعورى واحساسى بألمك الا اننى كنت اتمنى ألا تصدر منك تلك الكلمات لان انتماء الاحرار والشرفاء من كتاب او قراء ليس لتلك الصحف التى لا تتشرف انت بحديثها عنك او صمتها عن معاناتك امام الهجمة الشرسة الصهيونية ، وأسألك منذ متى كانت لتلك الصحف التى تحدثت عنها اى ادوار فى الدفاع عن مواطن حر او مناضل شريف او قضية تهم الشعوب المغلوبة على امرها ؟ هذه الصحف هى فقط لتمجيد وتعظيم الانظمة الحاكمة ومن يدور فى فلكها ، ووكر للاكاذيب والشائعات ومفردات التغييب عن الوعى ، وبوق اعور نشاذ لكل من يعادى الانظمة لايرى الا ما تراه الصهيونية وما يسم بالمجتمع الدولى .. فهل يشرفك ان يوضع اسمك انت عبد البارى عطوان بين سطور تلك الصحف ؟ لا تحزن يا سيد عبد البارى ولا تيأس من رحمة الله لان الله معنا وقد كفيناه وحسبناه وكيلا ، وهم اكتفوا بالصهيونية حسيبا ووكيلا .. فمن هو الاقوى ؟ وفاء اسماعيل