تونس سيدي بوزيد الحوارنت هذا هو الشعار الطاغي على كل المظاهرات والمسيرات التي جابت طرقات مدينة سيدي بوزيد وغيره من الشعارات ، إثر محاولة الشاب الجامعي محمد البوعزيزي حرق نفسه كتعبيرة على إهانته وضربه من قبل "أعوان التراتيب البلدية" كذلك قلب عربته وإتلاف مافيها من خضار . وطيلة هذه الأيام الستّ منذ الحادثة الأليمة سرت المسيرات في أغلب المدن بالولاية بدءا بالرقاب ومرورا بجلمة وبن عون،والمكناسي،ومنزل بوزيان وغيرها من المدن .وكل الحناجر تلهج بالشعار الذي ابتدئ به أمام مقر الولاية "التشغيل باستحقاق يا عصابة السرّاق" وقد أفادت الأخبار الواردة من سيدي بوزيد أن شابا آخر يدعى "حسين الفالحي" حاول الإنتحار أمام معتمدية سيدي بوزيدالغربية وذلك بصعوده لعمود كهربائي وذلك احتجاجا على بطالته التي طالت ومطالبا بتشغيله. ومن جانبه علّق وزير الدّاخلية التونسي ّأن الحوادث التي جدت عابرة ومعزولة "وأنه"يستغرب في التشكيك في مسيرة التنمية " وقال :"إن أطرافا معروفة رتّبت الحادث وأولته لأسباب سياسية". وقد علّق أحمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد "أن السلطة تعتمد سياسة النعامة مستخفة بعقول الشباب التونسي وأنها تقدّم أرقاما مغلوطة عن نسبة البطالة التي تفشت في الجهة ،وانها لم تستخلص الدروس من أحداث مشابهة ". هذا وقد أفاد مصدر مطّلع من قلب الأحداث أن وقفة احتجاجية قام بها محامون بولاية القصرين تضامنا مع المحتجين في سيدي بوزيد. وفي تصريح لقناة "الجزيرة" أفاد السيد "عطيّة العثموني" الناطق الإعلامي باسم اللجنة التي شكلت لمتابعة التطورات الحاصلة استنادا لعضوين من المكتب التنفيذي الجهوي أن كافة المعتقلين قد أطلق سراحهم وأن أغلب الوحدات البولسية المحاصرة للمدينة قد بدأت في الإنسحاب. غير أنه وفي مكالمة هاتفية للحوارنت مع أحد الشباب المتظاهرين في إحدى المدن بالولاية أكد أن المعتقلين لم يعودوا لمقارّ سكناهم إلى حدود الساعة العاشرة من مساء يوم الأربعاء وأن البوليس لم ينسحب بعد ولكنه أعاد عمليّة انتشاره مع الإستعانة بقوات أخرى من الولايات المجاورة ،كما أضاف أن أغلب المعتقلين قد وقع عليهم القبض من قبل أعوان بملابس مدنية ،وقد علّق أن هذا يذكره بالعمليا ت التي يقوم بها ما يسمى بفرق "المستعربين" في الأراضي الفلسطينية المحتلة".