إلى كلّ الأحرار والشرفاء والثّائرين على الظّلم والإضطهاد والتّمييز والجهوية ... إلى كلّ من يشكّك في قدرات شعبنا ويظنّ به الظّنون ... أهدي هذه الكلمات المتلاطمة كما باح بها الوجدان:
لا تقولوا: إنّ فرعون قدر. إنّما الشّعب القدر
لا تقولوا: شعبنا ما عاد حر هدّه الظّلم كُسر شعبنا مات وبالليل قبر لا تقولوا: شعبنا يحيا كما يحيا البقر يُحلب طوعا وكرها متى ما شاء الزّعيم المقتدر ويُساق في الصّباح للضِّياع والضَّياع وإذا جاء المساء لإسطبل حشر لا تقولوا: شعبنا ضاع، اندثر رضي الدُّون قهر لم يعد له في الأسماع ركز أو خبر لا تقولوا: شعبنا فرّط في أذانه يسحل من آذانه لا يبالي... ألجنّات الخلود أم سقر! لا تقولوا: دمنا المسفوك قد ضاع هَدر عرضنا المهتوك في السّاح نُحر لا تقولوا: سنّة الله وأمر قد قُدر ذا قضاء وقدر دانت الخضراء للباغي الأشِرْ.
كبُرَ قولا تقولوا، إنّها إحدى الكُبر.
ربّما ... انتشى الوغد بدمّي و سكر وبأوجاعي وهمّي قد سخر لم يعد يرقب في شعبنا إلاّ ولا يخشى نُذُر غير أنّ ... ليس فرعون قدر. إنّما الشّعب القدر.
فلتعوا ... رغم أنّ الجرح نار تستعر، رغم أنّ سنوات الجمر دهر مستمر، رغم ما مسّنا من قرح وأحزان وضُرّ، عرضنا الشّاهد لا يُخفي الخبر لحمنا غالٍ و مسموم ومر صبرنا التّرياق في دهر عسر ربّنا قال : "...ارتقبهم واصطبر" نهجنا كرّ وفرّ دمنا طوفان نوح متى ما يأذن ربّ مقتدر يجرف الظّلم فلا يبقي له أُسّا ولا يبقي أثر اسألوا التّاريخ اسألوا الزّلاّج والخبز وقفصة وبوزيد ورأس جدير يأتيك الخبر: شعبنا قال بملإ فيه:"لا... "لست عبدا ... أنا حر" هبّ كالقسورة كالإعصار في أعتى الصوّر كسر القيد و كر دفع المخرز بالكفّ، انتصر قاوم الباغي وألقمْه حجر.
قسما ... ما دام فينا رمق ما دام في العين بصر ما دام في القلب يقين راسخ ما دعا داع فأخفى وجهر: "أنّي مغلوب إلاهي فانتصر" بلدي حرّ وحر ليس للظّالم فيه مستقر.
العربي القاسمي / نوشاتيل سويسرا في جويلية / ديسمبر2010