عام 1955 وجّه الحبيب بورقيبة نداء للفلاقة قائلا لهم { أهبطوا من لجبال وسلّموا سلاحكم } واعدا إياهم بالحرية والإستقلال . خاض الفلاقة في الأمر بين متفاجيء ومستغرب وحائر وصامت ومحتج وكثر النقاش والجدال ثم ضربت الأخماس في الأسداس. في النهاية كان رأي الأغلبية { باش طلعنا وباش هبطنا } . يتكرر السيناريو اليوم مع الجينرال بن علي في خطابه الأخير بعدما فكر وقدر ... فالرسالة قصيرة ومعبرة تتلخص في أن يلتزم الناس بيوتهم وغير مسموح لهم بالتظاهر والإحتجاج والتعليق والتوثيق ، حتى يتمكن الزعيم من تنفيذ مشروعه الجديد لاصلاح ما أمكن إصلاحه وإعادة الإستقرار والأمن للبلاد . ونظرا لما تعلمناه في المدارس من أن بورقيبة طرد المستعمر وجاء بالإستقلال وحرر شعبة . مطلوب من بن علي تنفيذ مجموعة طلبات وهي حق مكتسب وليست منّة . رد المظالم لاصحابها والإعتذار لهم ، حرية الراي والتعبير ، قضاء مستقل ، صحافة حرة ، كرامة للمواطن ، حق الشغل لكل محتاج ، توزيع عادل لثروة البلاد . حينها من الصعب على المشاغبين من أبناء تونس ان يقولوا { باش خرجنا وباش رجعنا}