خبار عرسك ما بغاش يدوم **** بايت لليوم المدفع في لجبال يزوم هذه أبيات من الشعرالشعبي ذكرها أحد "الفلاقة" تعبيراعلى طول محنة الإستعمار وما تبعه من ظلم وقهر . يُعبِر بعض أهل الجنوب التونسي عن مصطلح الظلم بالدُمّار وتستعمل هاته الصفة عندما يصل الظلم لمراحل متقدمة ولم يعد هناك مخرج ، حينها تضطرب البوصلة وترتفع درجة الحرارة ويُفقد التوازن ثم تحدث الكارثة . لذلك أشعر بأن ما قام به محمد البوعزيزي وزملاؤه الشباب من محاولة إنتحار وحرق هي رسالة واضحة المعاني والمصطلحات ولسوء حظ الحكومة جاءت تتويجا للسنة الدولية للشباب . يحظى رجل الأمن في تونس نسبيا براتب محترم مقارنة برجال الجيش وبعض الوظائف الأخرى وكذلك المخبرين من أبناء التجمع برغم ما يجمعه بعضهم من رشاوى وتحيّل ، ومع ذلك تشهد الأحداث الأخيرة سرقات بيوت ومحلات، ونهب وإتلاف ممتلكات تجاوزت اللامعقول . وهذا دليل على عقلية الشعور بالفقر والحاجة للمزيد بأي ثمن ومتى سمحت الفرصة . قال القدامى { اللّي ما تكفّيه القصعة ما يكفّيه لحيسها } . ظاهرة الطلاق في تونس مؤشر خطير لم يجد حلولا وقتية ولا دائمة ، نسبة العنوسة في ارتفاع مستمر منذ ما يسمى بالإستقلال ، أمهات عازبات ظاهرة جديدة تفرض وجودها على المجتمع بأرقام مرتفعة . هل سمعتم { بالجمعية التونسية للدفاع عن الأزواج المعنّفين }؟ برغم هذا وذاك ما تزال إمرأة الزعيم المعروفة بسيدة تونس الأولى تصول وتجول من المحيط للخليج بحثا عن دروع وجوائز وهدايا وتغطية إعلامية مركّزة حول دورها في تطوير واقع المرأة المتميز في تونس . وعلى ذوقك ياحبوبة نغني ونقول ليلى والمزود خدام ... يقف عدد كبير من شعب تونس الحبيب على الربوة كالمتفرج أو مراقب على الإنتفاضة ، في حين جاءت هذه المنحة من عند الله وهي فرصة ثمينة لكل مظلوم بالتحرك دون حسابات وما أكثر المظالم والمظلومين في بلدنا . فالتغيير مسؤولية جماعية ولا يأتي بعصا سحرية ونعتقد بأنه شرف لكل مواطن تونسي أن يساهم في التغيير بما يملك من إمكانيات . وقديما قال الأجداد { إنسى الطمع ينساك فقر الدنيا **** واحفر على ساسك وجدّد بَنيه .. }