بسم الله الرحمان الرحيم قدم شعبنا التونسى الأبى في الإنتفاضة المباركة و الزاحفة كالمارد على معاقل عصابة السراق إلى حد كتابة الكلمة الحرة لهذا الأسبوع العديد من الضحايا و الشهداء حيث بلغ إلى علمنا و نحن بصدد تنزيلها خبرا نسوقه كما ورد في إنتظار تأكيده من الجهات الحقوقية العاملة داخل الوطن و مفاده إنتقال الشاب محمد البوعزيزي " مفجر الإنتفاضة المباركة إلى رحمة الله و رضوانه وذلك ليلة البارحة الموافق ليوم الأحد 2 جانفي 2011 على الساعة العاشرة ليلا بمستشفى معالجة الحروق البليغة في ولاية بن عروس و نحن إذ نسوق هذا الخبر الأليم كما ورد نسأل الله القوي المتين إن تأكد في قادم الساعات أن يلحقه بجنة الخلد و أن يرزق أهله و عائلته الكريمة وأحبابه و جماهير شعبنا في سيدي بوزيد و في كل أرجاء الوطن جميل الصبر و السلوان على فقدان رمز الإنتفاضة و مفجرها و إنا لله وإنا إليه راجعون وهكذا يرتفع عدد شهداء معركة الإستقلال الثاني إلى أربعة إلى حد كتابة هذه الأسطر إثنان منهم سقطا برصاص زبانية الجنرال المتهالك بن على على إثر أحداث جهة منزل بوزيان وهما الشهيد البطل الشاب المعطل عن العمل و الحامل لشهادة جامعية إختصاص علوم فيزائية محمد لعماري " 25 سنة "و الذى وقع دفنه في مقبرة المكان تحت حراسة زبانية الجنرال بن على ولم يسمح بالحظور إلا عدد قليل من أفراد عائلته الكريمة . أما الشاب الآخر فهو الشهيد البطل شوقي بالخضر الذى بقي يصارع الموت لأكثر من أسبوع ومنذ أيام قليلة أسلم الروح متأثرا بجراحة البليغة و هو في العقد الرابع من عمره و من أصحاب الشهادات الجامعية العليا ( رفعت في جنازته شعارات تدين القتلة و تتعهد بمواصلة النضال حتى تحقيق مطالب الإنتفاضة في الكرامة والحرية من بينها لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله وهذا ما وثقته أشرطة الفيدو التى صورت الجنازه. أما بقية الضحايا فقد لقوا مصرعهم بعد أن أقدموا على الإنتحار ا من جراء " الحقرة " والظلم و الإضطهاد والبطالة التى عانوا منها لسنوات طويلة و حتى لما إنتصبوا لحسابهم الخاص بحثا عن الرزق الحلال عبر تعاطي مهن بسيطة لا تستجيب عائدتها لتكاليف الحياة الكريمة وقع محاصرتهم و التضييق عليهم و مطالبتهم بتقديم الرشاوي لأعوان الدولة وهو ما أدى بهم إلى حالات من الإنهيار العصبى المزمن و هذا ما دفعهم إلى الإقدام على الإنتحار كما في حالة الشاب الحفناوي الذى سقط من علو بعد أن أمسك بعمود كهربائي أمام مقر المعتمدية فتفحم و فارق الحياة على عين المكان و الثانى وهو مفجر الإنتفاضة البوعزيزى و الذى أشرنا إليه في بداية الفقرة إضافة إلى العشرات من الجرحى " بالرصاص " إصابات أغلبهم خطيرة يرقدون إلى اليوم في المستشفى الجامعي بصفاقس . رحم الله الشهداء و شفى الجرحى البواسل و رزق شعبنا جميل الصبر و السلوان و عجل برحيل عصابة السرقة و النهب و القتل عن وطننا الحبيب تونس. رافع القارصي / ألمانيا