يا أبناء شعبنا الوطني، أفراد جيشنا الوطني وأمننا الوطني إنكم تحملون اليوم مسؤولية تاريخية على أعناقكم كما حملها آباءكم وهم يدافعون عن حرمة البلاد وأمنها وكرامتها، إنها لحظة فارقة في مسار أمة ومسار شعب. إن الثكنة لم تكن أبدا معقل الخونة أو المناهضين لكرامة الوطن، إن الخدمة العسكرية والأمنية كانت ولا تزال موطن المسؤولية وحب الأوطان.. إنكم تركتم بصماتكم الطيبة ودماءكم الزكية على أرض هذا الوطن وأنتم تدافعون عن استقلاله وأمنه واستقراره، ومعركة الجلاء خير صورة لكم في الدفاع عن الوطن المفدى. إننا ندعوكم وكلنا أمل فيكم، فأنتم من هذا الشعب وللشعب تعودون، أن لا تبطشوا بأبناء تونس، أن لا تصوّبوا نحوهم رصاصكم، أن لا تقتلوهم فهم إخوانكم في الدين والوطن. إن صوبتم بنادقكم ففي صدور أبنائكم تصوّبون. إن قتلتم فأبنائكم تقتلون. إن أبكيتم فأمهاتكم يبكون. إن يتمتم صغارا فالوطن تيتمون. إن رملتم نساء فبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم تعذبون. إني أعلم أنكم أصحاب أخلاق وقيم، وتاريخكم النضالي يشهد لكم وفضائلكم مرت من هنا. مروؤتكم تمنعكم من قتل الأبرياء شرفكم يحميكم من إعانة الظالم على المظلوم نبلكم يدفعكم إلى مشاركة أبناء وطنكم همومهم ومطالبهم. تاريخكم يلمسكم من طرف خفي، فشهدائكم شهداءنا وأنتم منا وكلنا فداء لهذا الوطن. اسمحوا يا جيشنا الوطني ويا أمننا الوطني أن نطرق معكم بوابة، كثيرا ما تجنبتها السياسة أو همشتتها أو اعتبرتها من المنكرات، اسمحوا لنا أن نلمس فيكم بعدا ربانيا خالصا، أنتم أبناء هذا الشعب الذي يحمل هوية ومرجعية عربية إسلامية، وأعمالكم ستحاسبون عليها أمام مليك مقتدر في يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا رئيس ولا مرؤوس ولا حاكم ولا محكوم إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم ينادى لمن الملك اليوم ولا مجيب، لا ساكن القصر و لامالك اليخت، ولكن الله يجيب نفسه: لله الواحد القهار! فاستشعروا هذه اللحظات الرهيبة ووقفتكم الفردية وشكاوى الناس من حولكم، وأنتم تصوبون فوهات بنادقكم نحو صدور بريئة مؤمنة لا تريد لكم شرا أو سوء. أملنا وأمل التونسيين فيكم كبير فلا تخيبونا، فأجدادكم وآباءكم لم يركنوا إلى الظلم ساعة وكانوا حماة للوطن الحبيب ومدافعين عن استقلاله وأمنه وكرامة أفراده، وسكبوا دمائهم الزكية من أجل تونس الرحمة، تونس الوفاء، تونس العدل والعمران، تونس الكرامة وحقوق الإنسان. عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي د.خالد الطراولي / 12 يناير 2011