كتبت في 13\1\2011 م تحت عنوان "حذار يا تونس حتى لا يسرقون النصر" عرضت فيه بعض المخاوف من الالتفاف على دماء الشهداء وآلام الجرحى وقيد الأسرى ببعض الإجراءات الوهمية لامتصاص الغضبة التي تحولت إلى ثورة غير متوقعة أطاحت برمز من رموز الاستبداد والفساد في عالم الاستبداد والفساد المسمى إعلامياً بالعالم العربي ، وربما كان تخوف في محله فقد بدأت الخطوات الأولى لمرحلة ما بعد الجنرال الطاغية بمخالفات من حيث الشكل والمضمون ، الشكل بظهور بعض رموز التعذيب والقهر جنبا إلى جنب بجوار رئيس البرلمان التونسي محمد الغنوشي الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد فضلا عن صيغة بيان الغنوشي المثير للقلق ، أما المضمون فيخص إخواني في تونس أكثر مني وهو خلاف دستوري فيه وجهات نظر ، لذا وحرصا على جني ثمار هذا النصر المؤزر في ملحمة شعبية غير مسبوقة عالميا ، فقد كانت التجارب السابقة القريبة والمشابهة مثل الثورة البرتقالية وغيرها مدعومة خارجيا أما غضبة وثورة شعب تونس العظيم فهي محلية الصنع وطنية الهوى عربية الإخراج ما أذهل كل المتابعين ، ولم يتوقع أكثرهم ثورية وأوسعهم تفاؤلاً أن ينتهي المشهد بهذه السرعة وهذه الصورة ما جعلني أتساءل في مقال سابق " هل يلفظ النظام أنفاسه الأخيرة؟" لقد أحيا شعب تونس الأمل كل الأمل في شعوب المنطقة من جديد وأثار الرعب كل الرعب في نفوس الطغاة الذين أفزعتهم هذه النهاية السريعة والمأساوية لأحد أعضاء ناديهم السيئ نادي المستبدين الفاسدين ، المرحلة تستدعي الكثير من الجهد والاحتياطات والمحاذير ، حفاظا على الأمن ومنعا للفوضى ومزيدا من المكتسبات لذا أقول لإخواني في تونس : ** حذار يا تونس من حالات الفوضى والنهب والسلب "انسحاب الأمن يثير القلق والتخوف وعدم الثقة" ** حذار يا تونس من المساس بمؤسسات الدولة فهي ملككم أنتم دون غيركم ** حذار يا تونس من حالات الشقاق وغياب الوفاق بين القوى الوطنية والأحزاب السياسية ، ** حذار يا تونس من الانشغال عن البناء والوحدة بتصفية الحسابات وتوزيع الهدايا والهبات ، والحقائب والوزارات ** حذار يا تونس من الخداع ببعض الوسائل والإجراءات الوهمية فلا ترضوا إلا بمعالي الأمور ، "وانتم أصحاب تجربة حية وطازجة ، عندما تراجع الطاغية وعرض بعض الإصلاحات رفض الشعب وأصر على استكمال المسير حتى إسقاطه ، انتقل الشعب وبمهارة يحسد عليها من احتياجات البطون والكروش إلى آفاق أرحب وأوسع بإزاحة الطغاة وزلزلة العروش "، ** حذار يا تونس أن يستبدل طاغية بمعاونيه ومساعديه فالفساد منظومة واحدة وأخيراً .... حذار يا تونس فقد بعثت الأمل وقدمت القدوة في النضال والعمل محمد السروجي كاتب مصري