نوا (وبعض الظن إثم) أن الشعوب التي ظلوا يسومونها الوان الذل والإضطهاد بالحط من قدرها وإمتهان كرامتها تارة وبتكميم أفواهها والزج بشرفائها في السجون وتشريد ابنائها تارة أخرى, ظنوا (وبعض الظن إثم) انهم استطاعوا السيطرة عليها واخمدوا انفاسها, وانها انزوت بعيدة تاركة لهم المجال ليرتعوا ويعيثوا فساداً كما شاءوا. ظنوا (وبعض الظن إثم) ان الشعوب تنازلت كرهاً و طواعية عن اوطانها واحلامها وامالها ورهنت كل تطلعاتها برضائهم. وأن سنن الحياة قد تغيرت وأن الليل وان طال لن بعقبه نهار, وأن الايام دول, والحياة دولاب ودوام الحال من المحال. ظنوا (وبعض الظن إثم) انهم نصبوا انفسهم, الهة ارواح و مصائر شعوبهم بين أيديهم يفعلون بها ما شاءوا - لا تصلهم أنّات المظلومين ولا أصوات المحتجين وأن زبانية أنظمتهم قادرين على حماية أركان عروشهم. ولكن الدرس هذه المرة جاء من تونس الخضراء , تونس الزيتونة, تونس التي صدح شاديها الشابي قائلاً : ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام, عدو الحياة سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه وسرت تشوه سحر الوجود وتبذر شوك الأسى في رباه .................. تأمل هناك أني حصدت رءوس الورى, وزهور الأمل ورويت بألدم قلب التراب وأشربته الدم, حتى ثمل سيجرفك السيل, سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل
هكذا يا تونس أحببناك ثائرة لا خأنعة, فلم تخيبِ أمالنا, فقد كان عنوانك في كتلب الجغرافيا الذي درسناه... تونس الخضراء. وأليوم سنسطر في سفر التاريخ... تونس الثائرة... فلتنعمي بصباحك الجديد... ولتعودي إلينا يا فردوسنا المفقود. أما الطغاة الظالمين في كل مكلن, فقد بدأ النوم يجافي جنوبهم, وسيطول ليل أرقهم الذي سيلوح من خلاله طيف إبن (ضبة بن الادْ) قائلاً: أنج سعد فقد هلك سعيد