بلغ صاحب الوزر الأكبر الذي سيحمل وزر الجرائم المرتكبة على مدى سنوات مشاركته للطاغية الهاوي الى درك الذل والمهانة في هذه الدنيا في حق الشعب التونسي المنتفض لكرامته وعزته وحريته والثائر على السحت والطغيان , سيحمل هذا الوزير بحكم موقعه أوزارا مع أوزاره وآخر هذه الأوزار خيانته لشعبه ولدماء الأبرياء التي أريقت لتروي شجرة حريتها وفكاكها من أسر جلادها ولتورق عزة وكرامة ولتتولى ادارة شأنها بنفسها ولتكون سيدة قرارها وسيدة الأمر صاحبة الحق في التولية والعزل تكرم من خدمهابصدق وتجازي وتخذل من خذلها وخان أمانة الوفاء والقيام بحقها عليه , فكيف بأمة لاتزال تعاني جراح الطاغية وزبانية أفراد عصابة اجرامية كونها ورتب عددها وعديدها وبثها في مفاصل أجهزة الأمن وأغدق عليها من مال هذا الشعب حتى أصبحت ترى ألا وجود لها الا بوجوده وأن فنائها في فنائه فآنطلقت كالوحوش المسعورة تنهب وتسرق وتغتصب وتقتل اثارة للرعب ةوبثا للفتن واعدادا لمخطط ماكر خبيث يرمي الى اعادة الطاغية الصنم المنهار الى عرش القمع والارهاب وكنا ننتظر أن يحاول هذا الوزير حتى من باب مصلحته أن ينحاز الى جماهير شعبه ويتبرأ من الطاغية كما فعل الكثيرون من مثل وزير وسفير وتلفزة الا أننا فوجئنا بوقاحة هذا الرجل مما يفضح سره وان لم يكن سرا فبعد أن خاب في تولي الرئاسة وقتيا لعذر مؤقت طرأ على الطاغية المنكر وكأن الطاغية أصيب بوعكة ألمت به أو غيبوبة اثر سهرة ماجنة شرب فيها حتى الثمالة وتعاطى حتى غاب عقله وهمدت حركته , هاهو يعلن أنه آتصل بسيده الطاغية المستبد وأطلعه على ظروف وأحوال من ثاروا لكرامتهم عليه ونادوا ( خبز وماء والطاغية لا ) واني لا يداخلني شك في أن الرجل على عهده القديم في الضلالة ويحفظ ود من سام من ولوه الويل والعذاب ونشر بينهم الشر والموت والخراب , بدلا أن تحمد لهذا الشعب الأبي أن لم يوردك مورد الطاغية سيدك تتصل بعدوه لتنقل له الأخبار , آعلم أيها الضال أن الشعب مولى نعمتك وسيد أمرك فان سكت عن مخازيك فلأنه كان يرى فيك امعة لا قرار لك ولا رأي وأنك وكثير من وزراءك ومرؤوسيك مداسات يحتذيها الطاغية ليعبر بها من فوق نجاسة الاجرام والسرقة والرشوة والقتل نعم ما علمناكم أصحاب رأي وقرار الا أن تزيدوا في شناعة الظلم ومرارة القهر وضنك الحرمان انه فرعون تونس استخف بطانته وملأه فأطاعوه طوعا وطمعا وما أظن أن أحدكم كان مكرها , ان مثل الشعب ومثل بن علي كمثل عدوين زمن الحرب وان ماأتيته هو التخابر مع العدو زمن الحرب وما أبشعها جريمة وستحاسب عليها ان لم يكن اليوم فغدا وعدا علينا أنت والقلال والجلاوزة وان غد لناظره قريب فان لم يكن في هذه لحبل من الله وحبل من الناس فعند من لا تضيع عنده الودائع . واني لأتوجه الى الحقوقيين وأهل الاختصاص أن يبحثوا في أبعاد هذه الجريمة وتحت أي طائلة من قانون العقوبات تدرج وأن يوجهوا لمحمد الغنوشي تهمة الخيانة والمتاجرة بدماء الشعب والسعي لاشعال حرب اهلية في تونس والقضاء على ثورة الشعب الصامد . عبد اللطيف التليلي