ما هو النصر المطلوب حتى نقول أنه هو الهدف الذي من أجله خرجنا وانتفضنا وأننا والحمد الله اليوم قد نجحنا في تحقيقه. لا أحد يستطيع أن يقطع ويحتكر تفسير وتبني شعارات الثورة والثَوار له، و في أن واحد لا أحد يستطيع أن يقصي آخر في مشاركته في صياغة الثورة وشعاراتها وأهدافها إذا نحن حقيقة أمام ممتلك عام و ملكية خاصة بالشعب وبكل ألوانه وأطيافه المختلفة التي تنتمي إليه ولا ويستثنى من هذا كله إلاَ رموز الحكم الظالم ومؤسساته المختلفة. ما هي الشعارات التي كان ينادي بها المتظاهرون والناس في شوارع تونس من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، لقد تآلفت الشوارع واتحدت على شعارات محددة وهي إسقاط رمز الظلم والقهر الذي تربع على صدر تونس منذ عقود، وكل هذه الشعارات التي صدح بها الجماهير كانت تنبع عفويا من تراكمات القهر والشعور بالضيم الذي عاشه الشعب وذاق ويلاته منذ سنين طويلة. إذا ما هو هدف هذه الثورة وما الذي تريد تحقيقه عن طريق كل هذا. ومن يمثل رمز الدكتاتورية والتجبر منذ عهود مضت في البلاد ألم تكن دولة بن علي تتمثل في كل مؤسساتها الأمنية والحزبية والدستورية من منى ينكر أن وزارة الداخلية لم تكن من رموز الظلم والتسلط على رقاب الشعب ومن منى يستطيع ان ينكر أن البرلمان كان المسوغ والمشرع لهذه الدكتاتورية مع جملة من المؤسسات التي كانت تابعة له أو مكملة لوظيفتها التعسفية والشرعية لدَولة الظَالمة الم يكن البرلمان والمجلس الدستوري ومجلس المستشارين وغيرها من المجالس هم المؤسسات التي كانت تشرع لي بن علي ظلمه وقهره لشعب الم يسوغوا له ذلك، مهللين ومكبرين بانجازات صانع التغيير والعجائب السبع. وكل هاته المؤسسات التي قدمناها كانت تستمد مددها وقوتها من ذلك الحزب المترهل الذي كان وضل كل هذه المدة والمدة القادمة عن بقى يمص دماء الشعب ويستغل خوفهم وقلة حيلتهم، في ابتزازهم حتى انه صار مجمع الخونة والسرقين في كل بلد وكل حي في تونس. إن نداء الشعب بإسقاط بن علي وزمرته ومؤسساته المختلفة مطلب شعبي لا يتطلب كثرة الحسابات السياسية التي تعيشها بعض الأحزاب السياسة المنغمسة والحبيسة لتخوفاتها الهولامية، إن الفطرة البشرية تأبى تشويه صورة الحقيقة في تحسينها أو تسويفها لظلم والظالمين ومن لم يستجب اليوم في تونس إلى هذا النداء الشعبي الفطري في مقاومة الدكتاتورية كل الدكتاتورية فهو لا محالة سيندم غدا على تباطئه وتخاذله في السعي إلى تحقيق أهداف ومطالب الشعب التونسي. ومن هذا المنطلق أنادي كل الأحرار وكل مؤسسات المجتمع المدني والأهل في تونس ببذل الجهد كل الجهد في تحقيق هدف الثورة المعلنة والمتمثلة في إسقاط الطاغوت بكل مؤسساته وأنواعه في تونس والجهاد السلمي ومجاهدة النفس في التغلب على المصالح الآنية والوقتية الحزبية كانت أو الشخصية إن شعبنا اليوم يقدم للعالم أرقى آيات النضال في التضحية بالنفس وأرقى آيات الجهاد في المحافظة على حيات الشعب وما الابتكارات والإبداعات التي تقدم إلا دليل على عظمة هذا الشعب ونبل أصله. ومن لم يحترم شعبه لا يحترمه شعبُه صالح بوعبدالله