أنا ضد هذه الفوضى التي تسود أنحاء البلاد حاليا بدون موجب. وأخشى ما أخشاه أن يندس في باطنها المندسون فيعبثون بأهداف الثورة ويغيّرون مسارها لخدمة مصالحهم.إن الأمر واضح الآن ولا يحتاج إلى فلسفة المتفلسفين. وهو كالآتي : 1 مرحلة تنصيب الحكومة المؤقتة بعد خلو ساحتها من كل العناصر الضليعة في بناء وبقاء العهد الفاسد إلى هذا الحد.فمن أعلن بكل تأكيد انسلاخه وتبرؤه من نظام بن علي المستبد ومن حزبه ولم تثبت عليه إدانة أوممارسات غفر الله له.ومن أصر على البقاء على حزبيته التجمعية فليبق بعيدا عن ممارسة أي نشاط سياسي. 2 سير دواليب وأجهزة البلاد لا يجب أن يتوقف.فالحكومة المؤقتة تواصل نشاطها وعملها الكبير الذي ينتظرها باستمراروفي كل لحظة وذلك بالاستمرار في تطهير أجهزة الدولة والإدارة عامة من تلوّث آثار الماضي كليا وفي نفس الوقت يستمر النشاط الشعبي كما هو الحكومي على وتيرته المعتادة دون توقف سيما وأن الأمن قد استقر بعد إلقاء القبض على عصابة الطاغية المخرّبة. أ مّا في خصوص الرجل القادم للحكم: فلا يجب أن نرتكب نفس أخطاء الماضي التي اعترف أهلها بذنوبهم في ارتكابها. قال السيد أحمد المستيري في إحدى لقاءاته بقناة نسمة: لقد أخطأنا عندما اخترنا بورقيبة الذي أغوانا بديماغوجيته. وندمنا على صالح بن يوسف. فنخشى اليوم أن نقع في نفس الخطيئة، يخرج علينا أحدهم بآرائه المتحررة وتلميحاته الفضفاضة فنقع في نفس المطب. لذلك أقول وأؤكّد على هذه النقطة الهامة: أن رجل المرحلة القادمة يجب أن يكون ممن يخاف الله أولا لأن من لا يخاف الله لايخاف عباد الله من باب أولى. فهذا يمكن أن يعود بنا إلى نفس الكارثة، لأن من لايخاف الله لا يهمّه أن يقسم على كتابه:المصحف الشريف ثم يخون العهد مع الله فينقلب على ما أقسم عليه ويبقى في ضلاله حتى يحل فيه عقاب الله. قال الأستاذ: توفيق البشروش وهو من المحنكين القدامى لماسألوه عن مواصفات رجل المرحلة القادمة قال: أتمنى أن يكون رحيما...وهل هناك أرحم من مسلم يخاف الله ويقدّر هذه الأمانة حق قدرها فلا يحيد بها عما أوصاه الله أن يكون جديرا به