عبرت المظاهرات المتضامنة مع القضاة الإصلاحيين الحدود المصرية في الأيام القليلة الماضية لتنتقل إلى عواصم عربية وأجنبية أخرى، لمساندة القضاة والمطالبة بوقف الملاحقات الأمنية لأنصارهم، والإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات الأمن خلال تضامنهم مع القضاة الخميس 11-5-2006. ففي الرباط؛ استقبل العشرات من النشطاء ودعاة حقوق الإنسان زيارة الرئيس المصري حسني مبارك للمغرب نهاية الأسبوع الماضي، والتي تزامنت مع اعتقالات الخميس في القاهرة، بمظاهرة نددوا خلالها بوحشية الأمن المصري في الاعتداء على المتظاهرين المتضامنين مع القضاة. وخلال المظاهرة وزعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على المتظاهرين بيانا دعت فيه إلى وقفة احتجاجية تضامنية مع قضاة مصر من أجل احترام استقلاليتهم والاستجابة لمطالبهم. وقال البيان: "يخوض القضاء المصري معركة من أجل تثبيت استقلاليته واحترام حقوقه التي راكمها لعقود من الزمن". وتابع: إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أمام هذه التطورات التي تشهدها الساحة المصرية يدعو إلى التضامن مع القضاة، والعمل معا على وقف الملاحقات الأمنية التي استهدفت قاضيين إصلاحيين في محاولة للإجهاز على تجربة القضاء المتميزة في المنطقة من أجل الإصلاح. وتعد مظاهرة المغرب الأولى من نوعها في العالم العربي التي تجري خلال زيارة يقوم بها الرئيس مبارك للبلد نفسه. وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت اعتداءات أمنية على متظاهرين من أنصار القضاة، وحملة اعتقالات واسعة الخميس أثناء محاكمة القاضيين محمود مكي وهشام البسطويسي نائبي رئيس محكمة النقض؛ على خلفية مطالبتهما بكشف التجاوزات التي شهدتها الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة. جدير بالذكر أن محاكمة القاضيين الإصلاحيين، والتي قد تنتهي بعزلهما من منصبيهما، قد أجلت إلى الخميس 18-5-2006، ووضع القاضيان شروطا لحضور الجلسة القادمة، ومنها توفير ضمانات لمحاكمة عادلة، والإفراج عن كل من قبض عليه بتهمة "مساندة القضاة"، على حد تعبيرهما. متظاهر يتعرض لاعتداء من رجلي شرطة أحدهما في ملابس مدنية أثناء احتجاجات الخميس وانتقلت المظاهرات المتضامنة مع قضاة مصر إلى أوربا؛ ففي العاصمة البريطانية لندن أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن "لجنة مناصرة قضاة مصر" نظمت اعتصاما شارك فيه العشرات مساء السبت 13-5-2006 أمام مبنى السفارة المصرية احتجاجا على محاكمة المستشارين مكي والبسطويسي. وطلب المعتصمون من العاملين بالسفارة تسلم رسالة موجهة إلى السفير كممثل للحكومة المصرية يعربون فيها عما وصفوه ب "انزعاجهم وغضبهم الشديد مما يحدث في مصر الآن من مساس بقدسية القضاء والقضاة ومن المحاكمات الجائرة لاثنين من رموز القضاء المصري". وأعرب المعتصمون عن إدانتهم لما وصفوه ب"أشكال القمع والترويع والاعتداء التي مورست وتمارس ضد النشطاء السياسيين والصحفيين ممن يعارضون سياسات الحكومة". غير أن العاملين بالسفارة رفضوا تسلم الرسالة مباشرة أو من خلال قوات الأمن. يشار إلى أن لجنة مناصرة قضاة مصر ببريطانيا تشكلت مؤخرا لدعم قضاة مصر في مطالبهم باستقلال القضاء المصري. وقال أحد أعضائها: إنها تضم ممثلين لتيارات سياسية مصرية مختلفة، منهم ديمقراطيون وإسلاميون وليبراليون مستقلون وجبهة إنقاذ مصر التي تأسست في الخارج في إبريل 2005 من مجموعة صغيرة من المصريين الذين يعيشون في لندن. وأخرى بشيكاغو ومن القارتين الأفريقية والأوربية إلى مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة، حيث شهدت قبل يومين -بحسب أحد مواقع المدونات الأمريكية على الإنترنت- خروج عشرات المتظاهرين الذين لم يكتفوا بترديد عبارات التضامن مع القاضيين الإصلاحيين، والتنديد بالقمع الأمني للمتظاهرين في القاهرة، بل زادوا عليها برفع لافتات باللغة العربية والإنجليزية تطالب بسقوط مبارك وقالت إحداها: "يسقط نظام البلطجة.. يسقط الحزب الحاكم" و"نعم لشعب حر.. لا لمبارك وحكومة الاستبداد". كما رفع المتظاهرون لافتة أخرى تقول: "يسقط نظام مبارك والفساد.. 25 عاما من الجوع والفساد". وطالب المتظاهرون أيضا بإطلاق سراح المعتقلين في المظاهرات الأخيرة بالعاصمة المصرية.