خلال لقائه الحشاني/ سعيد يفجرها: "نحن مدعوون اليوم لاتخاذ قرارات مصيرية لا تحتمل التردّد"    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    طقس الخميس: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 18 و26 درجة    الإبقاء على الإعلامية خلود المبروك والممثل القانوني ل'إي أف أم'في حالة سراح    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    سعيد: لا أحد فوق القانون والذين يدّعون بأنهم ضحايا لغياب الحرية هم من أشدّ أعدائها    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو فهم شامل لدور المرأة في النهوض بالأمة
نشر في الحوار نت يوم 13 - 02 - 2011


مقال من القرن الثاني للهجرة ...هدية لنوارة نجم...
أهدي مقالي هذا الذي كتبته منذ مدة(أعيد نشره)مساهمة مني ولو بسيطة في ما ينشر من مقاربات تتناول دور المرأة في النهوض بالأمة ومساهمتها في البناء الحضاري بكل أبعاده المختلفة، أهدي مقالي هذا لنوارة نجم التي كانت نوارة ميدان التحرير ونجومه الساطعة ولم تغادره حتى بعد أن غادر مبارك ، قائلة لنا ولكل الطغاة والجبابرة لم أنه بعد، أنا ومن معي، مسيرتنا وكل نساء الأمة اللاتي مشين على دربها، ممن سطّرن ملاحم في ساحات سيدي بوزيد والرقاب وتالة والقصرين وحي التحرير وحي التضامن وكل مجاهدات ثورة 17 ديسمبر (ثورة تونس اسمها ثورة 17 ديسمبر تاريخ أول شرارة عندما قال البوعزيزي النار ولا العار وليس ثورة 14 جانفي، ذاك هو اسمها الحقيقي يا سراق الثورة، المصريون سموا ثورتهم ثورة 25 يناير تاريخ أول شرارة وليس 11فبراير وكل الثورات تسمى بتاريخ انطلاقتها ...)
أهديها لنوارة نجم وكل نساء مصر نساء ثورة 25يناير الذين جسدوا على أرض الواقع مفهوما لدور المرأة...
أهديها كذلك للذين لا يقرؤون ويفترون على الغير بدون علم(هلم الى النقاش الجاد عبر هذه المقالة، فكرة بفكرة...)أيها المتنورون، الذين من فرط ورعهم وتقواهم لم يخفوا وجوههم فقط بل حتى أسمائهم ، عادة أظنها ولت منذ زمان، بعد أن انتفت الاسباب الامنية وبعد أن أهدى لنا أبطال تونس نسمات الحرية، الظاهر أنها وسيلة ناجعة للسب والشتم بدون رقيب ولا حسيب...الاختفاء وراء تلك الاقنعة مسألة لم أجد لها الا تفسيرا واحدا وهو الذي ذكرته، السب والتطاول على الغير، أسماء مستعارة الى الآن خاصة أننا في وقت نرى فيه نساء الامة في الميدان جنبا الى جنب مع الرجل في ساحات الثورة، تصورهم الكاميرات وتنقلهم الفضائيات ويراهم الكافر والمسلم على الشاشات وفي النات...
اليكم المقال :
نحو فهم شامل لدور المرأة في النهوض بالأمة
كثر مؤخرا السجال في فرنسا , حول أولويات الجالية المسلمة , وكان ذلك نتيجة طبيعية لتراكم وبروز العديد من المشاكل والقضايا التي تتصل بالجالية وهمومها ومستقبلها , خاصة بعد العديد من التصريحات هنا وهناك (جون ماري لوبأن ووضعه لعلم الجزائر على خريطة فرنسا واتهامه للجالية بالسعي لاسلمة فرنسا , تصريحات وزير الهجرة واعتباره المسلمين هم الوجه البشع لهوية فرنسا , نقاش البرقع في قبة البرلمان وما أثاره من جدل حول المسلم وحقوقه وحريته داخل بلد من أهم شعاراته الحرية ...) مشاكل تظهر لأول وهلة وفي حال عدم التعمق في جذورها وأسبابها على أنها منفصلة الواحدة عن الأخرى وغير خاضعة لجدلية التأثير والتأثر ...والأصل في الشيء أنها أوضاع متأثرة بالوضع السائد في اروبا , ولا يمكن عزلها بحال من الأحوال عن المعادلة العامة والتي لا يمكن فهمها إلا بالعودة لنظرة الغرب للإسلام والمسلمين والوضع العام السائد في العالم والدي خلاصته أن الإسلام اليوم والحركات الإسلامية بالذات هي المستهدف... وما نراه هو القمة التي تخفي جبلا من الجليد يمتد من أفغانستان مرورا بالعراق ووصولا إلى فلسطين... وما يفرزه الوضع من تململ وغضبا يسود شعوبنا.
ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو محاضرة ألقاها يوم الأحد احد الدعاة أو المفكرين , استدعته إحدى الجمعيات هنا , في إحدى مدن فرنسا , تحدث الأخ الكريم وأبدع في طرحه لكنه أثار في الأخير ضجة لا يستهان بها خاصة في صفوف الفتيات ألحديثي العهد بلباس الزي الإسلامي ( ولو لا احتواء المسالة بصورة نسبية من طرف نقاشات فردية مع هؤلاء للتهدئة من روعهم لكان لحديثه اثرا كبيرا ...) اعتبر الأخ الفاضل التركيز على حجاب المرأة وجعله القضية الرئيسية في نضالنا من اجل نيل حقوقنا يؤخرنا ولا يمضي بنا خطوات إلى الأمام , وبذلك قد نتغافل على مسائل وقضايا أخرى هي من جوهر ديننا ونحصره في موضوع الحجاب وبناء المساجد والنضال من أجل المآذن . حسب الأخ هذه ليست أولوياتنا اليوم ...كلام حسب رأيي لا يمكن أن يمر هكذا ودون تعليق , سأحاول هنا أن أركز على موضوع المرأة ولباسها ...
أقول أولا : أن الأخ لم يقدر مآلات ما صرح به ...أرى من واجب العلماء التمييز بين محتوى الخطاب الذي يمكن أن يقدم لعامة الناس وعلى الهواء , كما يقال , والذي يجب أن تراعى فيه تركيبة هؤلاء إذ أنهم ليسوا سواء في مستواهم الثقافي والعلمي والمعرفي وبالخصوص الدرجة الإيمانية لديهم ثم مدى صلابتها وصمودها أمام تصريحات قد تشككها في قناعاتها ...فمن بين هؤلاء ضعاف الإيمان والنفوس وحديثي العهد بالالتزام بتعاليم الدين وخاصة اللباس ...كذلك لا ننسى أننا مقيمون في بلدان تتجاذبك فيها الفتن والمغريات من كل حدب وصوب ...الأخ بصراحة لم يراع مآلات ما قاله ...اذا يجب التمييز بين محتوى ومضمون الخطاب الذي يلقى على الهواء وبين ما يناقش ويطرح في الداخل بين مفكري وعلماء وأئمة الأمة الذين يمتازون بصلابتهم وتشبعهم العلمي وتمكنهم من تعاليم دينهم وكل ذلك يخول لهم طرح وبحث المسائل الحساسة فيما بينهم والخروج بموقف لعموم الناس ...وهذه منهجية جيدة للحفاظ على تماسك الأمة بكل أطيافها . التفكير في أولويات الجالية المسلمة وما يمكن أن يقدم من مصالح يقينية وجوهرية , وما يمكن أن يؤخر من مصالح شكلية أو ضعيفة أو مظنونة وموهومة ..يعد من المباحث التي يمكن ان يبت فيها الا أصحاب الاختصاص وبعيدا عن ضوضاء العامة لتجنب ما يمكن ان يحدثه ذلك من فتنة ...
ثانيا : لا أوافق الاخ ان النضال من أجل حرية اللباس (ما يهمنا هنا طبعا هو اللباس الإسلامي ) ليس من الأولويات أو ليس من جوهر الدين , انا اعتبر أن موضوع المرأة بصفة عامة ولباسها بصفة خاصة هو من القضايا الجوهرية في ديننا , وهو اليوم أشد إلحاحا من ذي قبل , ففي داخل الجسم أو المجتمع الإسلامي هناك تيار ينمو ويسعى لتوطيد أركانه وتشريع وجوده , مهمته أفراغ الدين من محتواه : شكلا( محاربة الزي واللحية ) ومضمونا يعني إفراغ الدين من جوهره وحصره في مسائل وعبادات منقوصة وفردية والسعي لعزله عن المجتمع والشارع وحصره في الزوايا وزيارة القبور والأولياء الصالحين ...( تحدث الاخ المحاضر عن هذا الخطر وقد أحسن وأجاد في طرحه... ) وهو الداعي الى طي صفحة الدين لنبدأ في قضية تحرير المرأة من حيث انتهى فكر الحضارة الغربية ...
ادعوا الى ضرورة الخروج من الفهم التقليدي لدور المرأة ووظيفتها داخل مجتمعها الى فهم شامل يضع المرأة أو يحسسها بمسؤولياتها امام الله بوضع بصمتها في البناء الحضاري و في المسار الشامل للنهوض بالامة ..والذي يتلخص في قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءته أميمة بنت رقيقة لمبايعته مع وفد من النسوة , فقال لها : فيما استطعتن وأطقتن . بالمرأة يمكن ان نسمو ونلتحق بالركب وبها يمكن ان نسقط في أول الطريق , اذا ما نهضت المرأة نهض المجتمع واذا ما هوت الى أسفل سافلين نزل المجتمع الى الوضع الذي آلت اليه ...اتعلمون كيف ضاعت الاندلس يا مسلمون ؟
لقد اعد الفرنجة جيشا لهذه المهمة , ولكن قبل ان يتحرك هذا الجيش تنكر احد جواسيسهم في صورة تاجر ...لقد أرادوا ان يعرفوا حال المسلمين اولا ..وفي اول خطوة داخل اراضي الاندلس الاسلامية التقى هذا الجاسوس المتنكر , بصبي مسلم كان واقفا يبكي تحت ظل شجرة , قال الجاسوس للصبي لماذا تبكي هل تريد طعاما , مالا ام تقبل مني هذه الهدية ؟ لقد امسك الصبي المسلم بيد الجاسوس ثم ألقى بهديته على الارض قائلا : أتظنني طفلا حتى تضحك علي بهذه اللعبة ؟ لقد فوجئ الجاسوس بالاجابة واعترته دهشة ورعشة ثم اردف قائلا : اذن لما تبكي ؟ قال : ابكي لاني اخرج صباح كل يوم للتدريب على الرمي في هذه المنطقة وقد رايت طائرين فوق هذه الشجرة فاردت ان اصيدهما بطريقة واحدة ...غير ان طائرا واحدا سقط بينما طار الآخر ونجا لهذا حزنت ...حزنت لانني عجزت عن صيد طائرين بضربة واحدة وأخشى ان يفاجئنا أعداء الله , فلا أقتل منهم الكثير بهذه الحربة .
استدار الجاسوس راجعا على الفور وأمام هيئة قيادة الجيش , قال لكبير كهنة العدو : هكذا يفكر الأطفال فكيف بالرجال من ذوي الخبرة في القتال ...ما العمل ( كانت الإجابة ) عليكم بالنساء والخمر , هذا هو السلاح الحقيقي في معركة الغد ...(استشهاد ورد في الصفحة 88و89 من كتاب أفيقوا أيها المسلمون قبل أن تدفعوا الجزية للمرحوم الدكتور عبد الودود شلبي وهو من أعلام مصر ومن الذين أدركوا مبكرا خطر التنصير على الإسلام فكان مشروعه الفكري متميزا في هذا المجال وأنا ادعوا الى قراءة مؤلفاته في هذا المجال وهي عديدة ...) عليكم بالنساء والخمر هذه النصيحة التي كان لها دور فعال في الإطاحة بحضارة ثمانية قرون تدفع بنا الى اعتبار شأن المرأة وضرورة الحرص على صلاحها من أولويات الأمة ففسادها يعني فساد المجتمع ...وهذه النصيحة التي مر عليها الآن عدة قرون هي ذاتها ولم تتغير تغيرت فقط اللهجة استهداف مجتمعاتنا واختراقها انطلاقا من إفساد المرأة بالمغريات بشتى أصنافها ( فضائيات ومسلسلات ونوادي ومحلات للملابس ومجلات ودور رقص ....تتكاثر كالفطر في بلداننا ...) يعرفون جيدا دور المرأة في تنشئة الأجيال... فأنت ان علمت امرأة علمت جيلا ووضعته على السكة الصحيحة والعكس صحيح ...وهنا يندرج منع الحجاب للفتيات في المدارس والمعاهد وغض النظر عليه في الكليات ( رغم تعرض العديد للمضايقات...) ,الهدف من ذلك واضح وهو الرغبة في ابعاد البنت عن لباسها الشرعي مبكرا , وعند ترسخ عادة العراء والتسيب منذ سن مبكرة يصعب بعد ذلك الرجوع ....وهم تخطيط خبيث يشتغل على مدى بعيد , هدفه افساد المجتمع بصورة بطيئة وخفية ...وهنا وبالمناسبة , اريد ان اعلق على فكرة وردت في كلام الاخت سامية دريس في برنامج الملف , بقناة الجزيرة , لا أوافق الاخت الفاضلة حول قولها ان المشكلة هي فلسفية وإيديولوجية بالاساس لان الدين في المجتمع الفرنسي هو رمز التخلف والاستبداد للعنصرية والثورة الفرنسية جاءت لتقضي على كل هذا فالحجاب عند ماذا يحدث الحجاب ؟ يحدث يعني زوبعة عند العقل الفرنسي لانه يذكره برجوع الدين للساحة العمومية (النص كما ورد في موقع الجزيرة ) انا لا أوافق الأخت في طرحها أي انها ترى الغرب مشكلته مع الدين بصفة عامة وليس مع الاسلام بالذات , وشكل المرأة يذكره بالكنيسة وممارساتها... هذا فهم تبسيطي للمسألة التي هي أعمق من ذلك بكثير لو كان الامر كذلك لحارب الغرب الراهبات بلباسهن ولحارب الرهبان في الكنائس... وما تقوم به الكنيسة اليوم من دور في السياسة لا يخفى على احد , كان قادة الحرب على الجزائر في القرن الماضي وما قبله يذهبون للكنائس للصلاة و لشكر الرب حسب تعبيرهم , كلما وصلتهم أنباء عن انتصارات جيوشهم .. ( هذا مجرد مثال طبعا ,وهي كثيرة ولا تحصى ولا تعد ) وفي المقابل يريدون اقناعنا بانه لنتطور علينا بابعاد ديننا عن حياتنا الاجتماعية , قال المستشرق جب في هذا السياق :لقد فقد الاسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئا فشيئا , حتى انحصرت في طقوس جامدة محددة وقد تم هذا التطور عن غير وعي ولا انتباه ...ولم يعد من الممكن الرجوع عنه ولكن هذا التطور يتوقف الى حد بعيد على القادة والزعماء في العالم الاسلامي وعلى الشباب منهم بصفة خاصة .الشباب منهم بصفة خاصة , افساده للمحافظة على التطور (تطور بمقاييسهم المقلوبة والعبثية ) , تطور نحو جهنم فيه الغاء لديننا من كل مجالات حياتنا ( هذا هو الهدف من محاربة لباس المرأة ). ثم ان حشر الكنيسة أنفها في سياسة بلدانها أصبح اليوم من البديهيات التي لا تناقش ...وأصبح رأي الباباوات من الآراء التي يعتد بها ويأخذها قادة الغرب بعين الاعتبار ...وبالأساس في محاربة الاسلام (وأقول محاربة الإسلام لا غيره والشواهد على ذلك كثيرة ولا يسع المجال لذكرها ) وفي في هذا المجال او السياق العام يندرج موضوع محاربة حجاب المرأة والذي هدفه الاساس اختراق المجتمع وافساده من الداخل وعلى يد ابنائه ( المرأة بالخصوص )
لقد تعرضت المرأة على مر العصور الى مظالم كثيرة بدرجات متفاوتة وتحملت من القيود الكثير وأن الاهتمام بهذا الموضوع اليوم بالذات لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمشاريع التنموية الكبرى ...يل اراه من اولويات الامة لاني أرى ان نصف المجتمع معطل (خاصة ان هذا النصف من المجتمع يتربى على يديه النصف الآخر ...)وهو يدخل ضمن الدعوة لتحرير الإنسان بصفة عامة والدعوة لتحرير طاقات المرأة وملكاتها المعطلة للاستفادة منها في النهوض الشامل للامة ...
كل ذلك يعد محفزا لنا لنا للاهتمام بدور المرأة وما يستوجب عليها من واجبات في سياق البناء الحضاري العام ...ليس تجنيا ان يرى الكثير من العلماء انه ليس هناك من قول فصل وحاسم في عديد المسائل المتفرعة عن هذه القضية , ورغم أن هذا طبيعي لان التفكير في ذلك لا ينتهي ما دامت الحياة على تجددها وحركيتها تفرز باستمرار معطيات واسئلة متجددة , فان الامر يستوجب علينا اعادة النظر والتفكر باستمرار لامتلاك القول او الخطاب الذي يحقق التقدم فيكون دليلا على حدوث نقلة نوعية في التفكير وفي أداة المقاربة ووضع مشروع شامل لفهم القضية عبر منهج جديد يدرس موضوع المرأة بعقلية علمية مرتبطة بأصولها الفكرية وتعيش عصرها وتتفاعل مع متغيراته و مستجداته , في حدود ما رسمه لها شرعها....ان إشكال الخطاب السائد اليوم الا من بعض الاستثناءات انه يقع بين كفي كماشة : المتغربون وإصرارهم على استيراد الحلول لمشاكلنا .حلول هي بنت زمانها ومكانها , من المحال تنزيلها وتطبيقها في مجتمع مغاير لتلك التي نشأت فيه ...وبين متزمت لا يرى المرأة الا من خلال تراث لا يريد ان يتزحزح عنه قيد أنملة ويضفي على ما فيه من أحكام فقهية هي في الاصل بنت عصرها قداسة القرآن نفسه ....(طبعا تراثنا الاسلامي هو ثروة فكرية وعلمية ليس لها مثيلا في عصرنا , لكن لا يعني ذلك ان كل ما فيه صالح لزماننا , هناك افكار هي بنت عصرها , والتجديد في الفقه والاجتهاد فيه هو من الواجبات الشرعية ...)
من المؤسف اليوم اننا مازلنا لا نملك بالقدر الكافي تصورا علميا لدور المرأة وكيف يمكن ان نستفيد من طاقة معطلة , طاقة هي في الاصل نصف طاقة المجتمع , وأرى ان الحركات الاسلامية اهتمت بالرجال أكثر من النساء هناك نماذج لكنها ليس بالعدد المطلوب وليست بحجم التحدي وهذه المعضلة لا تقع كلها على عاتق الرجال او قادة الحركات الاسلامية , بل ارى ان أعباء المسؤولية تقع على عاتق المرأة بالدرجة الاولى ...المتابع لعهد النبوة وما بعدها والمتأمل ايضا لاختنا الفلسطينية (اردت هنا ان اربط الماضي بالحاضر لابراز ان عطاء الامة والمرأة المسلمة بالخصوص لم ينقطع رغم بعد المسافة بين نسيبة بنت كعب وأم نزار ريان وأم اسماعيل هنية أو زوجته أو ابنته وكل امهات وزوجات الشهداء على كامل تراب فلسطين ...) وما لها اليوم من دور ريادي جنبا الى جنب بقدر استطاعتها وبقدر ما تطيقه , في وضع بصماتها داخل واقع اساسه الكدح والجهاد والنضال على مختلف الاصعد ..المتأمل في التاريخ وفي الحاضر الفلسطيني بدرجة أولى ان المرأة لم تجلس مكتوفة اليدين في انتظار من ينتشلها من وضعها . وان واقعة وافدة النساء التي ذكرتها في الجزء الاول من هذا المقال يستدل منها انه كانت هناك جمعية نسائية لها عضواتها وانصارها وقد اجتمعن واخترن وافدة او ممثلة أو مندوبة لهن لمقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم للمطالبة بحقوقهن وكيف يمكن لهن ان يشاركن في الحياة او في العمل السياسي والاجتماعي والدعوي ..فكانت اجابته صلى الله عليه وسلمفيما استطعتن وما أطقتن .اذا لا يمكن ان تسقط علينا مطر التحرير من السماء ... وإيجاد موطئ قدم لنا داخل مسار العمل الإسلامي يتطلب منا ان نكون اولا كفئا لذلك ولنا الزاد لاقتحام ميدان هو قبل كل شيء مسؤولية امام الخالق عز وجل وليس شغلا في شركة أو مؤسسة . ان التكوين الداخلي هو التحصين الوحيد لنا لنكون جنبا الى جنب مع الرجل في البناء الحضاري الشامل . وبقدر ما تنمو الملكات والإمكانات تنمو المشاركة وينمو العطاء بصورة تلقائية ..
لن تكون نهضتنا الا بما نهض به الأولون من اجدادنا وجداتنا من الصحابة والصحابيات ...وليس بالتقليد الذي يعطل ملكة الابداع والابتكار (لا اشكال في تقليد الآخر والنهل من حضارته كل ما يناسب هويتنا وحضارتنا ...) لن تكون نهضتنا الا بالمرجعية الاسلامية التي منها نستنبط دليل العمل للتغيير المنشود ...لقد حدد المنهج القرآني دور المرأة فسوى بينها وبين الرجل في مناط التكليف ...وهي قمة التكريم للمرأة , مرتبة لم يصل اليها الغرب الا في العصر الحديث . ثم جاءت السنة النبوية لتجسد هذا المنهاج , فكان أول من استجاب للرسالة هي امرأة : خديجة بنت خويلد . لم يضع الله سبحانه ذلك عبثا بل فيه حكمة .... علينا ان نتعلم من المرأة الاولى في صدر الاسلام وما بعده ... وأقول ايضا ان نتعلم من المرأة الفلسطينية (على الاقل انصح نفسي بذلك )الصابرة المحتسبة , هن بحق حفيدات أمهات المؤمنين , حفيدات نسيبة بنت كعب وسمية ام عمار واسماء بنت ابي بكر رضي الله عنه ...
لقد كانت سمية بنت خباط ام عمار بن ياسر اول من دفع بروحه في سبيل الله وهي طليعة الشهداء في امة الاسلام , ولم يقدر الله تلك الحادثة هكذا خاصة ان كلنا يعرف ان الشهادة هي قمة العطاء لأنك تقدم نفسك في سبيل الآخر وليس لك مصلحة ذاتية ( اقصد مصلحة دنيوية طبعا ) وان اول من يقوم بذلك أمرأة له من الدلالات الكبرى ... وها هي المرأة اليوم في ارض المحشر والمنشر لا تبالي بالأهوال , صامدة متشبثة بأرضها , لا تبالي بالموت ان كان في سبيل الله مصرعها ...
شاركت المرأة في العزل الاقتصادي الدي فرض على بني هاشم في اول عهد الرسالة وصبرت على الجوع والعطش والعزلة الاجتماعية (العيش في عزلة في شعاب مكة ) وها هي معطائة الى اليوم ...من الصامد اليوم في فلسطين ومن يرسم لنا صورا لا مثيل لها في التاريخ , عن جهاد النساء ؟ من ضرب بعرض الحائط كل مغريات عصرنا والتي ابتليت بها المرأة اكثر من غيرها اولنقل مغريات وفتن وقع برمجتها خصيصا لافساد نصف المجتمع ؟ من جلس على انقاض منزله و افترش التراب والقش والحجر في تحد صارخ لعدو اراد لهم الرحيل والهجرة بأي ثمن ؟ انها المرأة الفلسطينية حفيدة ام عمار(سمية ) وام عمارة (نسيبة بنت كعب )...قد نستهين بتلك التضحيات ونحن المتفرجون من بلاد بعيدة , ولا نقف وقفة تأمل وأخذ للعبر امام زحمة الاحداث وتسارعها .. أعرف عائلات اندثرت وتشتت لاسباب يستحي الانسان من ذكرها تدور كلها حول اللهفة والسباق نحو وسائل الرفاه ويا لحسرتنا كلها اسباب ومن غرائب الصدف اسباب صبرت عليها المرأة الفلسطينية وضربت لنا صورا رائعة في الصمود ..
شاركت المراة في الهجرة في سبيل الله وتحملت أعبائها ومتاعبها والمشقات الامنية والنفسية والاجتماعية المترتبة عليها . شاركت الرجل وتحملت مسؤوليتها أمام الله وسدت الثغرات التي كانت يومها على مقاسها وكان عليها هي وليس غيرها ان يسدها ...
شاركت المرأة بقوة في العمل السياسي , وان كان تأسيس الدولة ووضع أساساتها هو مما يعتبر قمة المشاركة في صنع القرار السياسي , فلقد كانت المرأة المسلمة حاضرة في بيعة العقبة وتعتبر هذه البيعة عبارة عن الجمعية العمومية لعقد تأسيس الدولة الإسلامية كان عدد أعضاء هذه الجمعية خمسة وسبعين من بينهم اثنتان من النساء هما :أم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي الأنصارية وأم عمارة نسيبة بنت كعب . نلاحظ هنا ان شخصية المرأة وقرارها مستقل عن الرجل وهو لم ينب عليها في المبايعة .
شاركت المرأة في غزوة اليرموك , سلحهن خالد بن الوليد رضي الله عنه لحماية ظهور الرجال داخل المعركة وأمرهن ان يقطعن عنق كل مول للدبر , ويومها رفعت هند بنت عتبة سلاحها في وجه زوجها ابو سفيان , انه الإيمان بالقضية تهون أمامه المصالح الخاصة , وحتى الزوج ...وها هي تودع الفلسطينية ابنها الاستشهادي بالقبلات والمعانقة وتودعه شهيدا بالزغاريد ...أسأل نفسي قبل ان أسأل الغير اين نحن من هذا ...يا لحسرتنا عما وصلنا إليه من حال مزري فيه من الذل والخنوع والنوم العميق ما يدمي القلب ...
يروي الامام البخاري كيف أن رأي أم سلمة يوم الحديبية هو الذي وقى المسلمين شر الفتنة ..وكان يوجد يومها العديد من قادة المسلمين من المعترضين على الصلح اذ يرون ان فيه اهانة للمسلمين ...لكن بعد الشورى أخذ برأي أم سلمة رضي الله عنها ,نستخلص هنا مشاركة المرأة والاخذ برأيها (ليس مجاملة طبعا ,بل لان هناك ترجيح لحكمة هذا الرأي وسداده )في الشورى العامة وفي مسائل كبرى تهم العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية آنذاك ...
كما يخبرنا البخاري في نفس السياق عن مشاركة حفصة برأيها في أمر الخلافة ( مشاركة ليس لتقول اني هنا او من اجل البروز ويقال عنها مناضلة فتنال الترقيات , بل لانها تحمل فعلا هم الامة وترى انها مسئولة أمام الله عن ذلك وستسأل التالي ان لم تقم بواجبها : أين كنت يومها حيث كان هناك ثغرة وانت من يسدها وليس غيرك , ولو وقفت عليها لما حدث كذا وكذا ؟؟؟ مشكلتنا اليوم الاستهانة بسؤال كهذا ..نسأل الله حسن العاقبة .) وما حدث بين علي ومعاوية حيث طلبت وأمرت أخيها عبد الله بن عمر حضور التحكيم في دومة الجندل بعد معركة صفين , قالت السيدة حفصة رضي الله عنها لاخيها : ليس لك ان تتخلف عن صلح يصلح الله به بين أمة محمد وأنت صهر رسول الله وأبن عمر .. لقد وعت حفصة يومها انها هي ايضا معنية بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الساكت عن الحق شيطان أخرس وان الله سيحاسبها ان لم تدفع بأخيها الى فعل ذلك ... فقامت بواجبها : قول الحق والحث على فعله.
شاركت اسماء بنت ابي بكر في مسيرة الهجرة حيث ائتمنت على سر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة أبيها . وقد سهرت من أجل تأمين الوسائل العملية لتلك الهجرة ...كما شهدت الغزوات , وأين نحن من قصتها التي وردت في صحيح مسلم والتي تروي شجاعتها في مواجهة الحجاج ابن يوسف عندما قتل لها ابنها عبدالله بن الزبير بن العوام . أرسل اليها الحجاج لتحضر اليه , فرفضت ,بعث لها بانذار يهددها فيه ان لم تأت سيبعث لها من يجرها من ضفائرها اليه , وفي تحد صارخ لا يجرأ عليه رجال اليوم ,كانت إجابتها : لن آتي الا اذ ا بعثت من يجرني من ضفائري ...الى ان جاءها بنفسه يتبختر , فما كان منها الا ان إجابته اجابة تليق به وأفاعيله :رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك . اما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا (كثير القتل )فأما الكذاب فرأيناه (الثقفي ) واما المبير فلا أخالك الا اياه رواه مسلم , وهل لنا اليوم ومن رجالنا لا نقول نسائنا من يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر ...
يفتخر الغرب اليوم بقوانين اللجوء السياسي وانه حامي المعارضين في بلداننا وهوحق اريد به باطل . اذ هو يحمي مصالحه قبل كل شيء من هؤلاء لانه يعرف انهم هم القادرون على زعزعة عروش من نصبهم في بلداننا وملكهم رقابنا , لحماية مصالحه , لذلك يحرص على حمايتهم بتوفير ملجأ لهم على ارضه ... فيسهل عليه مراقبتهم تبعا لذلك ...وجد تشريع اللجوء او بلغة العصر الإجارة في الاسلام منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرن ...وكان للنساء فيه دور في تطبيقه , هاهي أم هاني بنت ابي طالب تجير رجلا من بني هبيرة وتقف في وجه اخيها علي بن ابي طالب عندما طارده وتصر على حماية من أجارته , ثم تذهب لتشتكي اخاها لرسول الله فيحترم مبادرتها ورأيها ويقول لها :لقد أجرنا من أجرت يا أم هاني . أي احترام لرأي المرأة اكبر من ذلك , يأخذ رئيس الدولة برأي امرأة ويضع جانبا رأي وزير من وزرائه : ليس ذلك مجاملة بل لان رأي أم هاني كان أحكم من رأي سيدنا علي رضي الله عنه .
كما ان العمل الجماعي النسائي كان موجودا وبقوة وهو جدير بان يكون نموذجا للاقتداء به من طرف الحركات الاسلامية النسائية المعاصرة والامثلة عديدة وموجود الكثير منها في صحيح البخاري ضمن الابواب التي خصصها لجهاد النساء او لموضوع المرأة بصفة عامة (قد اتناولها ان توفر عندي الوقت في مناسبة أخرى اطرح فيها موضوع الشبهات التي يطرحها الغرب في مجال موضوع المرأة .)
كل ما ذكرته كانت نماذج ( وما أكثرها في تاريخنا لكن لا يسمح المجال لذكرها كلها ) وكل نموذج قد قدره الله وسخره ليكون لنا فيه عبر ان استوعبناها واستنبطنا الحكمة التي وراءها تمكنا اليوم من رسم تصور كامل لدورنا نحن النساء في النهوض والمشاركة في البناء الحضاري ... انه خريطة طريق ان مشيتا على دربها نجونا وان لم نقتد اليها فاننا والله لن نتزحزح قيد أنملة عن وضعنا وسنظل نركض وراء سراب لن يساهم الا في تخلفنا وعودتنا الى الوراء ....
اردت ان اربط الماضي بالحاضر كما قلت سابقا لآخذ نموذج المرأة الفلسطينية كمثال يبين تواصل عطاء الامة في مجال انتاج عنصر نسائي يتحمل الأعباء جنبا الى جنب وفي تكامل مع شقيقها الرجل, لتبيان ذلك وجدت هذه المقولة انهي بها مقالتي للمستشرقة الألمانية الدكتورة "سيجريد هونكة متحدثة عن المرأة الفلسطينية في كتابها "الله ليس كذلك" ( أخذتها من مقال للدكتور محمد عمارة نشر في المصريون ) فقالت" لقد طبع التحدي الذي واجه الفلسطينيات في موقفهن بطابع متميز فبينما يعاني ألاف الرجال ذل السجون كان عليهم أن يقمن وحدهن بأعباء الأسرة وتربية الأطفال وتنشئتهن وحماية أنفسهن وأسرهن من الفتك الذريع واغتصاب الزبانية بوحشيته السادرة وهكذا لم يكن دور الفلسطينيات جديدا فحسب وإنما نشأن وشببن ليتولين دورا قياديا في المجتمع ولقد شاركن مشاركة ايجابية في حركة الانتفاضة أو قل: جهاد التحرير على كل المستويات الممكنة.
ان نساء فلسطين العربيات يكتبن بأنفسهن التاريخ اليوم وهن اللاتي يحملن مسئولية تحديد المصير في التحول الاجتماعي فهن يرأسن المؤتمرات الشعبية وينظمن اللجان والهيئات التعاونية والإنتاجية ويوفرن أماكن العمل والوظائف المختلفة ويشغلنها وهن فدائيات مجاهدات شهيدات ينتهك الغاصب كرامتهن ويزج بهن في السجون ويمعن في تعذيبهم ولا ريب أن الفلسطينيات سوف يسهمن في المستقبل إسهاما خطيرا في تقرير مصيرهن بأنفسهن ومصير فلسطين وسوف تتحدد حرية جميع الأراضي المحتلة في ضوء تحقيق المساواة و"تحرير المرأة" .
في أمان الله وحفظه
مفيدة عبدولي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.