إفترقنا نبكي القصبة وتبكينا اشتياقا ... وعاهدنا ان نعود اليها عناقا بهذه الكلمات ودّع اليوم شباب العزّة والكرامة والبطولة ساحة القصبة بعد اعتصام دام أكثر من اسبوعين كُلّل بالنّصر على أعداء الثّورة وجيوب الرّدّة من أزلام التّجمع البائد الذي كان يهيمن على الحياة العامّة بالكذب والإقصاء فحوّل حياتنا إلى سكون عقيم ويأس قاتل ...وبالقضاء عليه ودحر كلابه السّائبة أصبحنا امام وضعيّات تبشّر بغد أفضل عماده الحرية وتحمّل المسؤولية....
ما أروعك أيّها الشّباب التّونسيُّ الواعد الحر الأبيُّ،كم أنت بارع في هندسة الثّورات وتصدير مثالها إلى مشارق الارض ومغاربها و تجلّى ذلك حين تناديتم : ( الشّعب يريد إسقاط النّظام ) نداء صخّ أذان جبابرة الارض وزلزل الارض من تحت اقدامهم ، فضيّقتم عليهم الارض بما رحبت ،فأسرّوا النّجوى وتنادوا أين المفر ؟؟؟ فمنهم من أسقطّتم ، ومنهم من هو خائف يترقب ،لقد صنعتم مجدكم وتاريخكم ووثّقتموه بدماء شهدائكم وأنّات جرحاكم وبالدّموع الملتهبة التي ذرفتها مآقي الأرامل والثّكالى ، تاريخ ثورة شبابية غيّرتم بها مجرى التّاريخ ، أسقطتم بها أإمّة الطغيان والإستكبار ،نعم تاريخ صحيح غير مدلّس ولا محرّف كالتّاريخ الذي درّسوه لنا في مدارس أنظمة النّفاق والعمالة ....
أيها الشّباب الابيّ إنّا نرى قريبا شعوبا تثور وأنظمة تتساقط كتساقط أوراق الخريف واصنام تتهاوى وإنّا نسمعكم تتنادون : ( الشّعب يريد إلغاء الحدود وجوازات العبور ) وإنّا والله ننظر إليكم وانتم تُيمّمون وجوهكم شطر بيت المقدس تتنادون : حيّ على الجهاد ، حيّ على تحرير فلسطين .... فزغردي ياساحة القصبة لتزغرد بزغردتك القدس.....