قال ناشطون في حركة "شباب الثورة الصحراوية" أن تظاهرات السبت 5 مارس ضد قيادة بوليساريو تستهدف إيصال رسالة قوية تدعو إلى التغيير في تلك القيادة وفي أساليبها بعد 35 عاما من المعاناة. وأفاد الناشطون الذين يسعون إلى تنظيم التظاهرة أمام مقر زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز الذين يتهموه بالتسبب في جمود كبير في القضية الصحراوية. وقال الناشط السالك صلوح أحد منظمي التظاهرة في مكالمة هاتفية "ندعو إلى مزيد من الحريات السياسية والإعلامية. فقيادة بوليساريو الحالية تفرض عزلة شاملة علينا وتتحكم بكل ما له علاقة بالإعلام ولا تسمح بدخول أية وسيلة إعلامية مستقلة من صحافة أو تلفزيون إلى مخيمات اللاجئين." وأضاف "التظاهرات ستطالب بتغيير شامل لقيادات بوليساريو التي حان وقت رحيلها بعد 35 عاما من السيطرة على مقدرات الجبهة. لا يمكن للاجئين الاستمرار بالوضع المزري الذي يعيشون فيه إلى ما لا نهاية." واعتبر صلوح أن قيادة بوليساريو عجزت عن إحداث أي خرق سياسي أو دبلوماسي في المفاوضات مع المغرب وانها تدخل كل جلسة للمفاوضات لتخرج بما بدأت فيه من دون حل أو أي تطور يمكن أن يحرك الركود المستمر منذ سنين طويلة. وتمثل التظاهرات تهديدا خطيرا لبوليساريو التي سبق وان شهدت انشقاقا مؤثرا تمثل في قيام "جبهة بوليساريو - خط الشهيد" وهي المنظمة التي أعلنت أنها ستشارك بقوة في تظاهرات السبت. وقالت اللجنة التنفيذية لخط الشهيد في بيان لها "إن هذه المبادرة الشجاعة لشبابنا، في وقت تتهاوى فيه الأصنام، والحكام الديكتاتوريين، في الوطن العربي، ليعبر عن درجة عالية من المسؤولية والوعي بتطورات العصر، ومستجدات الزمن. وإذ نحيي شعبنا المجاهد بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لميلاد دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي ولدت في خضم معركة حرب التحرير، والتي فرطت فيها هذه القيادة مثلما فرطت في كل مكاسبنا، عندما وضعت الدولة في الثلاجة لتجميدها، فإننا ندعو هذا الشعب للوقوف وراء اولاده، والتظاهر معهم، ومناصرتهم لمواجهة هذه القيادة التي أصابها الهلع خوفا من غضب الشعب، والوقوف ضد تهديد شبابنا تارة بالجزائريين وتارة بقوات القمع الصحراوية، لأن الشعب إذا اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر." وترفع حركة الشباب والحركات المساندة لها جملة من المطالب التي ترى أن قيادة بوليساريو لم تتعامل معها بجدية. وقال صلوح "رغم أن حركة الشباب رفعت جملة من المطالب ستنادي بها في التظاهرات، إلا اننا نعتقد أن الكثير من المشاركين من خارج الحركة سيتقدمون بمطالب أخرى ولا أستغرب أن يكون سقف المطالب مرتفعا نظرا للحال المأساوي الذي يعيشه اللاجئون وانعدام الوظائف او الاشغال التي يمكن أن تساعدهم." وأضاف "وفرت لنا الشبكات الاجتماعية فرصة كبيرة للتنسيق بين الناشطين الصحراويين وكذلك مع الجناح العسكري للجبهة. حان وقت تغيير أزلام قيادات بوليساريو." ويتهم الناشطون قيادات بوليساريو بالتقصد في إطالة المفاوضات كما يتهم البعض منهم لقيادات من الاستفادة المادية على حساب معاناة اللاجئين. وقال صلوح "من المبكر الخوض في الحديث عن عملية محاسبة القيادات الحالية. التغيير أولا والحساب عن سجل السنوات الماضية لاحقا." وتحارب بوليساريو المغرب من أجل نيل استقلال الصحراء الغربية على مدى 35 عاما أعقبت انسحاب الاحتلال الاسباني من المنطقة. لكن حالة من الجمود تعتري الموقف الخاص بمفاوضات الحكم الذاتي بين المغرب والجبهة والتي ترعاها الأممالمتحدة بسبب ما تصفه الرباط بأنه تدخل جزائري في مسار المفاوضات. وتوفر الجزائر الدعم المادي والسياسي للجبهة.