الاستاذ عبد المجيد يوسفي كثيرا ما ذكرت في مقالاتي ان العرب يحاكون ولا يقلدون (التقليد تعرف ماذا تقلد اما المحاكة تقلد دون وعي كالببغاء او القرد) ذلك لان الظروف التاريخية التي مروا بها تختلف تماما عن الظروف التي مر بت بها اوربا ،ولا تتمشى مع تقاليد العرب وثقافتهم . وبقوة تقدم اوربا (لدي مقال اسباب تاخر العرب)،اصبح العرب يحاكون كل ما جاء من الغرب من نظم وعمران و ثقافة قال بن خلدون في مقدمته (المغلوب مولع في تقلبد الغالب....) فالدستور مثلا ما هو الا حبر على ورق تضعه السلطة لمحاكاة الدول الغربية ليس الا (القاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الاسد ) ما هو الدستور لكي يكون لنا مرجعا في الاسقاطات و الامثلة: (الدستور هو عقد اجتماعي له قوة قانونبة يوحد وينظم مجموعة العلاقات بين الحاكم و المحكوم كل حسب موقعه في اطار مؤسسة مستقلة المقومات تسمى الدولة) ظهر هذا المفهوم منذ اعلان حفوق الانسان والمواطن سنة 1789 (كل مجتمع لا يضمن الحقوق و الفصل بين السلطات ليس له دستور) اين نحن من استقلالية الدولة ،اين نحن من ضمان الحقوق الفردية و الجماعية ،اين نحن من الفصل بين السلطات . الم اقل ان كل شيء محاكاة و بروتوكولات لا غير. كيف ظهر مفهوم الدستور؟ 1) لما كانت الثورة الفرنسية بين الملكية والكنيسة من جهة و الطبقة الوسطى المتنامية ،نتج عن هذه الثورة عقد اجتماعي لنقل اتفاق شعبي على ان حرية الفرد مضمونة في ظل مساواة و اخوة بين الناس EGALITE LIBERTE FRATERNITE و هكذا انبثق اول عقد شعبي يحكم العلاقة بين الشعب والذين يمثلونه ،وليس مفروضا من الاسلطة ليطبق حسب هواها كحال بلاد العرب . مثال اخر كيف ظهر الضمان الاجتماعي في انجلترا كان اصحاب مصانع النسيج يستغلون العمال الى اقصى الحدود ،واذا مرض عامل ليس له الحق في التعويض او الرجوع فاتفق العمال على انشاء صندوق يعوض كل واحد منهم في حالة المرض باموالهم الخاصة ، فتطورت الفكرة وتدخلت الدولة لتنظيمها لا فرضها او الغائها . من المثالين السابقين نرى ان كل شيء ينبثق من الشعب يحترم و يستمر ويحرس من التغيير و التزوير و العبث اما المفروض سرعان ما يزول (ان الباطل كان زهوقا) اخيرا ها نحن نرى بوادر انبثاق دستور حقيقي في تونس و مصر.