قال مصدر طبي ليبي لCNN إن قوات الزعيم، معمر القذافي، قامت بتصفية أطباء وجرحى في مدينة "الزاوية" التي شهدت ليل الثلاثاء معارك ضارية بين كتائب موالية لنظام طرابلس وأخرى مناهضة له، فيما جدد القذافي اتهامه لتنظيم القاعدة وعناصر من باكستان وأفغانستان والجزائر بالضلوع فيها. وذكر طبيب غادر "الزاوية" بأن كتائب القذافي أطلقت النار على اثنين من زملائه وأردتهما صرعى كما فتحت نيرانها على الجرحى عوضاً عن السماح لهم بتلقي العلاج في المدينة التي أغلقت مصحاتها الطبية الاثنان أبوابهما. ولم يتسن للشبكة التأكد بشكل مستقل من تلك التقارير أو التثبت من حقيقة مجريات الأحداث في المدينة الثلاثاء. ويشار إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد أحال نظام ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في احتمال ارتكابه جرائم ضد الإنسانية. وأظهرت مقاطع فيديو عرضتها شبكة "سكاي نيوز" استمرار المعارك في "الزاوية" رغم تأكيدات الحكومة باسترداد المدينة النفطية الإستراتيجية، و"عودة نعمة الأمن إليها بعد تحريرها من العصابات المدعومة من القاعدة"، وفق التلفزيون الليبي. وفي الأثناء، قالت المعارضة الليبية إن طيران القذافي قصف صهاريج المياه في "رأس لانوف" النفطية، واحدة من المدن التي شهدت معارك ضارية بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية. وكان المتمردون قد بسطوا سيطرتهم على عدد من المدن التيتقاتل كتائب القذافي بضراوة لاستعادتها. وإلى ذلك، كرر الزعيم الليبي مزاعمه بأن تنظيم القاعدة ضلل شباب بلاده بالمخدرات، وقال في كلمة أثناء استقباله قبائل "الزنتان" المؤيدة له بثها التلفزيون الرسمي الليبي، ليل الثلاثاء: "لا يعرفون شيء سوى القتل." وأشار إلى انضمام عناصر من باكستان وأفغانستان والجزائرية إلى قوات المتمردين الذي وصفهم ب"الخونة" وتوعدهم بأن أنصاره "سيلقون بهم خارجاً." وحذر من "مؤامرة" غربية تحاك للسيطرة على نفط ليبيا داعيا مواطنيها للدفاع عن ثروات بلادهم قائلاً: "يريدون السيطرة على نفطكم.. هذا ما تريده أمريكا والفرنسيون.. والقوى الاستعمارية." ويشار إلى أن قرابة مائة صحفي رابضوا الثلاثاء أمام بهو أحد فنادق العاصمة طرابلس حينما علموا بأن الزعيم الليبي سيصل إليه، وبعد انتظار دام تسع ساعات، ظهرت قافلة القذافي، الذي لوح بقبضته اليمنى عدة مرات في الهواء، وأجرى مقابلة مع صحفية تركية قبيل أن يغادر المكان سراً دون الإدلاء بحديث لوسائل الإعلام. وأدى العنف الذي يجتاح ليبيا منذ 17 فبراير/شباط الفائت لمقتل ما بين ألف إلى ألفي شخص، ونزوح قرابة 200 ألف شخص. وأهابت المنظمات الإنسانية بطرفي النزاع في ليبيا السماح بدخول مساعدات إنسانية، والثلاثاء، أعلن برنامج الغذاء العالمي دخول قافلة إغاثة تحمل مواد غذائية إلى بنغازي، وهي أول شحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تدخل ليبيا.
