الاستاذ عبد المجيد يوسفي الادمان كلمة تستمد مدلولاتها من سلوكات الفرد مع نفسه و مع غيره اذا فهي ظاهرة اجتماعية سيكولوجية. الادمان هو استعمال الفرد لمنبه بطريقة متكررة طلبا للمتعة و اشباع رغبة فسيولوجية ،حت ى تصبح المادة المنبهة مألوفة لدى الجسم وتابع ومقيد بها في مقالي هذا سوف أعمد الى اسلوب المقارنة لتوضيح الفكرة. لناخذ سلوكات المدخن 1) كيف يبدأ الادمان؟ اجريت مقابلات كثيرة مع المدخنين ،و في كل مرة كان سؤالي نكيف بدات التدخين؟ جل معظم الاجوبة تدور حول ثلاثة محاور ن التقليد،المبهات وحب الظهور، الرغبة في الخروج من الطفولة، كانت نسبة التقليد هي الاعلى ونسبة الرغبة ف الخروج من الطفولة 25 أما نسبة المباهات فكانت 15، ولا اعتقد ان ذلك صحيح 60%
لان الانسان من طبعه يتهرب من الحقيقة المخجلة ، التدخين غالبا ما يبدا في سن المراهقة ،وفي هذه السن بالذات يبدأ الانسان في اثبات شخصيته و المباهات امام اقرانه ،والاقرار أنه لم يعد طفلا . 2) لماذا يستمر المدمن رغم تأكده من الضرر ؟ هنا ايضا قمت بعدة مقابلات مع المدخنين ،وكان السؤال الرئيس ،لماذا لا تقلع عن التدخين ؟فكانت الاجوبة كالاتي. أ) لو أتوقف سوف أمرض ،ب) لو أتوقف سوف أتشاجر مع كل من يعترضني ، ج) أنا لا ادخن الا بعد الاكل د) يقسم و يقول انه لو يشأ لتوقف الان ، ها) هل رأيت أحدا توفي من التدخين ، و)غيري يدخن و يتعاطى المخدرات ... ل) في كل اسبوع اقوم بتمارين رياضية ،م) في رمضان المقبل ان شاء الله انشاء الله.......سوف أتوقف. ان الاجوبة كلها دون استثناء عبارة عن امني النفس لصاحبها، او مغالطة ،او لنقل الحقيقة كذب النفس على صاحبها نكذب حتى ننتهي الى تصديق اكاذيبنا(Gobel)الم يقل وزير الدعاية النازي فالنفس دائما تبحث عن اشباع الشهوات ،لذلك تتحايل على صاحبها بكل الاشكال و الفكر ،التي تكون على مستوى علم صاحبها ،لذلك تقنعه بالبقاء نحتى اذا بلغ الادمان حالات متقدمة اصبح المحفز غير كاف، انتقل الى مستوى المخدرات انا متأكد كل مدخن يقرأ هذا المقال ،في قرارة نفسه يعلم ان ما أقوله صحيح لانه مستمد من الواقع و الميدان فليعترف متبسما ويرجع الى نفسه ويحاوالاقلاع مرات حتى يفلح، هذا هو الجهاد الاكبر جهاد النفس، ولكن لا يفعل مثل ما فعله قوم ابراهيم عليه السلام لما علموا حقيقة الاصنام فالقوه في النار ،( و هذا ما اخشاه من القاريء المدخن) لا اطيل عليكم هيا بنا نقلب العملة الى وجهها الاخر ،وساتبع المنهاج نفسه لتسهيل المقارنة. 1) كيف يبدا المستبد في هذه الحالة لم أجر مقابلات مع الملوك والرؤساء لانه من الفرضية مستبد والا انتفت هذه الصفة،ولكن من قراءة كتب علم الاجتماع و السياسة و علم النفس.... فكل مستبد يستمد شرعيته من ثورة قام بها على وضع مزري ،ثم يتباهى امام الدول الاخرى وينسى عناء شعبه ،كما تباهى المدخن امام أقرانه و نسي الاضرار بجسمه، ثم يريد أن يخرج من تبعية المستعمر او الحالة السابقة للثورة او تقليد لما يفعله المستبد الاخر لان ذلك سهل، اما الاصلاح و التخطيط له صعب على النفس 2) لماذا يريد المستبد البقاء رغم المطالبة بتنحيه؟ من البديهي أن الانسان هو نفسه في كل زمان و مكان لذلك ما تقوله النفس للمدمن هو الشيء عينه ما تقوله للمستبد غايتها الشهوة و التحايل على صاحبها ، فتقول الاتي: أ) لو تترك السلطة سوف تدخل البلاد في حرب أهلية الامثلة كثيرة، ب) أنت المفدى الرمز البطل ج) انظر انجازاتك (كأن الاخر لا يستطيع أن ينجز) ،د) أنت ثوري ولن تجد مكانك لو تنحيت لجهلك العلم و السياسة ها) أنت مثل فلان وهاهو يتنعم بين محبيه (غصبا) حتى اذا تمادت النفس بالكذب عليه انتقل الى مستوى متقدم مثل ما انتقل المدخن الى المخدرات ،فهو ينتقل الى ما هو أخطر لانه لا يعنيه وحده ‘تغيير الدستور ليناسب بقاءه مدى الحياة. الظروف التي تجعل المدخن يستمر أ)الجهل ، ب) المكابرة ،جالاصدقاء و المحيط ،د) تصديق النفس ،ها) عدم وجود العزيمة و الرادة الصادقة الظروف التي تجعل المستبد يستمر أ) جهل الشعب ، ب)المكابرة ( لدي دكتوراه في العناد) ج) المحيط او البطانة الفاسدة، د) تصديق النفس و البطانة. ها) عدم وجود الرغبة في التغيير تأملوا التطابق ألا يعتبر الادمان والاستبداد وجهان لعملة واحدة؟