محمد فريد فرج فراج. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ, وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العْالمينَ , وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ . أتواصوا به عندما سمعت خطاب الطاغية المصري المخلوع وكأنه استنسخ خطاب سابقه التونسي أيقنت أن نهايته باتت محتومة ولم تعد المسألة إلا وقتًا فحسب. واليوم يتكرر الأمر نفسه خرج القذافي الابن يستنسخ خطاب المخلوعين بجميع أركان الخديعة والنفاق والخيانة: ((الامتنان على الأمة بما قدموه لها من استحلال لأعراضهم ودمائهم وأرواحهم وأموالهم وإذلال لهم واستعباد لأحرارهم وتزوير لإرادتهم, وبطولات وهمية مصطنعة/ العمل على تفتيت وحدة الثوار من خلال الوعود بإصلاحات وهمية خالية من أي مضمون مملول سماعها/ تقديم بعض بطانة السوء ككباش فداء وتبرؤ من جرائمهم التي أمروهم بها/ الطعن في نزاهة أبطال الثورة بالعمالة والخيانات وتنفيذ الأجندات الخارجية مقابل مبالغ مادية وغير ذلك من الخسة والدناءة التي هم أولى القمينين بها/ التخيير الداخلي الساذج للأمة بين البقاء تحت قهر الذل والاستعباد ,أو الدخول في فوضى عارمة تقضي على الأخضر واليابس تقتل النفس وتحرق الزرع/ والتخيير الأبله للخارج بين الحفاظ على النظام الديكتاتوري العميل الذي يحفظ مصالحهم بكل عمالة وتبعية وخيانة أو مواجهة أنظمة أصولية راديكالية ثيوقراطية ذات أيديولوجيات خاصة/ إلقاء طُعْمٍ ساذجٍ لذوي الأهداف الرخيصة بأن أمامهم فرصة العمر التي لن تعوض مدى الحياة وهو منحهم شرف الجلوس مع الديكتاتور تبركًا بطلعته الميمونة وهو يملي عليهم مناوراته التشريعية القادمة وهو ما كان لهم أن يحلموا به مجرد الحلم ولن يحلموا به مرة أخرى إن هم أضاعوها منهم/الادعاء الكاذب أن مصلحة البلاد فوق مصلحة الجميع ليغلف بها حقيقة أن مصلحته الشخصية فوق مصلحة البلاد/ تهديد الشعب باعتباره عدوًا للبلاد بحرب لا هوادة فيها يقسم معلنُها قسمًا حانثًا فيه أنه سيصبر فيها لآخر رمق في حياته/ تأكيد بلا قيمة على الحياة والموت داخل أرض البلاد المبتلاة بطلعتهم الكئيبة/ الموافقة حتى في الأوقات الليلية للبيانات وكأنهم اعتادوا العمل في الظلام)). مع مصاحبة ذلك بإعلام خسيس قذر مخادع يظهر بعض المناظر الخلابة للطبيعة الإلهية والحدائق الغناء والنافورات البديعة وحركة مرورية هادئة كصورة وهمية لحالة للبلاد يغطي بها حالة الفوران والالتهاب. مع تسليط مجموعة من المجرمين المرتزقة يريد بها بث الرعب في نفوس الأمة فإذا بها تُحَمِّيَ لهيب العزة وتضرم نار الكرامة وتضاعف إصرار الأبطال على عكس ما أريد بها من قتل الأمة وهدم ثورتها, وتعقيب ذلك بندم مزعوم وأسف مُدَّعَى وحزنٍ مفتعل على قتل وقع بغير علم صاحبه!!!. يحضرني حادث شبيه وقع لمصر الفاطمية شبيه بذلك حيث الحاكم بأمر الله الفاطمي يروي عنه المؤرخون قائلين : ((أنه لما وصل إلى القاهرة أمر السودان أن يذهبوا إلى مصر فيحرقوها وينهبوا ما فيها من الأموال والمتاع والحريم، فذهبوا فامتثلوا ما أمر هم به، فقاتلهم أهل مصر قتالاً شديدًا، ثلاثة أيام، والنار تعمل في الدور والحريم، وهو في كل يوم قبحه الله، يخرج فيقف من بعيد وينظر ويبكي ويقول: من أمر هؤلاء العبيد بهذا؟ ثم اجتمع الناس في الجوامع ورفعوا المصاحف وصاروا إلى الله عز وجل، واستغاثوا به، فرق لهم الترك والمشارقة وانحازوا إليهم، وقاتلوا معهم عن حريمهم ودورهم، وتفاقم الحال جدًا، ثم ركب الحاكم لعنه الله ففصل بين الفريقين، وكف العبيد عنهم، وكان يظهر التنصل مما فعله العبيد وأنهم ارتكبوا ذلك من غير علمه وإذنه، وكان ينفذ إليهم السلاح ويحثهم على ذلك في الباطن، وما انجلى الأمر حتى احترق من مصر نحو ثلثها، ونهب قريب من نصفها، وسبيت نساء وبنات كثيرة وفعل معهن الفواحش والمنكرات، حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار والفضيحة، واشترى الرجال منهم من سبي لهم من النساء والحريم، قال ابن الجوزي: ثم ازداد ظلم الحاكم حتى عَنَّ له أن يَدَّعِيَ الربوبيةَ، فصارَ قومٌ من الجهالِ إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد يا محيي يا مميت قبحهم الله جميعًا)). [البداية والنهاية (12/ 12)]. خطاب واحد , وسناريو واحد, وبإذن الله نهاية واحدة, وإنها لبشرى لإخواننا الليبيين بالنصر المبين إن شاء الله تعالى. وإنك متى سألت عن سبب هذا التوافق بين كل الطواغيت جاءك الجواب الإلهي قائلا: ژٺ ٺٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ژ الذاريات: 53 . ومقدمًا نقول للقذافي : هنيئًا لك الميداليا البرونزية التي تنافس عليها نظيرك اليمني في دوري المخلوعين, وبحق أراك أولى به منها, وعلى الباغي تدور الدوائر, وفي انتظار باقي المتسابقين, ولعلها فرصة مناسبة لحزم حقائب المتأخرين على مهل, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم, ولعلنا نسمي عامنا هذا عام الحرية العربية. إخواننا الليبيون! اصبروا وأبشروا وأملوا : إنما النصر صبر ساعة. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ , سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , أَسْتَغْفِرُكَ , وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. كتبه الفقير لعفو مولاه: محمد فريد فرج فراج. باحث لغوي كلية دار العلوم جامعة القاهرة.