سيدي بوزيد الشروق : تزامنت زيارة السيد أحمد نجيب الشابي أمين ومؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الاربعاء الماضي (30 مارس المنقضي) لمدينة سيدي بوزيد مع يوم الغضب الذي تجسد في مسيرة حاشدة عبر فيها المتظاهرون عن جملة من شواغل ابناء الجهة وحاجة الولاية الملحة الى التنمية التي ظلت حلما كان تحقيقه صعبا في العقود الماضية التي تميزت بتفاوت تنموي ملحوظ بين الجهات التونسية. وما إن حل الضيف أحمد نجيب الشابي باحدى قاعات الأفراح الكائنة بمدينة سيدي بوزيد حتى ثار في وجهه عدد من شباب الجهة الذين غصت بهم القاعة لا بسبب تعارضهم مع أفكار الحزب وأهدافه وإنما بسبب عدم اهتمام هذا الرجل الذي هو أمامهم حتى كان وزيرا خاصا بالتنمية الجهوية من الحكومة المؤقتة للوزير السابق السيد محمد الغنوشي بقلعة الثورات وغيرها من المناطق المحرومة خصوصا أنه من كبار المعارضين للنظام السابق ومن كبار العارفين بتردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتشغيلية في جهات عديدة من البلاد التونسية. وقد خلقت هذه الحالة نوعا من التوتر بين المؤيدين لهذه الزيارة والمناوئين لها ولكن عددا هاما من الحضور العقلاء من بين المستقلين الذين لا ينتمون الى أي حزب ومن المنخرطين في الحزب الديمقراطي التقدمي والمنظمين لهذه الزيارة أكّدوا أن ما يصدر عن عديد من أبناء سيدي بوزيد الاحرار بهذه الصورة يتنافى مع مبادئ الرأي والرأي الآخر ومع الديمقراطية المنشودة. وبعد محاولات من هنا وهناك هدأ الوضع وتمكن السيد أحمد نجيب الشابي من التوجه بالخطاب السياسي للجمهور الغفير الوافد من داخل الولاية وخارجها داخل القاعة بعد تلاوة الفاتحة ترحما على شهداء الثورة وبعد أن فسح المجال ل 6 أشخاص لطرح أسباب عدم قبوله كزائر لهذه المنطقة التي اعتبرها مهد الثورة أجاب عنها بسرعة ثم قال إنه يعرف سيدي بوزيد جيدا من عشرات السنين وقد زارها عدة مرات منذ توليه للأمانة العامة لحزبه وتربطه علاقات متينة جدا ببعض الرفاق والاصدقاء من هاته الجهة التي كان يزورها في وسائل النقل العمومي. وأضاف أن زيارته لا تندرج في اطار الحملات الانتخابية فحسب وإنما هي زيارة ود وعرفان بالجميل لأهالي سيدي بوزيد وصرح أن الانتخابات ليست جريمة وانما هي سيادة الشعب ولكل شخص الحرية الكاملة في اختيار وانتخاب من يشاء فهي (الانتخابات) خدمة للوطن وليست عملية سطو مثلما حصل في العهد السابق. وأكّد الشابي أنه كان يعرف بأن مثل هذه الثورة ستنطلق من هذه الجهات المنقوصة منذ قديم الزمان ولعل خير دليل على ذلك ما تحلى به مناضلو الحزب بهذه الجهة من شجاعة كبيرة مكّنتهم من نقل الاحداث وتشخيصها لدى الرأي العام داخل البلاد وخارجها بمجهوداتهم الذاتية وهواتفهم النقالة رغم تهديداتهم بالسجن في مرات عديدة وتحت ضربات الرصاص في أزقة وأحياء سيدي بوزيد والكل على علم بما حصل لأشخاص من هذه الجهة المناضلة والأبية وهو ما يعبر عن واجبهم واخلاصهم لما ينادي به الحزب الديمقراطي التقدمي وبين أن الثورة لم تقم بها جهة معينة وإنما هي ثورة شعب بأكمله. وعن سبب دخوله الحكومة المؤقتة عند سقوط النظام السابق قال إنه جاء لسد فراغ سياسي وانقاذ البلاد من مهاوي التردي والسقوط وخوفا من عودة «الدساترة» للحكم أو من تسلم «العسكر» للقيادة فتدخل البلاد في دكتاتورية أخرى ولا من أجل أي شيء آخر. وأكد السيد أحمد نجيب الشابي أنه كان قد طلب خلال توليه مهام وزير التنمية الجهوية بالتأكيد على انماء الجهات المحرومة التي من بينها سيدي بوزيدوالقصرين وقفصة وقبلي وتوزر وباجة وجندوبة والكاف وغيرها من القلاع النضالية والدليل على ذلك أن جريدة «الموقف» كانت تنقل في صفحاتها دائما معاناة هذه الجهات وتطرح البدائل حتى في العهد البائد. وبين أمين الحزب الديمقراطي التقدمي أن الحكومة المؤقتة نظرت في امكانية أحداث الطرقات السريعة لتقريب المسافات البعيدة وربط ولايات القصرين وقفصة وتوزر والقيروان وسيدي بوزيد ببعضها البعض وامكانية الاهتمام بالتجهيزات الجماعية (مستشفيات جامعية لتغطية حاجات الولايات المذكورة والمؤسسات التعليمية بجميع أصنافها) وكذلك في تنمية السياحة الداخلية وعدم اقتصارها على الجهات الساحلية والصحراء إذ أن الولايات الداخلية هي أيضا لها الحق في الثقافة والتعريف بخصوصياتها كما نظرت في امكانية إحداث المصانع والمعامل لتوفير اليد العاملة والحد من البطالة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا وخصوصا في السنوات العشر الاخيرة من النظام السابق. وتطرق السيد الشابي في خطابه الى أهالي سيدي بوزيد الى الحديث عن الطاقة الشرائية التي أصبحت ضعيفة جدا بسبب تراجع قيمة الدينار التونسي وبين أن الشعب التونسي يعيش هذه الأيام مرحلة هامة تستوجب اليقظة وفهم ما يجري على الساحة والعمل على استقرار الأمن وكسب ثقة المستثمر وعدم الدخول في متاهات وذلك لانتخاب مجلس تأسيسي قادر على تسيير الدولة بأفضل الاساليب للنهوض بالبلاد والعباد وختم حديثه الى الجمهور الحاضر بأن الانتخابات تمثل فرصة لأبناء الشعب التونسي لاختيار من يشاؤون وقال ان مسؤولية الشعب التونسي كبيرة جدا لذلك يجب على كل مواطن ان يحضر ويستمع الى برامج كل الأحزاب لاختيار من يمثله أحسن تمثيل. محمد صالح غانمي