جنة على الأرض من المحيط إلى الفرات أرضها خصبة تدر كل الخيرات طلعها طيب، أصله عروبة، فروعه دعاة للسلم ، للحب، للظلم عداة و إن طفح الكيل نادوا حماة الحمى ياحماة زرع الغرب بينهم بعض الشجيرات في بادئ الأمر قسمتها مزجاة أوراقها كبيرة مليئة بالخطابات الشوك ،ذلك ما لها من ثمرات جذورها صغيرة كعروق العشبيات مرت الأيام،الشهور و السنوات فإذا بالشجيرات أصبحت آفات امتدت عروقها الى كل الجهات تفسد،تنهب،تغتصب،كأنها غزاة فأحالت الخصوبة رملا لأرض فلات وإذا تحرك الصامدون الأباة وقفوا فوق ما تبقى من رفات قالوا هناك،مؤامرة،إرهاب، وعصاة لكن من سنة الله عدم دوام الحالات فإذا بزلزلة رجت الأرض رجات هيجت سونامي ذات موجات من تونس الخضراء،الشعب أراد الحياة نسفت في طريقها بكل الطغاة لا تفرق بين ،رؤساء،ملوك،وسادات فذو الثلاثة و العشرين بالذات اجتثته و أصحاب الصلات وحرم من قصور وملايير الدولارات لم يعد له في تونس شبرا بين الأموات وذو الثمانية و العشرين حبيب الصهاينة البغاة اعتقد دوما أن التمسك بهذه السياسات سيديم حكمه بين أولائك العلاة فأسقطته من القمة، منزلة العراة وهاهو ذو الثلاثة والثلاثين بات يقلب كفيه ما الحل ؟ هيهات الموج كبير ،مدمر،عات أما ذو الاثنين و الأربعين ،للتصور فات اعتقد أن الشعب قد مات أصبح وجهه كظيما في كل الطلعات من هول ما بشر به من محاكمات أيستسلم أم يفر إلى الأدغال و الغابات وإذا بالموج يوقظ الأحرار الغفاة فبدا منهم عزيمة لم تكن في الحسابات أما الباقون هرعوا إلى قمم الإصلاحات و سريرتهم مع أدنى الحقوق مقلاة لعل الموج يخطئهم، فيعودون إلى سالف العادات ألا يعتبرون من التاريخ و الآيات أين الفراعنة من شيدوا الأهرامات وصمم بن نوح حين لم يسمع المناداة لم يسعفه الجبل ولا من أبيه الآهات ا ن نجا من الطوفان ستكتب لهم النجاة فسجل يا تاريخ سجل هذه الكلمات إن زلزلة الشعوب هي أم الثورات