تونس:الحركة ألاسلامية بين محاذير السياسة وإستحقاقات الدعوة لاشك أنّ حركة النهضة ألاسلامية و أللتي هي ألامتداد التونسي لحركة ألاسلام الوسطي . قلت إنّ هذه الحركة أصبحت أمام تحديات و إختيارات ،باتت الحركة اليوم تعبر عن طموحات شرائح عديدة من الشعب التونسي أللذي هو بدوره متعطش لمنابع الدين الوسطي . لقد عانى هذا الشعب من سياسة الطمس و ألاكراه و تجفيف المنابع لقد قدم الشعب التونسي في ظل حقبة كراهية ألاسلام أروع دروس الحب لهذا الدين لم يمت حب ألاسلام في قلوب التونسيين بل ضرب هذا الشعب أروع دروس الحب لمحبوبه عندما رفضن حرائر تونس منشور 108 البالي وأقبلن على لبس الحجاب وكذلك كان شباب تونس يعمرون بيوت الله أفواجا رغم حملات التخويف و الترهيب . اليوم تبقي التحديات قائمة فالفريق العلماني المتربص بالتجربة ألاسلامية لن يقبل باءنصاف الحلول فهو يرى في الحركة ألاسلامية العدو الحضاري و الفكري لتجسيم مشروعه الماسوني والتغريبي . إلاٌ أنّ السؤال المطروح اليوم كيف يمكن لحركة النهضة أن تتعامل مع محاذير السياسة و ألّلتي هي بألاساس لعبة مصالح ومطامع كيف يمكن أن تقدم النهضة رؤية أخرى للسياسة بحيث تصبح إمتدادًا للقيم ألاسلامية ألّلتي تؤمن بها. نعم يمكن أن تكون السياسة مجالاًا نبيلاًا في العمل العام ولكنّ المجال السياسي بمفهومه النيابي ليس كافياً ولا يمكن أن يكون الهدف الوحيد في التعريف بقيم الاسلام و ألاشتغال فيه. إنّ للحركة ألاسلامية مسؤوليات كبيرة في تربية شعب بكامله وتعريفه بشمولية ألاسلام على أسس المنهج الأسلامي الوسطي أللذي عرفته الامة منذ بعثة محمد صلي ألله عليه وسلم فهي مطالبة كذلك بتعديل كفة موازين الصحوة ألاسلامية بين غلو الغالين و تساهل المتساهلين على الحركة أن تنفتح على المقاهي و النوادي الثقافية بل حتى على الملاعب الرياضية . لقد جُرّبَ في الشعب التونسي أقصى أنواع التهميش المعرفي شملت بالأساس فطرته الدينية ألّلتي تستند على إرث مالكي متجذر في تراب هذا الوطن فالنظام البائد بشقّيه البورقيبي و نسخته البوليسية النوفمبرية لم ترى في هذا الشعب إّلا مخبرًا من مخابر التجريب الرخيص تحت إشراف دوائر القرار الغربية الفرنكوماسونية المتصهينة المطلوب اليوم من الحركة ألاسلامية ممثلة في النهضة أن تصدع بحق الشعب التونسي في إختيار المشروع الأسلامي ، هذا الشعب أللذي نُكِبَ في دينه طيلة 55 سنة أقول لأخواني في حركة النهضة إنّ الأهتمام بالسياسة و الأشتغال بها لا يمكن أن تكون على حساب تربية السياسة و على تربية من يشتغلون في السياسة ياسر مراد ذويب: ناشط سياسي و حقوقي في منظمات حقوقية كندية منتريال كندا