الصغيرأولاد أحمد "عيساوي " الثّورة ومروّض الخيبة المريرة الناصر الهاني إذا أردت النجومية ، إذا أردت التقدمية، إذا أردت العلمية، إذا أردت أن تكون ديموقراطيا، وإذا أردت أن تكون كائنا تلفزيا، وإذا أردت أن تكون باحثا أو شاعرا أو ناثرا أو مخرجا أو لا معا أو ساطعا أو جامعا أو جائعا أو صائدا أو بائعا فتهَجَّم على "النهضة" . ...................................................................وعاد وعاد إلى أصله الولد. تحدّث الرعديد عن الثعابين مع اقتراب الصيف فقد محّض نفسه لحملة جمع السوام خدمة لوطنه مع اقتراب الصيف الحار. وهو يعلم جيدا أن هذه المهمة كانت من اختصاص أبناء الريف بتوجيهات من رجل التغيير . ففي الوقت الذي تنعم فيه العائلة الكريمة بوكالات السيارات وشركات الطيران والتموين الجوي ، كان من نصيب أبناء الريف اصطياد العقربان و" الكعبة ب100مي". ويبدو أن شويعرنا مازال لديه "صندوق العقارب وصندوق لَحناش" وهاهو يواصل الحملة رغم فرار المسؤول عن الحملة الوطنية. يعلن ولدٌ من أولاد أحمد وبالضبط الصُغيِّر فيهم أنه أمسك بثلاثة ثعابين : ثعبان التجمعيين وثعبان الإعلام والجزيرة وثعبان النهضة. صحيح ما يقول، فالشاب قد اشتغل مديرا لبيت الشعر، ويعرف كل حفر تونس ، ومن شرف إيديولوجي ومبدإ لا يهادن كان مسؤولا لهذا البيت الذي كان بتوجيه من سيادة الرئيس ، وكان الشاعر ساعتها قلعة من قلاع التقدمية ضد الظلامية والتطرف..... حتى أنهم لما أفرغوا ما في جعبته استغنوا عنه. ولعطشه للمناصب بحث عن "جنوب الماء" . ولهذا لما بقي عطشانا "أحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد". وبغتة وجده "المقهى الثقافي " بالشارع يقارع الظلم وجبروت الحاكم بقوارير البيرة ، فاستفرغها جميعا وصار ساعتها " كالإسفنجة يشرب جميع البارات ولا يسكر" . هذا هو النضال، إلى حد أن السلطة ساعتها أحست بالخطرالنضالي فجعلت هذه المادة من المواد المدعمة قبل السكر وزيت"الصانغو" . ولهذا فالرجل في تمام وعيه وأعينه مفتحة مسك من جملة الثعبانين(2) ثلاثة ثعابين دفعة واحدة . كيف لا والرجل عيساوي محنّك ومروض لا يشق له غبار! ولعل الثعبان الأهم هو الأخير .هذا الذي محض أولاد أحمد حياته للقبض عليه "ثعبان النهضة". كيف لا والثعبان ما زال يتشمّس تحت شمس الوطن . فالشاعر يستخدم قاموسا بيئيا ومعجما رومانسيا ، يتجاوز في ذلك استخدام الشابي . فمعجمه يقطر رقة ، والصور الفنية ترشح استعارة، والشعرية تفيض إيديولوجيا بغيضة، واستئصالية بالية . لقد كان الشويعر فيما مضى يفتش عن مكان ويشتغل بالتفعيلة . وويرغب في الإلقاء . وهاهو اليوم يلقي بمضمونه بعد أن صار شخصية وطنية في " لجنة حماية الثورة والانتقال الديموقراطي" ويفعل فعلته لا بالتفعيلة بل بالمباشرتية الباردة والحقد الناضح والسياسوية الماكرة. وبذلك انتقل هو بدوره فصار ديموقراطيا بعد أن كان مديرا لبيت الشعر . وهذا هو التكتيك، فبعض شعرائنا بفضل رقة ذوقهم يقدمون بلسما لشعبهم المجروح فها هم يصطادون الأفاعي ليستحلبوا منها ترياق المرحلة ودواء العليل... لكن يا أولاد أحمد ثعابينك لن تكون إلا في خيالك . فحينما فاتك القطار كما قال علي صالح ركبت موجة سب النهضة . فهل تطمح كمن طمح للنجومية والعالمية ؟ فإن كان الأمر كذلك فابحث عن "عَيْشَة"أخرى، فالأولى افتكها "الشاب خالد". ويجدر بمن يخاف تربة الوطن بكل اختلافاتها أن يبحث عن أرض لا ثعابين فيها وهذا مطمح عسير وأمنية لا تتحقق وطالما أن المطلب عزيز في دنيا الطبيعة، فمن العيب أن نصم أبناء الوطن الذين لطالما قدموا الشهداء ،ولازمتهم المهانة وترددوا على السجون ظلما وبهتانا بأسماء لا تليق بالبشر وننعتهم بالثعابين و نسمم صورتهم والحال أن المصور مسموم بشوفينية بائدة وبرؤية سحرة فرعون الذين خيل لهم أن حبالهم وعصيهم صارت ثعابين تتحرك هذا قبل أن يؤمنوا برب موسى فمتى يستفيق من علّمهم فرعون أنه لا يريهم إلا ما يرى وأنه سيرشدهم إلى سبيل الرشاد. مساء 27/4/2011م
مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=17285&t= الصغيرأولاد أحمد "عيساوي " الثّورة ومروّض الخيبة المريرة &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"