بعد ثورة "الشباب" : "الشيخ" النوري بوزيد يستهدف "الشاب" محمد الجندوبي
تونس – الحوارنت- خلطة جديدة ابتكرها المخرج المثير للجدل النوري بوزيد، ومحاولة أخرى للبحث عن الإثارة والتنقيب عن جهة يدعي عليها، وبما أنّ هذا السنمائي المدعوم بترسانة إعلامية وثقافية متوحدة في مشاربها لا يعجزه البحث والتحري لأنه لا يتحقق من خصومه إنما يدعي وينقضّ مباشرة على فريسته، فها هو ومن خلفه مجموعة مشبعة بهواية صناعة الأعداء يختار هذه المرّة مغني الراب التونسي الشاب محمد الجندوبي المعروف في أواسط فن الراب باسم"بسيكوآم" ليدعي عليه وقد تخيّر قاعة سينما الفن السابع بالعاصمة منصة يطلق منها بيانه الذي طالب فيه حركة النهضة بموقف واضح منددا بمحمد الجندوبي على خلفية أنّ الفنان المذكور قام بتأدية أغنية اعتبرها المخرج مسيئة له، هذا وقد لاقى النوري كل التأيّيد من أصدقائه ومعارفه ونخبته المصطفاة الذين أتوا إلى القاعة بمناسبة تقديم فيلم "صورة متواترة" لمخرجه حبيب المستيري.
النوري بوزيد أصرّ على صدور تنديد واضح من الشيخ راشد الغنوشي على خلفية هذه الأغنية التي قام بأدائها الفنان على هامش تظاهرة نظمتها حركة النهضة وتوعّد في صورة ما إذا لم تتخذ الحركة موقفا حازما تجاه "بسيكوآم" بحسم الأمر في المحاكم على غرار ما قامتا به سابقا الممثلة سوسن معالج و"الداعية"ألفة يوسف حين أوكلتا للمحامية بشرى بالحاج حميدة مهمة متابعة محمد الجندوبي قضائيا بعد أن أصدر أغنية اعتبرت تحريضا عليهما، ولولا الثورة التي حلّت على عجل ربما كنا رأينا "بسيكوآم" قابعا في سجون الجنرال بن علي. من أطرف ما تضمنه البيان عبارة أنّ محمد الجندوبي خان أمانة الفن وهذا من دواعي السخرية وإلا فمن خان الفن ووظفه لكشف المستور والتجني على المسلّمات والاستخفاف بهوية المجتمع والتجارة بالغريزة والشهوة.. من سحب كاميراته من معاناة التوانسة وهيمنة الطرابلسية والتعذيب والسجن والقتل والتصحر السياسي وأسكنها في حمامات النساء وأرسلها ترتع بين المطاهر والبيوت الساخنة وتفحص الطيابة والمطيبة وما بينهما وما قبلهما وما بعدهما، لقد سقط الشيخ البارد في الغريزة واستعفف الشاب المتدفق فوجّه فنّه للبناء والتشيّيد والدفاع عن هوية بلده ومعاناة شعبه، ثم إنّنا اليوم وبشهادة الجميع ننعم بثمار ثورة الشباب فهل يثورون وينتصرون ليتابعون ويسجنون؟!! ثم إذا لم يُلقِ محمد فنّه على مسامع أبناء وأرامل الشهداء والمساجين والمهجّرين والأرقام الصعبة التي وقفت في وجه شمولية بورقيبة وإجرام بن علي، إذا لم يكن "بسيكوآم" بين هؤلاء فهل يكون بين تجّار الرقيق وسماسرة الإثارة والغارقون في إيتاوات وزارة الثقافة الفرنسية.
عملية التأليب هذه التي تستهدف شاب ينشط في مجال الفن المحترم بإمكانيات جدّ متواضعة ليست إلا أكمة تخفي وراءها ما تخفيه ولعلّ أبرز أهدافها المفضوحة هي تلك المحاولات البائسة لفصل حركة النهضة عن واقعها والحيلولة دون التحامها بالفضاء الثقافي والاجتماعي والسعي لإرهاب الشباب ومواهبه المتدفقة كي ينقطعوا عن هذه الحركة التي حاول بن علي إبعاد الناس عنها بالإرهاب وفشل؛ ويجدد هؤلاء المحاولة اليوم بالترهيب وحتما سيفشلون.
مصدر الخبر : الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=17517&t=بعد ثورة "الشباب" : "الشيخ" النوري بوزيد يستهدف "الشاب" محمد الجندوبي&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"