محمد علي الشحيمي اسمحوا لي ايها السادة ان اتكلم هذه المرة بالاجابة قبل التفكير ولو للحظة واحدة . اقول : الشعبان الليبي والسوري . الان سافكر ولكن بصوت مرتفع . لماذا هذان الشعبان ؟ هما يقعان تحت خط النار منذ ايام عديدة بل منذ شهور ، وبذلوا جهدا جهيدا كي ينتبه العالم خلالها الى ان هناك عمليات ابادة ، وان هناك من ينتمون الى فصيلة البشر يتساقطون من طرف حكامهم ، وان هناك من يفتح جيوبه للدفع واخر للقبض ، دون الاهتمام لمن يموت ولا لمن يحيا . المهم ان هناك اموال تدور وان هناك تجارة وربح ما . لقد تقزز العالم في هذه الايام الماضية ، وتكلم ، وصرخ اخيرا ان يتوقف الفساد ، والاعتداءات ، والقهر والضلم ... كتبت الجرائد والمجلات ، وتكلمت الاذاعات ، والقنوات التلفزية ... بلغت الصورة الى العالم ، وقال العالم الذي لا يملك غير الكلمة يكفي . فتحركت شعرة معاوية في بعض قادة العالم الغربي ممن لهم مصالح في التغيير ، او في جلب الدعم لحملاتهم الانتخابية ، وضل باقي العالم صامتا ، ينتضر الى ما ستؤول اليه الامور او الى من سيستطيع تغليب الكفة اليه... ولا ينبغي ان نسال من اي طينة خلق هؤلاء القادة ، لانا نعرفها ، وهي طينة المصلحة ، لكنٌا نسال من اي طينة خلق العرب او بالاحرى قادتهم حتى يستمروا في ... مالت الصحافة في الغرب الى الخبر الدسم ومالت وراءها صحافة عالمنا نصف المنهزم ، وبدأت في الركض خلف الجزئيات، وجزئيات الجزئيات ... بدأت في حساب ما ستجنيه من هذا الخبر وما يمكن ان تجنيه في المستقبل ... اخذت وقتا مستقطعا من همومنا العربية ، (يا الاهي حتى صحافتنا اخذت وقتا مستقطعا) ، حتى الجزيرة والعربية وبي بي سي ، فسرت وتمادت في التفسير والتحليل ، وكان الموضوع يتعلق بقوتنا اليومي أ او بمستوى ابنائنا في المدارس ... حددوا المستفيد ، ونبهوا للاخطار ، وكشفوا التجاوز ، وتغاضوا عن الخاسر الاول في كل ذلك ، نسوا جوهر الموضوع ، نسوا المسحوقين والساحقين على ارضنا ... قالوا هناك حملة اباما المستقبلية اولا ، وهناك مصالح امريكا ثانيا ، وهناك ربح الحرب ضد الارهاب ثالثا ... ثم توقفوا لان بعدها تاتي قائمة الخاسرين التي تذكر فقط باحتشام ، ان ذكرت ... ولا ياتي ذكر مصلحة الشعبين اللذين عليهما ان يذكرا العالم بنفسيهما ويفكرا ويعملا ويناضلا لاجل مصلحتهما لوحدهما ... هذا مصيرنا نحن العرب ...؟ كتب علينا ان نكون تحت قيادة متجبرة تجاهنا ، ومداهنة تجاه الغرب . وكتب علينا ان نخضع ،،، لمصالح الاخرين سواء عن وعي او عن جهل ، او عن رغبة في اقتناص الفرص المشكوك فيها ... ومثقفينا وسياسيينا وشيوخنا ،حتى هم اعادوا توجيه دفة الاهتمام و خرجوا علينا بمقالات تقدم رايا في قتل الرجل وتلهوا عن الرجال والننساء والاطفال اللذين يقتلون في الشوارع وفي المحاضن ، وفي المنازل وفي السجون ... هؤلاء المثقفين الذين لا يملكون غير سلطة الكلمة شاؤوا ان يطلبوا وقتا مستقطعا هم ايضا ، وهم يعلمون انهم قد لا يعودون بعده ابدا الا في كتابة شهادتهم على العصر ان سمح لهم العصر طبعا . لان احداثا اخري ستطفوا وسيسرعوا خلفها للكتابة عنها او لاعلان مواقفهم منها او ... ليتبرؤوا من مدبريها ... انا لا اخوٌن احدا . ولكن اسال الان بماذا سينتفع العرب من كل البروبَغندا حول قتل الرجل ؟ هل يمكن ان يتغير الوضع بموته او بحياته ... هل سيتوقف نزيف الدماء ... في بلداننا ؟ هل سينجح احد من نٌحبهم في الانتخابات حتى وان كانت بلدية ؟ لا اعتقد ذلك ابدا لا اليوم ولا غدا ولا الذي يليه . فقط اخذ بريق انتفاضاتنا وجعل كثيرا من الوجوه في العالم تشيح عن عنائنا لزمن يعلم الله طوله ...رجائي ان لا ننساق اكثر في هذا المسار ، وان نؤجل الحديث عن المتوفي في الوقت الحالي ونكتفي بالدعاء له بالرحمة . اليست هي ما يجوز على الميت ؟