ازدان فراش الحركات الاحتجاجية بتنغير بمولود جديد حمل اسم:" تنسيقية آباء وأولياء الطلبة المحرومين من المنحة الجامعية بإقليم تنغير" أسست التنسيقية بعد محنة طويلة لآباء وأولياء الطلبة المحرومين من المنحة للنضال بكل الوسائل المشروعة للمطالبة بحق أبناءهم في المنحة الجامعية (على قلتها) لكي يتمكنوا من إتمام دراستهم، علما أن طلبة إقليم تنغير مجبرون على قطع مئات الكيلومترات لإتمام دراستهم الجامعية بمراكش (370 كلم) أو أكادير (أكثر من 500 كلم) أو أية مدينة أخرى مع ما يتطلبه ذلك من مصاريف باهظة تتحمل الأسر (الفقيرة أصلا) عبئها الثقيل جدا. الطريق إلى المنحة الجامعية أصبح محنة حقيقية خاصة في ظل تزايد أعداد الحاملين لشهادة البكالوريا وحرمان الكثير منهم من المنحة الجامعية. لذلك تحركت التنسيقية للتنديد بحرمان أبناءهم من حق المنحة والتنديد بتجاهل السلطات المحلية لهذا الحق المشروع خاصة بعد تنظيم سبع وقفات احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم. كما تؤكد التنسيقية عزمها و جديتها في مواصلة نضالها المشروع واحتجاجها السلمي حتى يستفيد المحرومون من منحتهم الجامعية. الأمر يتوقف الآن على السلطات المحلية لكي تفهم أن هناك ارتباطا وثيقا بين المنحة ومواصلة الدراسة الجامعية، وإلا فماذا يعني حرمان طالب من منحة زهيدة بعد 12 سنة من الدراسة والاجتهاد سوى الدفع به نحو الانحراف وتوفير التربة الملائمة للهر المدرسي ليحصد المزيد من الضحايا في زمن ترفع فيه وزارة التربية الوطنية شعار الإصلاح والقضاء على الهدر المدرسي. كنت بصدد إعداد بحث تربوي حول موضوع الهدر المدرسي وتبين من خلال استمارات واستنتاجات أن 75% من تلاميذ الثانوي التأهيلي المستطلعة آراؤهم حول الموضوع يرون أن الفقر أو الحاجة يتصدر الأسباب التي تؤدي إلى الهدر المدرسي. هذا يبين بالملموس أن حرمان الطالب من المنحة الجامعية يقضي على كل آماله في مواصلة مشواره الدراسي وبناء مستقبله. بالتالي يضطر لتغيير الوجهة من الجامعة إلى أماكن أخرى قد تصنع منه إنسانا منحرفا وعالة على المجتمع. كل ذلك يدفع الناس إلى فقدان الثقة بدور المدرسة ورسالتها في المجتمع. لقد اختلت الموازين بشكل رهيب، تتمسك السلطة بموازين رغم تكلفته الاقتصادية والاجتماعية الباهظة في الوقت الذي يكافح فيه الطلبة المحرومون من المنحة لإيجاد مقعد لهم في جامعة لا تحسن غير صناعة المحرومين من الشغل والكرامة. تحية الصمود لهؤلاء المحرومين الذين قرروا مواصلة مشوارهم الدراسي رغم الحرمان، لسان حالهم يقول: لولا أبناء الفقراء لضاع العلم من زمان.