لاجل تونس اندلعت الثورة ، ولاجل تونس انفجرت الحناجر التي اغلقت لسنوات كثيرة ... لاجل تونس وقف الجيش الوطني حارسا للارض والنضام الجمهوري والعباد ... لاجل تونس سالت الدماء ... لاجل تونس قال من كان مهمشا ساقف حارسا للثورة ... وتمضي الثورة والاعناق ، اعناقنا تشرئب لرؤية شيء في بلادنا نقول عنه انه عادل او صحيح ، او عقلاني ، او على اقل تقدير متفق عليه وان كان خطأ . ولكنا لا نرى الا ما هو معاكس ، الا ما هو مخاتل ، الا ما هو قاهر ، الا ما هو ساحب الى الخلف واي خلف ... الاحداث على الارض تنفجر جراء الاشاعات ... قتلى ، وبنادق صيد واعتصامات على الطرق الرابطة بين الاطراف ... لن اقول من المستفيد ؟ لانه حتما ليس الا الخاسر الاكبر وان لم يصدق فبيننا الايام . نتحدث عن الانجازات ، وعن المستقبل المشرق ، نتحدث عن الحكومة المؤقتة ، نتحدث عن الحكومة الفاقدة للشرعية ، نتحدث عن الامن ، نتحدث عن حرية انشاء الاحزاب او بالاحرى عن التفريخ الحزبي (وبالمناسبة ادعو القائمين على موسوعة قنيس كي يسجلو اكبر عملية تفريخ في تاريخ البشرية لحزب ينجب في اربعة اشهر فقط خمسين حزبا تتميز بكونها جميعها معترفا بها من طرف الدولة ...) نتحدث عن الاعتماد على النفس وعدم اللجوء للاجنبي هذا الذي ياخذ اكثر مما يعطي ... وننسى التقهقر السريع في آداء الواجبات ، ننسى العمل ، ننسى اننا عشنا دهرا نسينا فيه العروشية ، والقبلية لنفيق فجأة على صوت اشاعة ... نسينا اننا كنا اكثر شعوب الارض تتحترم الذات البشرية لنفيق فجأة على صوت حق المواطن فلا نتحرك الا بعد صدور الاوامر ، والاوامر تاتي متاخرة لا وضوح فيها ، فتسيل الدماء حتى يتغير لون النهر لنقبض على الضحية ونترك المعتدي لانه فقط لا توجد لدينا ادلة مادية ضده ، او بالاحرى كل الادلة ، وان صدقناها هي انفزيبل ... واذا سمح لي بالسؤال اي دور للسيد وزير الداخلية والسيد المدير العام للامن الوطني ، اذا كانت التعليمات التي يصدرونها تصل بعدما (كل يد تخو اختها) ... انا لا اخوُن احدا ولكني القي بالسوال التالي على السيد الباجي قائد السبسي ... هل يمكن ان تكون تونس اليوم هي تونس الستينات والسبعينات حتى يتم التعامل مع قضاياها ومشكلاتها بالشكل الذي نشاهده في كل المجالات ؟ ان القول ليس ابدا كالفعل .. ومن يده في الماء ليس كمن يده في النار .. اني اذكر جيدا ما صرحت به على قناة نسمة قبل ان تدخل الوزارة رئيسا عليها ... كنت اكره ما يسمى بالتوازنات في حكومات الشرق العربي ، وقلت في احدى المارات لن تكون الا كارثة اذا دخل هذا المسطلح بلادي ، ولكنه دخل ، دخل من باب حماية الثورة ... وقلت في مرة اخرى ان هذا المجلس لن يكون الا دكتاتورية ... وها هو يكشف عن هذا الوجه الان ... والا ما نقول في تصريح الجندوبي حول بطاقة الانتخاب ( وبالمناسبة انا اسأله من سماه كي يتكلم باسمي كمواطن ، ومن اعطاه صلاحية تنفيذية كي يتوعدني بمنعي من الادلاء بصوتي اذا لم اطبق امره ...) اقول رايي الان وليطح براسي بعد ذلك ، انه ليس وصيا علي ، ولا يعرف مصلحتي كمواطن اكثر مني ... علي الشحيمي