أتفهم حقيقة كثيرا من مخاوف دعاة اللائكية في تونس في علاقة بمشروعهم الاديولوجي والسياسي وما يرونه في بعض المواقف وحتى الممارسات من تقابل مع هذا المشروع خاصة فيما يدافعون عنه من حرية الحياة الخاصة و ضمان ممارسة ديمقراطية دائمة. وحين أقول أني اتفهم فان ذلك لا يعني مطلقا أني أعتبرها مبررة ووجيهة وان لهذه المخاوف والتوجسات مبررات يجعلها مخاوف حقيقية. تفهمي لهذه المخاوف بما يعني قبولي بجعلها موضع نقاش جدي وحقيقي يستوجب في نفس الوقت وبشكل موازي الانتباه كذلك لتوجساتي من بعض المشاريع و كيرا من المواقف. وحتى يكون النقاش عمليا فاني أريد أن أطرح جملة من التساؤلات تتعلق بموقف هؤلاء من مخاوفي الخاصة من مشروعهم و أطلب اجابات مباشرة ودقيقة حولها: أريد أن أسأل بداية من الموقف من التشريعات القانونية المنظمة للحياة الاجتماعية من زواج وطلاق وميراث كما تحددها مجلة الاحوال الشخصية هل سيتم احترامها باعتبارها بداية نصوصا قانونية و احترامها ثانيا وهو الاهم باعتبارها أساس بنية العلاقات الاجتماعية المنظمة لوجودنا الاجتماعي ام سيتم تغييرها؟ وان كانت هناك رغبة في تغييرها فما هي الفصول التي يرغبون في تغييرها وضمن أية آلية ينون القيام بهذا التغيير؟ هل ضمن شروط العودة للارادة الشعبية سواء تمثلت في تنظيم استفتاء أو تصويت أم بشكل مختلف؟ أريد أن أسأل هل سيتواصل حضور تدريس مادة التربية الاسلامية وتعليم الناشئة مبادئ الدين الاسلامي من قرآن وعبادات أم سيتم الغاء هذه المادة؟ أريد أن أسأل ان كان سيتم الاحتفاظ بالأعياد والمناسبات الدينية كعطل رسمية أم سيتم الغائها؟ أريد أن أسأل ان كان سيتم الاحتفاظ بتمويل وتنظيم الدولة لكل ما يتعلق باقامة الشعائر الدينية من اعتناء بالمساجد وتنظيم الحج أن أن هذه الأمور سيتم اخراجها من ضمن اهتمامات الدولة. هل سيتم الاحتفاظ باللغة العربية كلغة رسمية أم سيتم الغاء هذا المبدأ؟ و أخيرا هل سيتم التعامل مع قضية الاحتلال الصهيوني لفلسطين والقدس الشريف باعتبارها مسألة أساسية ومبدئية أم ستكون هناك اجراءات للتطبيع مع اسرائيل؟ عبرتم من مخاوفكم وتوجساتكم بلغة عامة واتهمات أكثر عمومية فاسمحوا لي أن أطرح عليكم هذه الاسئلة راغبا في الحصول على أجوبة تفصيلية حولها.