هيئة ابن عاشور تضيع الوقت.. والخشية من المطالبة بتأخير الانتخابات مجددا تكبر من جديد وبطريقة تبدو ممنهجة ومدروسة ومنظمة، دخلت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة فيما يخشى أن يكون مقدمة لتأخير الانتخابات مرة ثانية عن الموعد المقرر في 23 أكتوبر القادم. جلسة الهيئة التي عقدت اليوم الخميس دخلت في نقاش أمور جانبية، بعيدا عن موضوع الانتخابات وما يتعلق بها، وذهبت لمناقشة مرسوم ينظم عمل الأحزاب، (وكأنها برلمان شرعي منتخب). في حين رفضت أن تناقش قائمة الأشخاص، الذين يتوجب استبعادهم من المشاركة في العملية الانتخابية من قادة التجمع المنحل ومن مناشدي الرئيس المخلوع ابن علي الترشح لانتخابات 2014. في حركة يخشى أن تكون مقدمة لتأخير الانتخابات مرة ثانية، بعد تأخيرها عن موعدها الأصلي في 24 جويلية القادم. ويرى مراقبون أن الخائفين من الانتخابات لا يريدون أن تجري العملية في الانتخابات في وقتها. والخشية كبيرة من أن مناورات التأخير بدأت مبكرة وقوية. ويخشى المراقبون أن تقول الهيئة بعد فترة، وبعد تضييع الكثير من الوقت الغالي، إنها عاجزة عن تنظيم الانتخابات، لأنها لم تتقدم بعد في ضبط قوائم الناخبين، وتحديد قوائم من يجب إقصاؤهم من العملية الانتخابية. بالمناسبة وبعيدا عن جلسة اليوم بدأنا نسمع ونقرأ في الصحافة حديثا متزايدا عن إعادة تسجيل 3 ملايين ناخب. ونخشى أن يكون هذا جزء من لعبة خفية، هدفها التأجيل، بحجة ثقل المهمة، وضيق الوقت. لقد طلبت الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات تنظيمها في 16 أكتوبر، فزادها الوزير الأول أسبوعا إضافيا. ونرجو أن تتقيد الهيئة بالوقت الجديد، وأن لا تدخلنا في سلسلة تأجيلات بلا نهاية. لا أنسى الإشارة إلى أن الجلسة شهدت جدلا حادا، وكاد بعض "الديمقراطيين الجدد" يمارسوا العنف ضد خصومهم. ولو لا التدخلات ربما سال الدم، بطريقة ديمقراطية جدا. نور الدين العويديدي