ثقافة ثابتة ومعهودة عن النظم العربية المستبدة الفاسدة القمعية ، المعارضون إرهابيون ومتشددون وعملاء وخونة ، نموذج متكرر ومتشابه لدرجة من التطابق توحي بأن الأنظمة دون استثناء تدار بخلفية واحدة هي الخلفية الأمنية المتخلفة رغم الأشواط الكبيرة المقطوعة حولنا في مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان ، مازالت الأحداث في سوريا تتوالي ، النظام مصر على فرض معركة عسكرية رغم إخفاقاته المتكررة في هذا الميدان مع العدو لكنه أسد على أبناء شعبه ، والمعارضة هي الأخرى مصرة على انتزاع حقوقها بعد كسر حاجز الخوف وتقديم التضحيات ألف شهيد وعشر ألآلاف سجين ، ما يحدث داخل سوريا هو نموذج لكتالوج الثورات العربية في ربيعها الحالي مع بعض الفروق في الجدول الزمني والكلفة الباهظة لكن سقوط الأنظمة صار من المطالب الملحة للشعوب بعد يقينها أنه لا أمل في الإصلاح ويجب تغيير قواعد اللعبة ، بشار وصالح والقذافي أمامهم كابوس مبارك ، والشعوب تنشد حلم تونس ومصر ، ما يحدث في سوريا ليس خلافاً سياسياً بل حرباً أعلنها نظام الحكم المستبد الفاسد على الشعب ، فشل الجهاز الأمني فدخل الجيش على الخط يصول ويجول بالقرى والمدن والكفور يطهر سوريا من بقايا الرجعية والتطرف والإرهاب ومن كل شئ حتى من السوريين أنفسهم، ما يدعيه النظام السوري من إصلاحات هي مناورة لاستيعاب الموقف المتدهور ، وبشار لا يملك تنفيذ ما يقول لأنه أسير مجموعة جنرالات الأمن والعسكر ورثة نظام أبيه ، لذا كانت لغة الاتهامات والمؤامرات والأجندات هي الغالبة ، النظام وفرق المولاة من رجالات المال وجنرالات الأمن وكهنة الإعلام لا تملك أي رؤية إصلاحية لا تملك إلا التحريض والتهديد ثم التصفيق من الوضع واقفاً مثل تلاميذ المدارس ، لكن وكالعادة الشعب تجاوز النخب العاجزة و كسر حاجز الخوف ودفع عدة أقساط من ثمن التحرر ، الشعب يريد تغيير قواعد اللعبة لتكون أكثر كفاءة وعدالة ، والنظام وجنرالاته تناور ولا تدري أنها تلعب في الوقت الضائع وبعد صافرة الحكم خلاصة الطرح ..... الرجل ونظامه لا يوجد أمامهم إلا خيارات ثلاثة أحلاها مر، الأول :الاستمرار في الحرب المعلنة ضد الشعب ، والثاني : افتعال بعض المناوشات مع الكيان الصهيوني لشغل الرأي العام وخلط الأوراق والثالث :الرحيل وهو الخيار الأيسر والممكن . محمد السروجي مدير مركز النهضة للدراسات والتنمية