رسالة استعجالية مضمونة الوصول الى الشعب التونسي العظيم الحر الابي, الذي علم الناس بالامس القريب ابيات الشابي: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر... الى الشباب التونسي اليقظ الذي علم النظام الساقط كيف تسترد الحقوق لاصحابها بالورد والياسمين وفرض نمط الثورة على الدنيا, حتى اضحت ثورة مدوية من الشرق الى الغرب الاسلامي والغربي... الى العاضين على الجمر في محراب السياسة والكياسة وفن الممكن الذي قد يصير مستحيلا بين عشية وضحاها... ان الثورة مهددة بان تتخطف من بين ايدينا فلنعظ عليها ولنستمسك بها, ان الطابور الخامس يسعى جهد الاستطاعة الى الالتفاف على اهداف العزة ليحيلها الى ذلة وهوان وياس ان سحرة فرعون خرجوا ليرهبوننا او يحرجوننا او يهينوننا فلا نستسلم ولا تختلف فتذهب ريحنا... مهما حبرنا من كلام وسطرنا من أفكار, فان الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في النهار, تعلن بنفسها لتقول, ان ثورتنا مستهدفة, وان المتآمرين عليها قد تمكنوا من مفاصل دقيقة للحفاظ على الوضع الحالي, غير الشرعي أصلا والذي يراد له ان يطول, الى ان يوحي اليهم شياطين الانس والجن بطريقة الانقظاظ على تونس الجريحة, التي لم تهنأ بعد بثورتها, التي لم تخمد جراحات أهل الشهداء, ولم تجف دماء جرحاه بعد. مهما أشرنا الى الجناة الذين تسللوا الى القصر, والى الاعلام والى الجمعيات المستحدثة والمفصلة على قياسات لا تتناسب مع الثورة...فان الضباع تراهن على شيئين: اهتبال فرصة شراك او كمين يوقعونه ثم يصورونه ثم يصنفونه حسب هواهم لخدمة اعداء تونس... ثانيا التحول الاقليمي الذي ينتظرون منه ان يوافق هواهم وان تاخر فهم يحلمون ان تهب رياح القديم والعتيق من الجنرالات والدكتاتوريات الاقليمية من جنوب البلاد او من شرقها... لا عاصم من امر الله الا التوكل الحقيقي على الله واليقظة الخلاقة التي ترتجى من التونسيين, لان الوضع مرهون بحادث بسيط او موقعة اقل من موقعة الجمل في مصر لتتحول الامور –لا سمح الله- الى معارك جهوية عروشية او ايديولوجية بعد ان تسعر نارها ويلتهب سعيرها في محرقة نسمة وحنبغل... لا للرهان على السياسيين المتقلبين الذين يميلون مع الرياح حيث تميل ويتجهون حيث المصلحة الحزبية الضيقة, انما الرهان على الشباب الممتلئ عزة بالهوية, المنشرح صدره للتغيير الحقيقي لا للتغيير التجميلي الذي يزول مع اول امتحان امام الثوابت الراسخة للمجتمع وقيمه. احتضان العلماء والمشائخ وجعلهم القدوات الحقيقية للناس بدل هذا الهراء الذي يلوث اسماعنا من على شاشات لم تتغير الا في اسمائها في أحسن أحوالها... لأن الالتجاء الى العلماء والمشائخ الربانيين باعتبارهم قدوات حقيقية في مجتمعاتهم, يمكن من خلالهم ضبط الشارع وتهدئة الخواطر للسلامة من التصرفات الطائشة من هنا او هناك. تقديم جهد الاستطاعة يد العناية ولو المعنوية والروحية لاصحاب المشاكل المادية المزمنة والتآزر والتكافل اللذان يحفزان هذه الشريحة على مواصلة المشوار, مشوار البذل والتضحية الى أن تعم نعم البلاد جميع شرائح الوطن... الاستفادة من المواسم الروحية والتعبدية المقبلة علينا وتفعيلها غاية الجهة وقدر الاستطاعة, مثل شهر رمضان المعظم, وعيد الفطر, ثم موسم الحج وعيد الاضحى, لاعتبارها وجعلها محطات لتعظيم شعائر الله والاستزادة من فيوض التقوى الغامرة وتعبيد الناس لخالقهم باخلاص وفوق كل الاعتبارات مهما كان مشربها... استحضار الابتلاءات التي عاشها النبييون مع أقوامهم سيما المكذبين لرسلهم, وأخذ العبرة, الى ان أهل الحق دوما يمرون بالمحن ولكن العاقبة للمتقين دوما... الصبر والمصابرة والخروج من الحول والقوة البشرية الى حول الله وقوته وتمكين الاتصال به سبحانه. د. نورالدين بوفلغة النمسا