نور الدين العويديدي يسعى الوزير الأول الباجي قايد السبسي لترضية خواطر قيادات النهضة وقيادات الأحزاب المنسحبة والمجمدة عضويتها بهدف إعادتها للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. وأنا لست رئيسا للنهضة ولا صاحب قرار فيها. ولو كنت كذلك فإنني لن أسمح بعودة الحركة لهيئة ابن عاشور إلا بعد تحقق الشروط التالية: - ...أن تكون العودة منسقة مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ومع حركة الإصلاح والتنمية ومع القضاة ومع كل الشخصيات والقوى التي خرجت من الهيئة أو رفضت الدخول فيها منذ البداية. - أن لا تعود النهضة للهيئة وعياض بن عاشور على رأسها، وأن يتم اختيار شخصية أخرى بالتوافق، تتسم بروح ديمقراطية حقيقية في التسيير وفي التعامل مع الناس، بخلاف ابن عاشور الذي تبين أنه رجل دكتاتوري يستهين بمختلف القوى الفاعلة، ولا يعرف قدر الحركات والرجال، كما لا يعرف كيف يقدر العواقب، ولا يبالي بمن بقي في الهيئة ومن خرج منها ما دام هو وعصابته "الديمقراطية" فيها. - المهم أن لا تعود النهضة للهيئة حتى تتعدل تركيبتها، وتصبح لها صلاحية رقابية حقيقة على عمل الحكومة. وأن يكون للهيئة لقاء شهري مع الوزير الأول، يُسأل فيه عن كل المواقف والقرارات، التي اتخذتها حكومته خلال الشهر، ويعطي فيه جردا واضحا بما قامت به الحكومة، في الداخل والخارج، وما لم تقم به لم قصرت في القيام به. - والأهم أن لا تتم العودة إلا بعد التزام واضح وعلني أمام الشعب من الوزير الأول والرئيس المؤقتين بإجراء انتخابات المجلس التأسيسي في موعدها، وأن تكون الانتخابات لمجلس تأسيسي كامل الصلاحيات، بما فيها إعداد الدستور والقوانين المنظمة للحياة العامة في البلاد، وأن لا تكون القوانين المؤقتة التي تعدها الهيئة حاليا سوى مجرد مسودات قوانين يمكن للمجلس قبولها أو رفضها كما يشاء، وأن لا يتم التحايل على المجلس المنتخب باستفتاء على دستور أو ما سواه، وإلزامه به، وأن يكون المجلس مخولا بتشكيل حكومة مؤقتة، بعد انتخابه، وأن تحل الحكومة المؤقتة الحالية مباشرة في يوم الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس التأسيسي. - أن تكون العودة في سياق تفعيل استقلال القضاء ومحاكمة القتلة والمجرمين وإنصاف الشهداء وعائلاتهم وتنظيف البلاد من الفاسدين والمفسدين، ووقف تعيين المطبعين والتجمعيين في المسؤوليات من أصغرها إلى أعلاها.. من البلديات حتى الوزارات ومختلف المسؤوليات في مختلف المستويات، ومحاكمة المخلوع محاكمة جادة، تبدأ بالخيانة العظمى وبالقتل العمد لمئات الشهداء وبالتعذيب الذي استشهد بسببه العشرات من التونسيين، وليس فقط باختلاس الأموال واستهلاك المخدرات. فالأنفس والكرامة أهم من المال. وفي الختام فإنني من موقع حبي لبلادي وللنهضة أنصحها وأحذرها من أن العودة لهيئة ابن عاشور دون تحقيق المطالب المشار إليها آنفا سيكون ضد مصلحة البلاد وضد الثورة وضد مصلحة النهضة ذاتها، وسيجعل منها مضحكة ولعبة بين السياسيين، وسيقلل من قيمتها ومن قدر قياداتها في البلاد. وإني أنصح وأرجو من قواعد الحركة أن يتجندوا للضغط على قيادتها حتى يساعدوها على اتخاذ القرار الصائب بأن لا تعود لهذه الهيئة المسخ. وأنصح قيادة الحركة بأن تتعلل في وجه الضغوط الممارسة عليها من السبسي وغيره برفض قواعد الحركة لهذه العودة دون تحقق الشروط المطلوبة. وأن تصر على المطالب المشار إليها أعلاه، حتى يكون تحققها مقنعا للقواعد بالقبول بقرار العودة.