مثل عربي قديم شائع يعرفه القاصي والداني يدل على سوء النية وخبث الطوية...، لكن العالم يراه حقيقة واقعة ماثلة أمامهم عبر عشرات الفضائيات ومئات مواقع الإنترنت حديثا، والصورة أصبحت واضحة جلية لدى كل منصف وهي قصة شعب أعزل عاري الصدر عاف العيش طويلا تحت حراب القمع والذل والقهر والمكيدة وخرج بمظاهرات سلمية عمت معظم المدن السورية يطالب بالحرية والكرامة وحقوق المواطنة المسلوبة ليواجه قوات القتل والبغي ممثلة بأجهزة المخابرات المستنفرة بكافة فروعها وليواجه معها أيضا قوات الجيش العربي السوري الباسل بدباباته ومدرعاته وآلياته المختلفة والتي توجه لها الأوامر العسكرية بقمع الناس وقتلهم، ومن لا يستجيب لأوامر إطلاق الرصاص على المتظاهرين يُعدم فورا إمّا من طرف القناصة أو من طرف عناصر المخابرات بطلقات عادة ما تكون بالظهر لتدل بشكل قطعي على أنه لا عصابات مسلحة في سوريا غير الشبيحة ولا قتلة إلا قطعان المخابرات التي تعطي الأوامر بالقتل... ومن ثم يؤخذ هذا الشهيد البطل ليشيع على أنه ضحية من ضحايا العصابات المسلحة التي تدعي السلطات السورية وأبواقها في الداخل والخارج أنهم استشهدوا على أيديها في صورة ماتت معها الأمانة والصدق وأعدمت الشفافية التي يتشدق أبواق النظام بأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية تفتقدها. الشعب السوري يقتل ويذبح ويعتقل ويعذب وتصب عليه ألوان القهر والتعذيب والتنكيل التي لا يتحملها إنسان والمجتمع الدولي والإقليمي والعربي ينتظر نتيجة السجال ليتخذ مواقف... فإذا رجحت الكفة لصالح الشعب قالوا إنا كنا معكم وإلا فهم ساكتون على الأقل على النظام وممارساته بدعوى المحافظة على الاستقرار في المنطقة. لقد تواترت شهادات الضباط الأحرار ومن مختلف القطعات العسكرية ومختلف الرتب ومن مختلف المحافظات على أنه لا عصابات مسلحة إلا شبيحة النظام وأن كذبة العصابات المسلحة ماهي إلا محاولة يائسة من النظام القمعي لتبرير قمعه وسطوته وتنكيله وجبروته ضد الشعب الأعزل إلا من إيمانه بحقوقه التي عما قريب سينتزعها وليس له معين إلا الله. ومع كل هذا التزوير والترويع والقتل والسجن والاعتقال والتهجير والحصار يشتد عود الثورة وينتشر أوارها ويتعاظم تفاقمها وتنتقل بخطى ثابتة وئيدة إلى كل محافظات ومدن ومناطق ونواحي وقرى وبوادي سوريا الحبيبة وينتشر أيضا دعمها الشعبي بين السوريين في هاجرهم وفي كل بلدان العالم العربي والإسلامي والدولي. وتتحرك فعاليات المعارضة السورية لتواكب هذا الحراك الشعبي بصموده وتضحياته وسقف تطلعاته من أنطاليا إلى بروكسل إلى دمشق ثم إلى إسطنبول حيث انعقد مؤتمر شباب ثورة الخامس عشر من آذار بحضور شبابي مكثف وقريبا سينعقد مؤتمر علماء سوريا هذا المؤتمر الذي لا شك أنه سيعطي روحا جديدة للثورة وزخما روحيا ومعنويا قويا لها لأنه وحسب ماهو مخطط له سيضم ثلة من علماء سوريا الأجلاء ومن جميع أنحاء العالم. والنظام أمام هذه التحركات الجماهيرية الواسعة لا يشتغل إلا بالتكذيب والتضليل والتشكيك ومحاولة ضرب المعارضة أو الإيقاع بها بشتى وسائله التي باتت واضحة للجميع. إنّ تضحيات جماهير شعبنا الحبيب في سوريا وصموده أمام أعتى قوة قمع وقهر في العالم ليوجب على المعارضة أن توحد صفها خلف مطلب الشعب الأسمى "الشعب يريد إسقاط النظام" مؤجلة استحقاقاتها الحزبية والانتخابية لفترة ما بعد سقوط النظام وهي فترة لا بد منها للمعارضة السورية لتلتقي وتتعارف أكثر وتتآلف آكثر وتتفاهم أكثر وتمحو آثار كل خلاف لم تكن أيدي النظام بمنأى عن ابتكاره حتى إذا ما تحقق مطلب الشعب الرئيسي تأتي بعد ذلك الاستحقاقات الانتخابية وصناديق الاقتراع لتفرز وبكل أمانة وشفافية النظام الجديد والممثلين الحقيقين للشعب الحبيب وليس هذا اليوم عنا ببعيد.